الـ"بحاروة" يحاكمون تجربة أول سيدة في منصب محافظ
المهندسة نادية عبده
ردود فعل متباينة شهدتها محافظة البحيرة عقب رحيل المهندسة نادية عبده، محافظ الإقليم، وتولي اللواء هشام آمنة، منصب المحافظ، خلفاً لها، وقدم الأهالي كشف حساب لأول سيدة تتولى منصب المحافظ في مصر.
اتهمها العديد بالإخفاق فى التجربة، بعد أن فشلت في تحقيق طموحات وآمال أهالي المحافظة، وعدم تنفيذ وعودها بتحقيق التنمية الشاملة التي أعلنت عنها عقب توليها المنصب.
فيما أشاد آخرون بدورها خلال الفترة السابقة، مؤكدين أنها قدمت كل ما تستطيع لإثبات كفاءتها المهنية، وأحقيتها بهذا المنصب.
5 سنوات كاملة قضتها المهندسة نادية عبده، داخل مبنى ديوان محافظة البحيرة، شغلت خلالها منصب نائب المحافظ، لمدة 3 سنوات ونصف، استطاعت خلالها لفت الأنظار إليها، والتفوق على مثيلاتها في القاليم الأخرى.
وعقب تولي الدكتور محمد سلطان، مسؤولية محافظة الإسكندرية ورحيله عن البحيرة، تولت "عبده" منصب محافظ الإقليم، لتكون أول سيدة تشغل هذا المنصب، إلا أنها واجهت العديد من الصعوبات، أولها عدم اقتناع أغلبية القيادات السياسية والشعبية بالمحافظة، بتولى سيدة لهذا المنصب، ما دفعها لبذل أقصى ما لديها من طاقة لتغيير هذه الرؤية.
وبعد فترة ليست بالقصيرة قضتها "عبده" بالمحافظة، قدم أهالي البحيرة كشف حساب لها، فور رحيلها إثر حركة المحافظين الجديدة، التي أُعلنت اليوم، وأدى خلالها المحافظون الجدد اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
قال جمال خطاب، محام، إن "عبده" نجحت في منصب نائب محافظ البحيرة، والذي شغلته لأكثر من 3 سنوات، واستطاعت خلال هذه الفترة التواصل مع الجماهير، وخلق حالة فريدة بين المسؤول والمواطن، من خلال سرعة الاستجابة لمشاكلهم، والانتقال لموقع الحدث فورًا، وعدم الاعتماد على معاونيها فى تنفيذ القرارت والتلاحم مع الجماهير، إلا أنها فشلت فى منصب محافظ البحيرة، بعد أن أخفقت فى إدارة مبنى الديوان العام، وعدم قدرتها على استثمار التنفيذيين لتحقيق التنمية المطلوبة.
وأضاف، أستطيع أن أقول أن المحليات بمدن ومراكز البحيرة، شهدت حالة من الفوضى خلال عام ونصف قضتها "عبده" فى منصب المحافظ.
محمد فتحي هندي، مساعد أمين شباب حزب مستقبل وطن، أكد أن "عبده" قدمت كل ما تستطيع من إمكانيات، لإثبات جدارتها في هذا المنصب، وذلك على الرغم من سِنِّها الذي قد يمنعها من التحرك كثيرًا، إلا أنها استطاعت أن تتواجد بين أهالي البحيرة في العديد من المواقف.
وأشار إلى أن سكان القرى يذكرون لها مواقف إيجابية كثيرة، ما بين توصيل شبكات مياه شرب جديدة، ورصف وإنارة وصرف صحي ونظافة، وكثيرًا ما كانت تتبنى الحملات الخدمية التي تنعكس على أهالي المحافظة بالإيجاب، وأرى أن تغييرها لا يعنى فشل تجربتها، ولكن سُنَّة التغيير تنال من كل المسؤولين في الدولة.
أما يحيى خليل، رئيس حزب الغد بالبحيرة، فقال إن المهندسة نادية عبده، لم تكن على الوجه المرجو منها، حيث ابتعدت عن الشارع، وخصصت هاتفها للمقربين لها فقط، واهتمت بتجميع أعضاء مجلس النواب حولها، لتنال تأييدهم ودعمهم لها، معتقدة- خطأً- أن مفتاح البقاء في هذا المنصب بأيدي النواب.
وقال: "لعل واقعة احتفالهم داخل ديوان المحافظة بعامها الأول في المنصب، المعروفة إعلاميًا بـ"تورتة المحافظ"، هي أشهر الوقائع التى أبرزت انحيازها للنواب، وتغيير مسار الهيكل التنفيذي بالمحليات، حسب رؤية أعضاء المجلس، الذين استغلوا شغفها بالدعم والتأييد، وحققوا مكاسب تدعم حصولهم على أصوات انتخابية خلال الفترة القادمة.