كيف تستغل مصر حريق متحف البرازيل في استرداد آثارها من الخارج؟
حريق متحف البرازيل
قال بسام الشماع، أستاذ علم المصريات، وعضو الجمعية التاريخية المصرية، إن مصر بإمكانها استرداد الآثار المصرية الموجودة في الدولة الأجنبية، بعد حريق المتحف القومي في البرازيل، بسبب عدم أمانها في هذه الدول، ويكون حريق متحف البرازيل هو البوابة التي تسمح بعودة تلك الآثار.
والتهمت النيران أقدم متحف للآثار في البرازيل، والذي يعود تاريخ إنشائه إلى 200 عام سابقة، ومن المعتقد أن الكثير من أرشفته المكونة من 20 مليون قطعة، قد دُمِّرت، حسب ما أشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقالت صحيفة "إيفننغ ستاندرند" البريطانية إن أكثر من 700 قطعة في المتحف تعود إلى عصر الفراعنة في مصر من المحتمل أن تكون قد دمرت بالكامل بفعل الحريق الهائل الذي أتى على كل أجزاء المتحف.
البرازيل فشلت في التعامل مع حريق أقدم مؤسسة علمية في البلاد، حسبما أضاف الشماع لـ"الوطن"، مؤكدا أنها فشلت في إطفاء الحريق، وهو ما أدى لتدمير الآثار الموجودة بالمتحف، كما فشلت في الكشف عن سبب الحريق أو تحديد الآثار الناجية.
وصرح وزير الثقافة البرازيلي، سيرجيو ليتاو، لصحيفة "استادو دي ساو" أن الحريق ربما يكون سببه دائرة كهربية صغيرة، أو منطاد هوائي ساخن محلي الصنع، اعتاد البرازيليون دوما على استخدامه.
حريق متحف البرازيل هو الكارثة الأكبر في تاريخ المتاحف، وفقا لعالم المصريات، موضحا أن مصر بإمكانها استغلال الكارثة التي تسببت في تدمير العديد من الآثار المصرية في استرجاع الآثار المصرية في الخارج عن طريق تسييس القضية، مطالبا الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتأكيد في خطابه أمام الأمم المتحدة، على أن الآثار المصرية مكانها الأراضي المصرية.
وزارة الآثار عليها مطالبة جميع متاحف العالم برد جميع الآثار المصرية التي تعرضها والموجودة في مخازنها، حسب رؤية الشماع، وذلك بدافع عدم أمان تلك الآثار، بسبب الحوادث وانتشار الولع بسرقتها من المتاحف في أوروبا، موضحا أن ما حدث في البرازيل درس لكل من عارض فكرة عودة الآثار المصرية بحجة عدم الأمان في مصر.
في حالة رفض الدول تسليم الآثار المصرية، فمصر تمتلك ورقة ضغط أخرى، بحسب الخبير الأثري تتمثل في البعثات الأثرية الأجنبية التي تعمل في مصر، لافتا إلى أنه توجد أكثر من 250 بعثة أثرية أجنبية في مصر يمكن إنهاء عملها في أي وقت ترفض فيه دولها تسليم الآثار، كما أن مصر يمكنها في النهاية اللجوء للأمم المتحدة والمحاكم الدولية.
الدكتور محمد عطالله، أستاذ القانون الدولي، أكد على فكرة قدرة مصر على استرداد الآثار المصرية في الخارج، استنادا للضرر الذي وقع على الآثار المصرية الموجودة في متحف البرازيل المحترق، موضحا وجود طرق دبلوماسية عن طريق وزارتي الخارجية والآثار يمكن عن طريقها التفاوض مع الدول التي تملك متاحفها آثار مصر من أجل استردادها.
في حال فشلت الطرق الدبلوماسية والتفاوض، يقول عطالله لـ"الوطن" إن مصر يمكنها اللجوء لمنظمة "اليونسكو" التابعة للأمم المتحدة، والمطالبة باسترداد الآثار المصرية بسبب عدم الأمان عليها في دول الخارج، خوفا من تعرضها لحوادث شبيهة بحريق متحف البرازيل، أو عن طريق تقديم ما يثبت خروج هذه الآثار من مصر بطريقة غير شرعية.
أستاذ القانون الدولي، لفت إلى إمكانية لجوء مصر للمحاكم الدولية، وعلى رأسها محكمة العدل الدولية من أجل الحصول على حكم ملزم لتلك الدول برد الآثار المصرية الموجودة في متاحفها.