معهد واشنطن يطالب «أوباما» بإلغاء قرار منع تصدير الأسلحة الأمريكية لمصر
طالب معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الرئيس الأمريكى باراك أوباما بإلغاء قرار منع تصدير الأسلحة إلى مصر، التى وصفها بالحليف الاستراتيجى الذى لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة إلى واشنطن.. وتوقف الدبلوماسى الأمريكى جيمس جيفرى أمام سياسة أوباما فى الشرق الأوسط والمخاوف لدى حلفاء أمريكا فى المنطقة بعد التقارب الأمريكى الإيرانى وخيبة الأمل فى مهاجمة واشنطن لإيران والإطاحة بالنظام.
وقال السفير جيفرى، فى ورقة بحثية أصدرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن ردود الأفعال الإقليمية تعكس بعض المخاوف من السياسات الأمريكية غير المفهومة، ومنها الانسحاب المتعجل من العراق وأفغانستان، وقيادة الأمور فى ليبيا علناً ومن وراء ستار، وتشجيع الإطاحة برئيس حكم مصر فترة دامت ثلاثين عاماً، والتراجع فى اللحظة الأخيرة عن توجيه ضربة جوية لسوريا.
ورأى أن الحلفاء الشرق أوسطيين، الذين يعد قرارهم بالشراكة مع واشنطن قراراً وجودياً، يثيرون أسئلة على نحو متزايد حول ما إذا كانت أمريكا جادة بشأن إدارة نظام أمنى دولى تستفيد منه ويتيح لهم البقاء بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ويقول الدبلوماسى الأمريكى: هذا النوع من التساؤلات يجعل أقل التنازلات وأكثرها تفهماً مع الأعداء، ينظر إليها على أنها منحدر انزلاق إلى الاستسلام الكامل، مشيراً إلى أن الحلفاء الإقليميين يرون الاتفاق مع إيران «دليلاً» إضافياً على أنه لا يمكن الثقة بالولايات المتحدة.
ودافع عن موقف أوباما بالقول: «لا تستطيع واشنطن أن تدير نظاماً أمنياً عالمياً بدون الدخول فى اتفاقات تكتيكية مع الأعداء، فى أوقات تسود فيها التنازلات، والنظام الديمقراطى الأمريكى يتطلب ذلك، لاسيما عندما تظهر العديد من استطلاعات الرأى أن غالبية الأمريكيين يعارضون إجراءً عسكرياً جديداً فى المنطقة، بما فى ذلك فى سوريا».
ودعا «أوباما» إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لتصحيح هذا الوضع، من بينها إيجاد سبل لتوفير الأموال المنفقة على الدفاع باستثناء التخفيضات البحرية عالية الوضوح فى الشرق الأوسط، وإيقاف منع تدفق المعدات العسكرية بشكل كامل إلى مصر، باعتبارها حليفا تحتاج إليه واشنطن بشدة، والتعجيل بالعمليات البيروقراطية البطيئة التى يمكن أن تعيق مبيعات الأسلحة ومساعدات مكافحة الإرهاب على الأرض إلى الشركاء الإقليميين الرئيسيين، كما تشمل تلك السياسات انخراط الرئيس شخصياً وبشكل مكثف فى التوصل إلى اتفاق مع أفغانستان على وجود القوات وإبطال قرار تركيا شراء أنظمة الدفاع الجوى الصينية، فضلا عن زيادة عمليات التبادل رفيعة المستوى مع الحلفاء الإقليميين الأكثر أهمية وإيجاد سبل موثوقة للضغط على روسيا وإيران بشأن سوريا.
وفى سياق متصل، كشفت ورقة بحثية لمركز دراسات الشرق الأوسط بالعاصمة الأمريكية عن الأزمة التى تعانى منها تركيا داخل محيطها الإقليمى، تحت قيادة رجب طيب أردوغان، أعدتها الباحثة جونل طول.
وأوضحت الباحثة أن تركيا تحولت إلى أشرس المهاجمين لمصر منذ الإطاحة بمحمد مرسى فى 3 يوليو الماضى، وذلك فى الوقت الذى وجدت فيه حليفها الأمريكى ينتهج سياسة متذبذبة تجاه مصر، وبدا ذلك عندما شرعت أمريكا فى التعامل مع المساعدات المقدمة إلى مصر، لكن تركيا مضت فى سياسة الهجوم، وهو ما أدى فى نهاية الأمر إلى طرد سفيرها من القاهرة.
ورصدت الباحثة أبعاد زيارة وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو قبل أسبوع للولايات المتحدة، قائلة: «إن الزيارة جاءت بعد عام تحاول فيه تركيا إعادة الروح لسياستها الإقليمية بعدما هزتها الانتفاضات العربية»، وأوضحت أن سياسة «صفرية المشكلات» مع جيران تركيا، مكنت حزب العدالة والتنمية من بناء تحالفات اقتصادية وسياسية فى الشرق الأوسط، وهو ما مكنها من كسر العزلة الدولية عن سوريا وإيران، لكن كل ذلك تغير بعد الربيع العربى، واندلاع الانتفاضة السورية التى فرضت تحديات سياسية واقتصادية وأمنية على تركيا.
وتنتقل الورقة البحثية إلى العلاقات بين تركيا والعراق التى تشهد مشكلات منذ زيارة داود أوغلو وزير الخارجية التركى لكركوك دون التنسيق مع رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى فضلا عن منح اللجوء لنائب الرئيس العراقى السابق طارق الهاشمى، وتقول إن تركيا كانت تعول كثيرا على توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية إلى سوريا لإسقاط بشار الأسد، وأدى تراجع أوباما عن ذلك إلى إصابة الأتراك بخيبة أمل، لا سيما أنها تغض الطرف عن وصول الأسلحة عبر أراضيها إلى جبهة النصرة فى سوريا والموالية لتنظيم القاعدة.
وأوضحت الورقة أن العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا يشوبها بعض الغموض بسبب بعض التصرفات التى أقدمت عليها فى سياستها الخارجية مثل دخولها فى اتفاق طاقة مع إقليم كردستان وكذلك سعيها للحصول على نظام دفاع جوى صينى من شركات تنافس نظيرتها الأمريكية، وخلصت الورقة إلى أن زيارة أوغلو إلى أمريكا هدفت إلى إحياء سياسة تركيا فى المنطقة بعدما باتت تلاحقها المشكلات مع جيرانها، فضلا عن التوتر الراهن مع مصر.