جسم إنسان ورأس «غوريلا»: اللى ما يشترى «يضحك»
جسم إنسان ورأس «غوريلا»
يُخفيان وجهيهما بـ «ماسْك» على شكل «غوريلا»، يرتديانه لمدة 12 ساعة يومياً، يضحكان مع المارة خاصة الأطفال، إذا ضايقهما أحد يتقبلان نقده بصدر رحب، كل ما يريده وليد أبومازن ورأفت فتحى هو البحث عن رزقهما، مهما كلفهما الأمر من صعوبات.
يخرجان من منطقة الموسكى، يمران بالحسين، يدخلان شارع الأزهر، ويسيران فى شارع رمسيس، وغيرها من الشوارع والحوارى، حتى يشتد عليهما التعب، فيقرران أخذ قسط من الراحة فى أحد المقاهى، يرفعان «الماسك» قليلاً ليلتقطا أنفاسهما فينكشف وجهاهما للمارة ويظهر البؤس والحزن والإرهاق.
يغمض «وليد» عينيه، يأخذ نفساً عميقاً، يرتشف من كوب الشاى، كأن ما يفعله يغسل كل صعوبات اليوم: «أكل العيش مش سهل، بحب شغلى رغم صعوبته، لو مش بحبه ماكنتش اشتغلته». منذ 8 سنوات وهما يتشاركان العمل نفسه، يقومان بالمهمة اليومية التى تبدأ بصناعة الماسكات: «بنشترى الجلد، نقطعه ونخرمه ونشكله، ساعات بنعمله فى الورشة، بنعمل ماسكات كتير، أسد، وحش، جمجمة، وبنبيعها فى الشارع».
أحياناً يسافران من أجل بيع الماسكات فى المحافظات، يحرصان على ارتدائه فى كل مكان يذهبان إليه، بورسعيد، إسماعيلية، السويس والإسكندرية، يستوقفهما المارة: «شباب وبنات وعيال بيهزروا معانا، بيهوّنوا علينا الشقا والتعب، إحنا شعب دمه خفيف جداً، هنعمل إيه مفيش قدامنا غير الضحك».
يبيعان الماسك بـ5 جنيهات فقط، وهو ما يعد سعراً مناسباً لزبائنهما: «الأهم أن الناس سواء بتشترى أو لأ، الموضوع بناخده ضحك، ناس تشد الوش، ناس تقول عو، أطفال يلعبوا معانا، كأننا بنقدم عرض فى الشارع».