الرضا والثقة بالنفس والتحدى.. أدوات "ترفانا" للرد على المتطفلين: لون بشرتى ما اخترتهو
ترفانا
على الرغم من سنوات عمرها الصغيرة فإنها أدركت معانى التحدى والرضا والثقة بالنفس، طفلة فى الصف الثالث الابتدائى أصيبت منذ صغرها بزيادة فى صبغة الميلانين، أدت إلى تلون بشرتها باللونين الأبيض والبنى، مرض جلدى يشبه ما يصيب مرضى البهاق، ترك علامات على بشرتها وضعتها أمام كم هائل من أسئلة المتطفلين: «إيه ده؟ إنتى محروقة؟ إنتى عندك بهاق؟ إيه اللى فى جسمك ده؟»، فوجدت نفسها فى موقف دفاعى عن نفسها: "دى خلقة ربنا، وحاجة مليش يد فيها".
فى البداية كانت الطفلة "ترفانا"، تميل إلى الانعزال، لا تحب الخروج من المنزل أو اللعب مع أقرانها، لكن بمساعدة والدتها مرثا حنا، مدربة التنمية البشرية، استطاعت أن تواجه المجتمع وترد على أى تساؤل أو نظرة سلبية فهى تملك من الثقة بالنفس ما يكفى لدفع أى أذى نفسى عنها: "بنتى متفوقة جدا فى دراستها، ناس كتير بيسألوها ليه بشرتك كده، فى البداية كانت بتضايق لكن بعد كده بقت قوية وبتعرف ترد على أى حد يضايقها".من أجل ابنتها والأطفال الآخرين الذين يتعرضون للتنمر، تضامنت "مرثا" مع الحملة القومية لحماية الأطفال من التنمر، فهى ترى أن ما يتعرض له الأطفال فى المدرسة يؤثر على نفسياتهم ويجعلهم شخصياتهم ضعيفة ويخشون مواجهة المجتمع: "ترفانا حلت مشكلتها بنفسها، ما انعزلتش ولا خافت من الناس، بالعكس واجهتهم وبتلبس اللى هى عايزاه حتى لو هيبين البقع اللى فى جسمها، لأنها عندها ثقة فى نفسها، وعارفة إنها جميلة".
تنصح "مرثا" الآباء والأمهات باحتواء أطفالهم سواء المتنمرين أو المتنمر عليهم: "محتاجين نقعد مع أطفالنا شوية، محتاجين نفهمهم ايه الصح وايه الغلط، عشان مايرتكبوش اخطاء ممكن تأثر على حد تانى نفسياً". مشيرة إلى أن استطاعت أن تقنع ابنتها بأنها طفلة مميزة ومختلفة ولكن نظرة المجتمع هى التى بحاجة الى تغيير.