مدارس مصر بين علامة «رابعة» و«تى شيرت» السيسى
تلاميذ يرفضون تحية العلم، مدرس يضرب طفلاً لارتدائه «تى شيرت السيسى»، طالبة ترفع شعار رابعة فى وجه مديرها، بنات يرقصن على أنغام «تسلم الأيادى».. نماذج لأخبار مختلفة خلال الشهور الماضية، حلت محل أخبار الضرب الذى يفضى إلى موت، لتتحول المدارس إلى وجهة جديدة للصراع وجزء مما يحدث خارج الأسوار.
رغم كونه فى الثانوية العامة فإنه لم يعد يحتمل الذهاب للمدرسة، محمود محمد، ابن الـ16 عاماً، يؤكد أن «المدرسة مامنّهاش فايدة»، يقولها بتهكم، مضيفاً أن مظاهرات عدة تخرج من مجمع المدارس الذى يدرس فيه بحى المطرية أدت إلى إفساد الحالة التعليمية، مشيراً إلى تلك الغصة التى أصابته جرّاء ذلك اليوم الذى هاجمت فيه الشرطة رفيق دربه بعدما أصر على التظاهر عقب فض اعتصام رابعة بسبب وفاة خاله فيه: «حسيت إن الواحد ممكن مستقبله يضيع بسبب مظاهرة.. فقلت بلاها مدارس كده كده مفيش تعليم».
يومياً تُبرز وسائل الإعلام حكاية سياسية جديدة داخل أروقة الفصول، تارة عن طلاب مناصرين لجماعة الإخوان، وأخرى عن مشادات بسبب محبى الفريق السيسى ومعارضيه، فيما تعتبر «شيرين منصور»، مدرّسة ثانوى، أن السياسة باتت شيئاً مفزعاً وملازماً فى العملية التعليمية، مؤكدة أن الأزمة تكمن فى استخدامها كفزاعة: «لىّ زميلة فاتها تحية العلم قالوا عليها إخوان.. والاعتراض على أى شىء بيتم ربطه بالسياسة»، تقول المرأة الثلاثينية بحزن إن حالة التخوين باتت مستشرية داخل المدارس فيما خفت الحديث عن تقليل كثافة الفصول أو دور المدرّس فى التوعية.
وتُعقب «منصور» بأن قرار وزير التعليم بعدم الحديث فى السياسة داخل المدارس أمر غير منطقى: «الأفضل إنى أشرح للطلاب يعنى إيه اختلاف وجهات النظر، وأنمى عندهم روح الوطنية.. وإزاى يبقى التلميذ بيدرس فلسفة وأنا أقرر إقصاءه وعدم احتوائه والتواصل معاه».
«طبيعى فى ظل أجواء مشحونة»، قالها د. شبل بدران، عميد كلية التربية بالإسكندرية سابقاً، مؤكداً أن المنظومة التعليمية جزء أصيل من نسيج المجتمع وتتأثر به: «لما تلاقى مدرس بيقول لطالب الجيش بيهدم المساجد لازم تخاف»، فيما يستنكر «بدران» على الوزارة عدم وضع خطة واضحة المعالم لتطوير التعليم بشكل جدى بعيداً عن نظريات ما تلبث أن يهدمها كل وزير يخلف سابقه، حسب تعبيره: «بقالنا 30 سنة عايشين على التلقين والحفظ وبس.. نفسنا نغيّر بقى».