وقعت الدول العربية بأسرها تحت طائلة الاستعمار الأروبى في العصر الحديث، الذي كبدها العديد من الخسائر وغير خريطتها الجغرافية بتقسيمها إلى عدة دول، فضلاً عن استنزاف ثرواتها ومواردها البشرية.
وقعت تونس تحت طائلة الاستعمار الفرنسى عام 1881 فشكلت حركة مقاومة شعبية مسلحة، تصدت للحملة العسكرية الفرنسية التى اكتسحت البلاد تدريجياً بسبب معاهدة "باردو" التى أدت إلى مهادنة الاحتلال من جانب السلطات التونسية، إلى أن انتصرت واستردت كامل أراضيها بجلاء القوات الفرنسية عنها فى الـ15 اكتوبر عام 1963.
اجتمعت القبائل بمسجد عقبة بمدينة القيروان بين فى عام 1881، وتم الاتفاق على ميثاق لمواجهة الحملة رغم مهادنة السلطة، ورغم أن العساكر النظامية الرافضين للهندنة انضمت إليهم إلا أن المقاومة الشعبية لم تصل سوى 500 عنصرا مجهزين بأسلحة تقليدية، ومع المواجهات بينهم وبين الفرنسيين سقط من الجانب التونسي بين 800 و1000 قتيل ولم تتكبد الجيوش الفرنسية سوى 40 قتيلا، بحسب موقع "التراث والتاريخ العسكري" التابع لوزارة الدفاع الوطني التونسية.
ونتيجة للاستغلال الاستعمارى ومصادرة الأراضى شنت المقاومة التونسية المسلحة انتفاضة 1906، لكن عمرها كان قصير جداً حيث قمعها الاحتلال الفرنسى، ومع اجتياح الايطاليين لليبيا فى سبتمبر عم 1911 شعر التونسيين أن هذا الغزو بمثابة حرب صليبية جديدة، بسبب اعتدائهم على مقبرة الزلاج.
فعمت الفوضى وأطلقت النيران تجاه المتظاهرين فتدخل الإيطاليين لمساندة القوات الفرنسية، فاستعمل المتظاهرون الحجارة والعصي والخناجر فسقط منهم 14 قتيلا و10 فرنسيين وإيطاليين وأكثر من 100 جريح، وعلى أثر هذه الحادثة أصدرت السلطات قوانين استثنائية طالت الصحافة وحرية التعبير، فضلاً عن محاكمة 72 متهماً، تم معاقبة بعضهم بالإعدم والأشغال الشاقة والسجن مدى الحياة.
اسمترت المقاومة وبلغت زروتها عام 1954 نتيجة لاستخدامها الأسلحة الحديثة فتعددت أشكال المقاومة مع المستعمر، وامتد الامر إلى اغتيال أفراد البوليس والجندرمة داخل المدن وكذلك المتعاونين التونسيين مع المستعمر، وكان هذا رد فعل على اغتيال فرحات حشاد في 05 ديسمبر 1952.
واستهدفت المقاومة المسلحة الأنشطة الاقتصادية للمستعمر كإحراق للمحاصيل وتفجير للمخازن وقطع خطوط للسكك الحديدية وخطوط الهاتف والكهرباء، وفى مقابل ذلك اندلعت الثورة الجزائرية وأعلنت بعض الدول المحتلة استقلالها
ومهدت هذه العمليات لمفاوضات ثنائية لتحديد واجبات الجانب التونسي والفرنسي ودعت فيه المقاومين للإلقاء السلاح لتنتهي بذلك أعنف مقاومة وأطولها أمدا قامت بها الفئات الشعبية إلى أن تم الإعلان عن الاستقلال التام يوم 20 مارس 1956، واستكملت تونس سيادتها على أراضيها كاملة في شهر أكتوبر 1963 بجلاء القوات الفرنسية عن مدينة بنزرت، بعد معارك دامية.
تعليقات الفيسبوك