عزت العلايلى: أجرى فى فيلم «يسقط الاستعمار» كان 10 قروش
عزت العلايلى
جوائز كثيرة حصدها الفنان عزت العلايلى، خلال مشواره الفنى فى السينما والتليفزيون والمسرح، وهو المشوار الذى انطلق فى خمسينات القرن الماضى، حيث دخل عالم الفن بالصدفة عندما كان شاباً من خلال فيلم «يسقط الاستعمار»، لتنطلق نجوميته بعد ذلك ويلعب أدوار بطولة، أبرزها فيلم «الاختيار»، كما شارك فى مهرجان «كان» من خلال فيلم «الأرض» مع المخرج يوسف شاهين.
«العلايلى» يروى لـ«الوطن» أبرز ذكرياته مع شهر رمضان، من مسقط رأسه فى حى «السيدة زينب»، وكواليس دخوله عالم التمثيل، وأول أجر حصل عليه فى السينما.. وإلى نص الحوار..
صوّرنا أحد مشاهد «الطريق إلى إيلات» مرتين بسبب القمر.. وشاركت فى دعم الفدائيين بالإسماعيلية
حدثنا عن ذكرياتك مع شهر رمضان..
- ولدت فى منطقة باب الشعرية بالقاهرة، وسافرت إلى الإسكندرية وعمرى ثلاثة أعوام، ثم عدت للقاهرة مرة أخرى فى سن 12 سنة لأعيش فى حى السيدة زينب، والأجواء الرمضانية فى الأحياء الشعبية لها طابع خاص، من خلال الأنوار المعلقة على المآذن، وميكروفونات المساجد، والخروج مع الأصحاب إلى الشوارع للعب بالفوانيس ومداعبة المسحراتى، ولما بقى عندى 17 سنة بدأت أعرف لعبة البلياردو وكنت بلعبها مع أصدقاء الفترة دى طول الوقت، فكنا نروح «كازينو السيدة» بالحى ونلعب بلياردو لساعات، وكان الراحل يكن حسين صديقاً لنا، وكنا نتباهى بأن صديقنا لاعب كبير فى النادى الأهلى وقتها.
كيف كنت تقضى وقتك مع الأصدقاء فى حى السيدة؟
- كنا نشارك فى الدورات الرمضانية، فى الساحة الخاصة بالمحكمة الشرعية بمنطقة الحلمية، ونقسّم أنفسنا إلى مجموعات ونخوض بطولات يحضرها عدد كبير من الجمهور، والفائز يحصل على جوائز ومكافآت، كما أتذكر أننا كنا بنعاكس مسحراتى المنطقة، ونستخبى له فى الضلمة لأن مكانش فيه كهرباء طبعاً.
نزلت فى مية متلجة عند تصوير مشهد الساقية فى فيلم «الأرض» وتعرضت لوعكة صحية لأن مياه البير كانت ملوثة
منزل الأسرة.. ماذا تتذكر منه؟
- منزلنا كان متوسط الحال، والعادات والتقاليد التى كانت تحدث داخل المنزل هى نفسها التى تحدث فى أى بيت مصرى، كما أن الصلاة فى المسجد طول شهر رمضان كان شيئاً هاماً جداً، فالمسجد كان مواجهاً لبيتنا، وكنت نتسابق للصلاة منذ صغرنا، وأتذكر أن والدى كان بيضطهدنى بسبب معاملتى لإخواتى الخمسة، فكنت مفترى عليهم أحياناً، رغم إنى كنت بخاف عليهم جداً.
ما العادة التى اكتسبتها من منزل السيدة وتحرص عليها فى رمضان حتى الآن؟
- تجمّع إخوتى على سفرة واحدة على الإفطار فى أول يوم رمضان، شىء هام جداً ولا يمكن تأجيله، وشقيقتى الكبرى هى التى تتولى الدعوة والتنظيم، وأنا حريص على استقبالهم داخل منزلى فى ذلك اليوم، كما أن أبنائى محمود ورحاب بيقضوا معظم الوقت معايا فى رمضان.
هل تزور حى السيدة زينب حتى الآن؟
- للأسف لأ، غادرت المنطقة منذ زواجى، وانقطعت الزيارات، رغم علاقات الصداقة الطيبة التى كوّنتها هناك، لكن ألتقى بهم عن طريقة الصدفة، حيث تقلد عدد كبير من أصدقاء الحى مناصب هامة حالياً، منهم من أصبح وزيراً، وآخر سفيراً، وثالث مدير أمن، وعندما نلتقى فى أى مناسبة نظل لساعات طويلة، نتذكر أيام الطفولة فى السيدة زينب.
كيف تعرفت على زوجتك ثناء الحديدى؟
- زوجتى، رحمة الله عليها، تنتمى لعائلتى، وكنت أعيش فى حى السيدة زينب، وهى فى منطقة شبرا بالقاهرة، ورغم المسافات البعيدة، فإننى كنت أحبها من صغرى، وأنوى زواجها، وكنت أستغل المناسبات والأعياد لزيارتها فى المنزل، حتى تقدمت لها بشكل رسمى، فكانت نعم الزوجة، التى كرّست وقتها لتربية أبنائها وتربيتى أيضاً، فكانت حريصة على توفير الراحة لأبنائها فى كل مراحل الحياة، حتى صار الابن محمود طبيباً، ورحاب الابنة تعمل فى مجال «الموضة» حالياً ولديها مصنع خاص.
هل كنت تميل إلى مجال التمثيل منذ الطفولة؟
- طبعاً، كنت أحب تقليد بعض الفنانين، داخل المنزل، منهم الفنان محمود شكوكو، ويوسف وهبى، وكنت أعتقد فى نفسى أننى فنان كبير، فأسست مسرحاً صغيراً فى المنزل، وأخبرت أهالى المنطقة ممن يرغب فى مشاهدتى وأنا أقلد الفنانين، عليه بالحضور فى المنزل مقابل قرش واحد.
دخلت مجال التمثيل بالصدفة.. وأبويا حرّر محضر بعد اختفائى 20 ساعة.. وكنت باقلد شكوكو ويوسف وهبى
تتذكر تفاصيل التجربة الأولى لك فى مجال الفن؟
- المشاركة الفنية الأولى لى، كانت من خلال فيلم «يسقط الاستعمار»، للفنانة شادية، وحسين صدقى، فى الخمسينات تقريباً، وجاءت عن طريق الصدفة، فكان زميلى بالمدرسة والده يعمل «ريجيسير»، وطالبه بأنه يُخبر زملاءه فى الفصل بوجود فرصة للمشاركة فى الفيلم، وتحمست للفكرة، وشاركت فى الفيلم بالفعل.
كم المبلغ الذى تقاضيته فى «يسقط الاستعمار»؟
- حصلت على عشرة قروش مقابل ظهورى فى الفيلم، وكنت سعيداً للغاية، وذهبت وقتها من «استوديو شبرا» إلى حى «السيدة زينب» سيراً على الأقدام، وفور وصولى إلى المنزل وجدت والدى يشعر بالقلق، وحرّر محضراً فى قسم السيدة، معتقداً بأننى تعرضت لحادث أو لعملية خطف، حيث تغيبت عن المنزل قرابة 20 ساعة.
هل تعرضت لوعكة صحية فعلاً بسبب أحد مشاهد فيلم «الأرض»؟
- صحيح، تعرضت لوعكة صحية، خلال تصوير الفيلم، وخضعت للعلاج، وذلك بسبب المياه الملوثة التى كانت موجودة فى البئر، فضلاً عن تصوير مشاهد «الساقية» فى شهر طوبة، الساعة السابعة صباحاً، حيث كانت مياه البئر باردة جداً.
ما ذكرياتك عن مشاركة فيلم «الأرض» فى مهرجان كان؟
- «الأرض» من أكثر الأفلام التى أعتز بها، وأتذكر فور وصول فريق العمل إلى «كان»، حيث كان الفيلم مرشحاً لنيل جائزة السعفة الذهبية، فوجئوا بأن الغرف المقابلة لهم داخل الفندق، يُقيم بها فنانون يهود، يشاركون فى المهرجان أيضاً، وكانوا يقدمون لهم المغريات كل يوم، للتعاون فى أعمال فنية، إلا أنه كان يتم تجاهل الأمر تماماً، فمصر بالنسبة للعالم دولة مرموقة وكبيرة، كما أتذكر أن السيدة بيجوم أغاخان، زوجة أغاخان، أقامت لنا حفلاً على هامش مشاركة الفيلم فى المهرجان.
«الطريق إلى إيلات» كان فيلماً صعب التنفيذ.. ما الذى تتذكره عنه؟
- فيه مشهد من «الطريق إلى إيلات» أعدنا تصويره مرتين بسبب القمر، وتصوير الفيلم كله تم فى سنة تقريباً، الأمر كان مُهلكاً وشاقاً جداً، لأن التصوير تم فى البر والبحر، وكان ضرورياً علينا التغلب على التغييرات الجوية، لكن سعدت بسبب رد فعل الجمهور بعد عرض الفيلم، وأتذكر أن إنعام محمد على، مخرجة الفيلم، طلبت من طاقم العمل إعادة تصوير أحد المشاهد الخاصة بالبحر والغطس، بسبب ظهور القمر فى المشهد، حيث كان التوقيت الهجرى للعملية لا يسمح بظهوره.
كم كان أجرك فى «الطريق إلى إيلات»؟
- حصلت على 25 ألف جنيه، حيث كان من إنتاج اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وكان ذلك عام 1993 تقريباً.
فيلم «التوت والنبوت» واحد من أهم أعمالك السينمائية.. فما كواليس الفيلم التى تتذكرها؟
- «التوت والنبوت» من أعظم الأعمال السينمائية التى شاركت فيها، كما أننى تلقيت «ضربة» على رأسى خلال التصوير، وأحدثت بعض المضاعفات وقتها، لكن التصوير لم يتعطل طويلاً.
كيف تطوعت لمساندة الفدائيين لمحاربة الإنجليز فى الإسماعيلية؟
- أحد المحامين فى حى السيدة زينب، أعلن عن وجود فرصة للتطوع لمساندة الفدائيين فى الإسماعيلية، وتحمست أنا وعدد من الزملاء بالمنطقة، وتوجهنا إلى المحافظة بالسيارات، وفور وصولنا إلى هناك، فوجئنا بوجود كمية كبيرة من السلاح والذخيرة موجودة داخل السيارات، وكان دورنا مقتصراً على إمدادهم بالسلاح فقط، لذلك عُدنا إلى منزلنا فى نفس اليوم.