أسرة "طبيبة المطرية" تروي لحظاتها الأخيرة: "راحت تشتغل رجعت جثة"
تكليف من وزارة الصحة أبعد سارة أبوبكر عن أسرتها ومسقط رأسها بمحافظة المنيا، وأسكنها مبنى الطبيبات بمستشفى المطرية، حتى تنتهي فترة التكليف بمستشفيات القاهرة ومدته 3 أشهر، لكنه لم يبعدها فقط عن حياتها الطبيعية، فقضى على أحلامها وشهد على آخر لحظاتها في مبنى إقامتها حيث لقيت حتفها نتيجة الإهمال.
سارة طبيبة في الثلاثينيات من عمرها، توفيت منذ 3 أيام صعقًا بالكهرباء، داخل مسكن الطبيبات التابع لمستشفى المطرية التعليمي، ونفت وزارة الصحة ذلك مؤكدة أنها نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية أدى إلى توقف عضلة القلب.
سهلية شوقي، الطبيبة بمستشفى المطرية التعليمي، كانت موجودة بسكن الطالبات وقت وفاة سارة، روت تفاصيل اكتشافها الواقعة: "سارة كانت صحبتي من سنتين، تعرفت عليها خلال عملها بالقاهرة، كنت موجودة أنا وزميلة أخرى تعمل طبيبة تخدير داخل المستشفى وقت وفاتها".
"سارة اتأخرت في الحمام فقلقنا عليها"، حيث أنهت سارة عملها في العاشرة مساء، وعندما عادت إلى السكن توجهت إلى الحمام للاستحمام، كعادتها، إلا أنها تأخرت جدا، وعند الساعة الواحدة صباحا، قرعنا عليها الباب، لكنها لم ترد، فحاولنا كسر الباب للاطمئنان عليها.
وأوضحت سهيلة، لـ"الوطن"، أنها كانت أول من دخلت الحمام عقب كسر الباب، "سارة كان جسمها في حالة تشنج، وفيه آثار سوداء للحروق في اليد والأرجل والفخد، موتها جاء نتيجة الإهمال والتقصير، فالسكن المقرر للطبيبات في حالة سيئة جدا، ولا يليق بعيش آدمي لأي إنسان".
"ذهبت للعمل 3 أشهر رجعت جثة"، قالها أحمد خلف، ابن خالة الطبيبة الراحلة، مبديا استياءه لما حدث للطبيبة، موضحا أنها كانت تعمل في مستشفى بني مزار العام بمحافظة المنيا، قبل أن تستقبل تكليف وزارة الصحة بالعمل لمدة 3 أشهر، وكانت تعمل بين مستشفى الجلاء والمطرية التعليمي، وكشف أنها "عملت إخلاء طرف من مستشفى المطرية من شهر ونصف".
وأوضح خلف، لـ"الوطن"، أن أسرة الراحلة علمت بوفاتها في اليوم التالي للواقعة عن طريق اتصال تليفوني من إدارة المستشفى، التي أخبرتهم أنها تتبع مستشفى الجلاء الآن، "مش من الطبيعي أو المنطقي إن دكتورة تدخل حمام سكن الطبيبات تخرج منه ميتة".
وبصوت ممزوج بالبكاء يحكي مصطفى أبوبكر، شقيق "سارة"، لـ"الوطن"، "لا صحة لما يشيع أن جثتها تفحمت، ونحن مَن طالب بعدم تشريح جثتها، استعوضنا شقيقتي عند الله، وهي توفيت نتيجة الإهمال، ولن أوجه اتهامات لأي أحد، وإحنا متنازلين عن كل شيء".