تعليم فرنسا: سرير لكل طفل فى الحضانة.. ورحلات مدرسية لتنمية اللغات.. ولا فرق بين الحكومى والخاص
«جينفر»
«سرير لكل طفل ورحلة خارج فرنسا لتنمية مهارات اللغات الأجنبية، ومتابعة شهرية مع أولياء الأمور»، هى أبرز الآليات التى تطبقها فرنسا فى نظاميها الخاص والعام للطلبة على مدار 5 فصول دراسية يمر بها الطالب، يدرس خلالها الفرنسية والإنجليزية والحساب والعلوم والرسم والتاريخ بجانب الرياضات البدينة، التى تعد من المواد الأساسية وبها رسوب ونجاح وبين كل فصل دراسى مدته 45 يوماً هناك 15 يوماً إجازة.
قالت سامية كامل، ولى أمر 4 طلاب، مروا بمراحل التعليم المختلفة فى فرنسا، وهم «ماريو، وإيمو جيروم، وميلودى، وجينفر»، إن التعليم فى فرنسا يبدأ مبكراً مع الطفل، فيلتحق بالحضانة فى عمر عامين ويظل بها 4 سنوات وعند إتمامه 6 سنوات ينتقل إلى الصف الأول الابتدائى، وعند الوصول إلى الصف الخامس يبدأ فى تعلم الإنجليزية، ثم تتوالى سنوات الدراسة 4 سنوات للمرحلة الإعدادية ومثلها للثانوية، يختارون خلالها لغة أجنبية ثانية للدراسة حسب رغباتهم، ثم يختار الكلية التى تناسبه، فماريو اختار الهندسة وميلودى اختارت أن تكون شرطية. وتابعت سامية لـ«الوطن» أن المدارس تهتم بصحة الأطفال البدنية والنفسية تماماً مثل التعليم والتثقيف، فأطفال الحضانة يتناولون وجبة الغداء 12 ظهراً وبعدها ينامون لمدة ساعة من 12.30 إلى 1٫30 وعند استيقاظهم يأكلون «جاتوه» مع اللبن ثم يرتدون ملابس الرياضة للعب والإفاقة لاستكمال اليوم الدراسى، موضحة أن كل طفل له سرير خاص باسمه ولا يسمح لأحد بالنوم مكان الآخر.
وواصلت حديثها قائلة: «بعد مرحلة الحضانة متاح للأسرة أخذ الطفل من المدرسة وقت الغداء لتناول الطعام بالخارج ثم إعادته للمدرسة مرة أخرى، وهناك أطفال يذهبون مع الأهل لتناول الغداء فى المنزل ثم العودة للمدرسة مرة أخرى عند الواحدة والنصف»، مضيفة أن المدارس الفرنسية تتميز بالاهتمام بالنشاط الرياضى، فبداية من الصف الأول الابتدائى يدرس الطالب ٤ حصص رياضة فى الأسبوع فى الأماكن المخصصة لكل رياضة، فكل مدرسة بها ملاعب وحمام سباحة ولا فرق بين المدارس الحكومية والخاصة، وفى كل الأحوال الفصل لا يتعدى ٢٠ طالباً، لكن المدارس الخاصة فيها رعاية أكبر بالطفل، وترى «سامية» أن طريقة تعليم اللغات من أبرز مميزات التعليم الفرنسى، فعند تعليم لغة جديدة يخرج الطلبة فى رحلات سنوية خارج فرنسا لممارسة اللغات الأجنبية التى يدرسونها من أهل بلادها لتقوية لغاتهم الأجنبية من خلال التعامل مع طلاب من نفس أعمارهم بلغات مختلفة، بخلاف زيارة الأماكن الأثرية والمعالم المشهورة فى هذا البلد، وتقول إنها كانت تتابع مستوى أولادها الدراسى من خلال الاجتماع الشهرى لأولياء الأمور، وكل مدرس يعرض مستوى الطالب لمتابعته، ومناقشة أى مشكلة تواجه الطالب، من خلال الأخصائية الاجتماعية التى تعالج مشاكل الطالب أولاً بأول على مدار العام.
وعن أبرز العيوب من وجهة نظرها فهى الحرية المطلقة للأطفال، لأن الطفل يتعلم ألا يخاف من أهله، لأنه يقولون له فى المدرسة «لو ماما أو بابا ضربوك تعالى قل لنا»، وبالتالى أى طفل يهدد أهله بقوله «هقول للمدرسين» وبالتالى شعوره بالحماية من المدرسة قد يجعله يخطئ لأنه يعلم أنه لن يعاقب، وأضافت: «حين كانت جينفر -ابنتها الصغرى- فى عمر ١٢ عاماً أخطأت فى شىء ما اضطرنى لضربها فطلبت لى الشرطة التى حضرت على الفور إلى المنزل وفتحت تحقيقاً وكان من الممكن أخذها منى لولا شهادة المدرسين والجيران لى.