أوغلو: لا بد من تحقيق التوافق بين المسلمين والمسيحيين
إحسان اوغلو
قدم دكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الشكر لشيخ الأزهر لدعوته بندوة الأزهر الدولية المنعقدة بمركز الأزهر للمؤتمرات تحت عنوان "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل".
وأضاف "أوغلو"، خلال كلمته: "بدأ الاهتمام بالحوار منذ نصف قرن، وأنشئت العديد من الجمعيات لهذا الغرض، ولكن هذا الحوار يبدأ ويعاد النقاش في الأمر كلما وقعت مشاكل مع الغرب ونكرر ما قيل بلا زيادة".
وتابع الأمين العام: "هناك مشكلة قائمة بيننا وبين الغرب، والأمر يحتاج لإعادة نظر من عدة نواحي، منها تحديد الهدف من الحوار وإلى أين يتجه وما جدول الأعمال لهذا الحوار؟، وإذا نظرنا بين المسلمين والمسيحيين نجد أنه لا يوجد مثل المشكلات التي بين هاتين الأمتين فقد كان بينهم دم المسيح".
وتابع الأمين العام: "لابد من تحقيق التوافق بين الإسلام والمسيحية، وإنهاء المشاكل العالقة مثل الحروب الصليبية، وأن يكون علاج الإسلاموفوبيا تعاوني، وقد نجحنا في استصدار قرارات من الأمم المتحدة لحل المشكلة، ولكن الدول الأوربية وامريكا رفضتها وحينما تفاهمنا معهم تفهموا وقبلوها".
وكان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، افتتح أمس الاثنين أعمال الندوة، التي ينظمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، وتبحث على مدار ثلاثة أيام بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر، القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا، من خلال نقاشات مستفيضة يشارك فيها نخبة من القيادات والمتخصصين في العلاقة بين الإسلام والغرب، وذلك بهدف الوصول إلى رؤى مشتركة حول كيفية التعاطي مع تلك القضايا، ودعم الاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، كمواطنين فاعلين ومؤثرين، مع الحفاظ على هويتهم وخصوصيتهم الدينية.
وتهدف الندوة إلى تجاوز الصور النمطية والتصورات المسبقة فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين، وصولا إلى فهمٍ مشتركٍ، يقوم على رؤية موضوعية وأسس علمية، بعيدًا عن النظرة الاتهامية التي تروجها بعض وسائل الإعلام لربط التطرف والإرهاب بالإسلام.
وتتضمن الندوة ثماني جلسات، تتناول عدة محاور، من أبرزها: " تطور العلاقة بين الإسلام والغرب" و"التوتر بين المسلمين وباقي الأوروبيين.. المواطنة هي الحل"، و"القومية والشعبية ومكانة الدين"، و"الديموغرافيا والأيديولوجيا والهجرة والمستقبل"، كما تستعرض الندوة بعض تجارب التعايش الناجحة، مثل مبادرة "بيت العائلة المصرية" و"التجربة السويسرية".