«عزيزة» تجمع الخردة لمساعدة ابنة شقيقتها: عايشة بدراعى
«عزيزة» تحمل جوال الخردة على ظهرها
ترتدى جلباباً أسود متهرئاً، تتصبب قطرات العرق من جبينها، تتنقل بين مقالب المخلفات بمنطقة السيدة عائشة، باحثة عن المواد البلاستيكية والمعدنية، تحملها على ظهرها «المحنى»، لبيعها والاستفادة من عائدها فى مساعدة ابنة شقيقتها التى تحمل نفس اسمها.
عزيزة عبدالرحيم، التى حُرمت من نعمة الإنجاب، تتولى مسئولية تربية ابنة شقيقتها التى فقدت والدها ووالدتها منذ الصغر، وأطلقت عليها اسم «عزيزة»، وأحست بشعور الأمومة بداخلها، متحملة الإنفاق عليها حتى بعد الزواج: «عزيزة دى حبيبتى، وأكتر واحدة حنينة عليا فى الدنيا، وباشتغل وباتعب عشان أساعدها بعد ما جوزها جاله فشل كلوى، وقعد فى البيت مابيشتغلش، ومفيش حد ممكن يساعدها غيرى».
تستيقظ المرأة السبعينية من الصباح الباكر، لتبدأ رحلة بحثها عن مواد الخردة بين تجمعات من المخلفات، حاملة جوالها وبداخله ما تجمعه خلال اليوم، ويصل ثقله إلى 20 كيلوجراماً أو أكثر: «ماحيلتيش غير دراعى وصحتى اللى أشتغل بيهم، مافيش حد بيساعدنى، وأنا ماقدرش أشوف بنتى محتاجة وأتفرج، طول ما الواحد بيدوّر على اللقمة الحلال ربنا بيقويه».
تعيش «عزيزة» داخل غرفة صغيرة بمنطقة البساتين، تعانى من معايرة جيرانها لها لعملها فى الخردة وجمعها من القمامة، تجلس بينهم مكسورة الوجدان لعدم إيجادها عملاً تستند عليه بعد وفاة زوجها سوى هذا: «بازعل لما حد يقول لى ياللى بتشتغلى فى الزبالة، بس هاعمل إيه ما باليد حيلة، جوزى مات من 10 سنين وسابنى من غير حاجة أستند عليها، ولو مالقتش حاجة أشتغلها مش هلاقى آكل، وبنتى كمان مش هتعرف تربى عيالها».