«هبة».. أخفت عن والدها التحاقها بالتعليم حتى تقدمت للإعدادية.. وتعلمت «الكروشيه» لتنفق على دراستها
هبة الشاهد
حادثة كبيرة تعرضت له شقيقتها الكبرى كانت السبب فى انتقال «هبة محروس الشاهد»، مع أسرتها من قريتهم بمحافظة الفيوم إلى القاهرة، وهى فى عامها الأول، لعلاج شقيقتها، رحلة علاجية طويلة استمرت 8 سنوات اضطرت الأسرة خلالها إلى الوجود لفترة طويلة داخل المستشفى، حيث كان الأب والأم والشقيقة الصغرى يأتون من الفيوم يومياً لزيارة ابنتهم الكبرى، الذهاب والإياب من محافظة إلى أخرى ولسنوات طويلة منع «هبة» من الالتحاق بالمدرسة مع أقرانها.
ولكن بمجرد سماع «هبة» عن وجود فصول محو الأمية فى قريتها، توجهت إلى والدتها لإقناعها بالالتحاق بها فهى فرصتها الوحيدة لتحقيق حلمها، لكنها وجدت نفسها أمام عائق آخر وهو رفض والدها متعللاً بخوفه عليها، إلا أن إلحاح الطفلة دفع والدتها إلى الموافقة دون علم الأب، «كنت باهرب من الغيط بعد العصر وأروح الفصل أول واحدة لأنى كنت حابة المدرسة لدرجة أنى كنت بامسح الفصل وأنضفه قبل ما أساتذتى وزمايلى يدخلوا، وكنت باعتبرها بيتى اللى اتحرمت من دخوله سنين»، وبعد دراسة دامت لمدة 6 أشهر حصلت «هبة» على شهادة محو الأمية والتى تعادل حصولها على الشهادة الابتدائية، بحسب كلامها، مما دفعها إلى التفكير فى استكمال دراستها بالمرحلة الإعدادية. عقبة ثالثة قابلت «هبة» أثناء مشوارها التعليمى، حيث فوجئت أثناء تقديمها بإحدى المدارس الحكومية بقريتها برفض طلبها لأنها من حاصلى شهادة محو الأمية، على حد قولها: «مدير المدرسة قال لأمى ما بناخدش أميين وسط ولادنا، وطبعاً ده ضايقنى وقتها جداً وفضلت أبكى لأنه حسسنى إنى أقل من زمايلى»، لكنها لم تستسلم لكلامه وتوجهت بعدها بأيام قليلة إلى مدرسة أخرى بمركز سنورس بهدف الالتحاق بها كمستمعة: «كنت باخرج من بيتى قبل الفجر عشان أبويا ما يحسش بيا، وبامشى حوالى ساعتين على رجليا عشان أوصل للمدرسة لأن ماكانش معايا فلوس أصرف على نفسى، لدرجة إنى اتعلمت الكروشيه وبقيت أبيع لجيرانى شغلى عشان أوفر تمن الكتب الخارجية».نجاحها فى الصف الأول الإعدادى وترتيبها ضمن أوائل المدرسة، كان دافعاً لـ«هبة» لمصارحة والدها الذى فوجئ فى بداية الأمر، ولكنه فرح بشدة لما علم بما حققته ابنته من نجاح ووعدها بأنه سيظل بجانبها حتى تحصل على البكالوريوس.
التحقت بعد حصولها على الشهادة الإعدادية بالمرحلة الثانوية، وقبل امتحاناتها بأشهر قليلة تعرضت لحادث سير مما أثر على دراستها ومجموعها الذى منعها من تحقيق حلمها بدخول كلية الإعلام: «جت لى كلية تجارة جامعة بنى سويف لكن أبويا رفض بسبب بُعدها، وبعد ما عمى تدخل وافق أنى أدخل كلية خدمة اجتماعية لأن أغلبها بنات وقريبة مننا، وبعد ما أخدت البكالوريوس فى 2009 اشتغلت فى المجال اللى كنت باحلم بيه».