رئيس «التونسية للأمن»: ملحق أمنى سابق فى «القاهرة» أسس الجهاز السرى بدعم إخوان مصر
عصام الدردورى
اتصلت «الوطن» بعصام الدردورى رئيس «المنظمة التونسية للأمن والمواطن»، وانطلاقاً من تجربته الأمنية وصفته النقابية، عرضت عليه المعلومات التى توفرت لديها من وثائق فريق الدفاع ومن المحامى نزار السنوسى بخصوص الجهاز الخاص لحركة النهضة التونسية. كان لدى «الدردورى» معلومات هو الآخر حول هذا الجهاز الخاص الذى أكدت هيئة الدفاع عن محمد البراهمى أن تأسيسه كان بمساهمة ودعم من قيادات إخوانية مصرية. لفت «الدردورى» إلى أن النواة الأولى لهذا الجهاز كانت من خلال شخص يدعى فتحى بوصيدة وشخص آخر يدعى عبدالكريم العبيدى المتهم فى قضية الشهيد محمد البراهمى. «بوصيدة» تم تعيينه فى وقت ما ملحقاً أمنياً بالسفارة التونسية فى مصر قبل أن يغادر موقعه. أكد «الدردورى» أنه تم إبلاغ وزارة الداخلية بتلك المعلومات، لكن حدث العكس وتم تكريم «بوصيدة» بتعيينه ملحقاً أمنياً لدى السفارة التونسية فى مصر.. وإلى نص الحوار:
ما رأيك فى هذه المعلومات المتوافرة بخصوص الجهاز الخاص لـ«النهضة»؟
- كنت أباشر عملى بمطار تونس قرطاج واكتشفنا أموراً مريبة ومشبوهة تحصل داخل فرقة حماية الطائرات التى اتضح أن الذى يشرف عليها عبدالكريم العبيدى الذى اتهم لاحقاً فى قضية اغتيال المعارض محمد البراهمى وهو لا يزال متهماً، ونحن كشفنا ذلك منذ عام 2013، بالإضافة إلى أن مسألة الجهاز الأمنى الموازى كنا أول من تحدث عنه وحذرنا منه إعلامياً، وفى هذا الوقت كان الطرف المشتبه فيه طرفاً نافذاً فى الحاكم وقتها.
عصام الدردورى: أعضاء بـ«الجهاز العسكرى للنهضة» فى مناصب أمنية متقدمة
كيف نوهتم لمسألة التنظيم الخاص؟
- فى 20 نوفمبر 2017 كانت هناك لجنة برلمانية للتحقيق فى شبكات نقل التونسيين للقتال فى بؤر التوتر، وأوصينا وقتها أمام اللجنة البرلمانية عندما تم السماع إلى شهادة المنظمة تحت قبة البرلمان وبحضور أعضاء من حركة النهضة وغضب بعضهم وقاطع الجلسة، يومها أوصينا فى تقرير مكتوب بضرورة الاطلاع على ملف قضية المدعو مصطفى خضر.
لماذا أوصيت بالاطلاع على ملف قضية مصطفى خضر؟
- لأن هذا الأمر يرتبط بما يسمى بالجهاز الخاص، أو الجهاز العسكرى لحركة النهضة، واتضح أن الجهاز الخاص كان يشرف عليه مصطفى خضر، وكان به بعض العناصر الأمنية التى باتت الآن فى مراكز متقدمة فى الجهاز الأمنى التونسى، بعضهم لا يزال فى مواقع أمنية، لأن مسألة التحقيق فى هذا الأمر لم تطرح حتى الآن بالشكل المناسب. كما أن ملف مصطفى خضر يمكن أن يؤدى للكشف عن الأطراف الداعمة والضالعة فى نشر الإرهاب وتصفية سياسيين وتسفير آلاف الشباب التونسى إلى بؤر القتال (ليبيا، سوريا، العراق، إلخ...).
ما التفاصيل التى لديك بخصوص الجهاز الخاص؟
- مصطفى خضر كان يجمع المعلومات عن عناصر الأمن والصحفيين وحتى معلومات عن سائقى الأجرة، وكان يقترح على قيادة الحركة الأسماء التى يمكن التعويل عليها فى مراكز القرار على أساس الولاء، وبخط يده على سبيل المثال كان يصنف عناصر الأمن بأن هذا يتبع لهم وهذا لا يتبع لهم وهذا يمكن استقطابه.
«خضر» كان يجمع معلومات حتى عن سائقى الأجرة.. وتربطه علاقة بمسئول أمنى كبير بوزارة الداخلية فى فترة «النهضة»
هل ترى أن هناك علاقة بين هذا الجهاز والاغتيالات التى وقعت؟
- هناك أدلة أخرى تشير إلى أن الجهاز مسئول عن الاغتيالات والجرائم التى ارتكبت، وهناك أدلة تؤكد تورط محرز الزوارى المدير العام السابق للمصالح المختصة وعدد من القيادات الأمنية، الزوارى وعادل مرابط من أبرز الذين أثنى على ولائهم مصطفى فى خضم أحد التسريبات الصوتية واصفاً إياه بالإنسان الطيب، وكاشفاً أنه محل ثقة ويتبع حركة النهضة، وعندما نتحدث عن أن المتورط فى اغتيال بلعيد والبراهمى يتحدث بهذه الطريقة عن رئيس جهاز المخابرات التونسى وقت وقوع الاغتيالات وتفشى الإرهاب فى تونس، يثنى عليه مصطفى خضر، وبالإضافة إلى التعاطى مع الملف كله تم لملمته بسرعة ووضعه فى الأدراج ولكن الحقيقة لا يمكن أن تقبر أو تموت.
من بين الشخصيات التى تم تداول اسمها بخصوص الجهاز الخاص فتحى بوصيدة الذى تم تعيينه ملحقاً أمنياً سابقاً فى سفارة تونس فى مصر، ما دوره؟
- فتحى «بوصيدة» هو أحد المتهمين فى تكوين الجهاز الخاص لحركة النهضة، والتقينا وزير الداخلية وأطلعناه وقتها على الدور الذى قام به فتحى بوصيدة فى هذا الجهاز، حيث كان هناك لقاء مع وزير الداخلية وتم إبلاغه بذلك.
وهل اتخذ إجراء بحقه؟
- للأسف رغم إبلاغنا وزير الداخلية بهذه المعلومات، تم تكريم «بوصيدة» فى هذه الفترة وتم تعيينه ملحقاً أمنياً فى السفارة التونسية بالقاهرة. وبصفة عامة الجهاز الخاص له عناصره وسنقدم الأدلة للجهات الرسمية، فتحى بوصيدة كان مع عبدالكريم العبيدى المتهم فى قضية الاغتيال حتى هذا الوقت وهما من أسسا النواة الأولى للتدريب بالنسبة للجهاز الخاص والتى كان مقرها يتحدد بالتنسيق مع محرز الزوارى، وكانت على مستوى مطار تونس قرطاج، وعندما اتضح هذا الأمر تم حل هذه المجموعة، وإلا لماذا تم حلها؟.