بـ"مبرد ومنشار".. "عادل" قلب "جذع النخلة" لـ"تمثال"
فنان يصنع من جذوع النخيل بيوتا بدوية وتحفا فنية
يستيقظ في الصباح الباكر كي يذهب إلى حقل العائلة، يعمل في الزراعة بالحرث والتسميد والري والحصاد، يبحث عن مورد رزق له ولأولاده، ليعود في الليل ويدخل إلى عالم الفن والإبداع وينحت من جذوع النخيل البسيطة تحفا فنية مستواحاة من الواقع، فتارة تجده يصنع عملا فنيا يجسد الأم وسط أعبائها اليومية، وتارة أخرى يصنع تمثالًا لفلاح مصري يعمل في حالة من النشاط والحيوية بأرضه أو أن يستغل موهبته الفنية في نقل التراث بصنع نماذج من البيوت تحاكي المنازل اليدوية "الماكيت".
"عادل محمود"، ذو الـ41 عامًا، يعيش في محافظة الوادي الجديد حيث تجد أخشاب النخيل ملقاة هنا وهناك دون الالتفات لأهميتها، لكن بنظرته الفنية يقدرها فيقوم بجمعها ويتركها تحت أشعة الشمس حتى تجف ثم يأتي بالإزميل والمبرد وأحيانا المنشار، لينكب على عمله لمدة 3 أيام، يعيد تدوير جذوع النخل مرة أخرى في شكل تمثال فرعوني أو مسجد أو شخصية يوثق بها التاريخ والثقافة المصرية والهوية الريفية البسيطة.
بوجه يعلوه السرور والفرح، يحضر عادل محمود المعارض متباهيا وهي يحكي مراحل صنع تحفته الفنية، ملتمسًا نظرات وهمساتٍ من إعجاب الجمهور بفنه، آملًا أن يعلم غيره حرفة إبداعية قد تندثر، ويتمنى توفير ورشة له داخل القاهرة حتي يحافظ على ذاك الفن القيم، "هعلم أولادي وكل من يعرف قيمة فني لو توفر مكان داخل القاهرة للورش التدريبية".