«الشوبكي»: الأحزاب «الكرتونية» تربك المشهد وعلينا التخلص منها بالقانون
الدكتور عمرو الشوبكي، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية
قال الدكتور عمرو الشوبكي، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن المشهد السياسي يعاني من الارتباك بسبب الأحزاب «الكرتونية والشخصية»، داعياً الدولة إلى البحث عن وسيلة قانونية للتخلص من هذه الأحزاب، مع الإبقاء على الخمسة الكبار فقط، وإعادة النظر في لوائح العمل الحزبي بما يوفر لهذه الكيانات بيئة عمل جيدة، لإرساء قواعد الديمقراطية داخلها، وإنهاء الصراعات المشتعلة بين قياداتها على المناصب.
وأكد «الشوبكي» في حواره لـ«الوطن»، أن الحياة الحزبية في مصر لا تعرف العمل المؤسسي، ولا جدوى من استمرار الأحزاب التي فشلت في الوصول إلى أصوات الناخبين والحصول على مقاعد بمجلس النواب، موضحاً أنه على الدولة أن تكلف كوادر وقيادات الأحزاب السياسية بشغل المناصب والحقائب الوزارية، بما يشجع المواطنين على الانضمام لهذه الأحزاب والمشاركة السياسية.
وإلى نص الحوار..
• ما رأيك في المشهد الحزبي والسياسي الراهن؟
- الوضع سيء، فمن المفترض أن تكون الأحزاب هي «المفرخة» الأساسية، التي تفرز الكوادر والقيادات السياسية في الدولة، وعدم حدوث ذلك يفقد المواطنين الثقة في جدوى العمل الحزبي، وهذه المشكلة لها عدة أسباب، أهمها أن الدولة مازالت تلجأ عند اختيار كبار المسؤولين وتشكيل الحكومة إلى نخبة الجهاز الإداري، وليس الأحزاب، وبالتالي فإن أغلب الكوادر والكفاءات لا تفضل الانضمام للأحزاب، لأنها تعرف أنها ليست المؤسسات، التي يتم من خلالها تصعيد قيادات الدولة.
مستشار مركز الأهرام: لا جدوى من استمرار حزب ليست له قواعد وفشل في الوصول للبرلمان
• ماذا عن دور الأحزاب في المشكلة؟
- جميع الأحزاب المصرية بلا استثناء تمر بحالة من الضعف وتعاني الكثير من المشاكل الداخلية، بسبب الصراعات على المناصب، ورغبة القيادات في الاستحواذ عليها، فضلا عن أنها تفتقد قواعد العمل المؤسسي ولا تدار بديمقراطية، ويلعب فيها رئيس الحزب الدور الوحيد.
• كيف يمكن حل مشاكل الحياة الحزبية؟
- مصر وصلت إلى أكثر من 100 حزب، منها حوالي 8 فقط لديها قواعد، والباقي لا وجود له، وعلى الدولة أن تركز في الفترة المقبلة على 5 أحزاب رئيسية وتفتح أمامها المناخ للعمل السياسي، وتبدأ في البحث عن وسيلة قانونية للتخلص من الأحزاب «الكرتونية والشخصية»، التي هي مجرد مقر ورخصة.
عمرو الشوبكي: اختيار وزراء الحكومة من قيادات الأحزاب يشجع المواطنين على المشاركة السياسية
• ما الذي يمكن أن تفعله الدولة لتشجيع المشاركة السياسية؟
- لا أن تبدأ الدولة في منح الأحزاب فرصة حقيقية للعمل السياسي، وتنظر إليها بعين الاعتبار في تشكيل الحكومة، واختيار بعض كفاءات وقيادات الأحزاب لتقلد المناصب القيادية بالجهاز الإداري، بما يحفز الناس على المشاركة السياسية والانضمام للحياة الحزبية، لأنه للأسف كل الحكومات السابقة جاء أعضاؤها من بين كوادر الدولة، باستثناء حكومة 30 يونيو، التي ترأسها الدكتور حازم الببلاوي، وعدد آخر من الوزراء في حكومات متفرقة.
• هل يمكن أن نرى قيادات حزبية في تشكيل الحكومة مستقبلا؟
- بالطبع من الممكن جدا، ومؤخراً كان اسم المهندس أحمد السجيني، القيادي السابق بحزب الوفد، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، مرشحاً لمنصب وزير التضامن الاجتماعي، ويعتبر مؤشر جيد، لكن على الأحزاب أن تعيد النظر في طريقة عملها مرة أخرى.
لابد من تعديل لوائح الأحزاب لإرساء الديمقراطية في إدارتها والقضاء على الصراعات المشتعلة بها
• ما الذي نريده من الأحزاب لتنهض؟
- العمل الحزبي في مصر يعاني من الشخصنة، ورئيس الحزب هو كل شيء وبيده الأمر كله، وهذه الثقافة لابد أن تتغير، وعلى الأحزاب أيضا أن تترك التأييد بصوت عالي أو المعارضة بصوت عالي، وتهتم بالقضية الأساسية، وهي بناء مؤسسات سياسية حقيقية، تكون مهمتها تعليم الشباب وتدريبه وتثقيفه، مع وضع قواعد داخلية تضمن العمل بشكل ديمقراطي، كي تستطيع إفراز القيادات والكوادر المؤهلة لتولى المسؤولية والمناصب القيادية بالدولة.
• هل لدينا أحزاب تعمل بشكل مؤسسي الآن؟
- حاليًا لا يوجد حزب يعمل بشكل مؤسسي، ولا بد من إعادة النظر في لوائح الأحزاب، لتهيئة بيئة العمل الداخلية بها، وإرساء قواعد الديمقراطية في إدارتها، لإنهاء الصراعات المشتعلة على المناصب، والنهوض من الكبوة، التي تمر بها الحياة الحزبية والسياسية.
• كيف ترى الأحزاب التي فشلت في الوصول للبرلمان؟
- هذه تمثل أزمة حقيقية، ولا بد من التفكير بشكل جدي لحلها، لأنه لا جدوى من استمرار حزب فشل في الحصول على أصوات الناخبين، لأن هذه الأحزاب تربك المشهد السياسي المصري وتمثل عبء على الوضع كله.