«نورا».. طالبة بكلية الزراعة و«مربية» دواجن: «خليك عكاز نفسك»
نورا تلقى بعض الحبوب للدجاج
«خليك عكاز نفسك.. اجعل لنفسك مشروعاً تصنع من خلاله مستقبلك، ولا تنتظر الوظيفة».. بتلك الكلمات بدأت نورا سامى، طالبة فى الفرقة الثالثة كلية الزراعة جامعة طنطا، حديثها عن مشروعها الذى نفذته، بعد حصولها على دورة «مشوارى»، الذى نظمته مديرية الشباب والرياضة بالغربية، والذى يتمثل فى تربية الدواجن، برأس مال لا يتعدى 5 آلاف جنيه.
سمعت ابنة مدينة طنطا عن برنامج «مشوارى» لأول مرة من شقيقتها الكبرى، التى تعمل أستاذة بكلية التربية الرياضية، وشجعتها على حضور البرنامج، الذى يتضمن جزءاً للتنمية البشرية، وآخر ورش عمل للمشروعات الصغيرة، واعتبرت «نورا» أن الدورة التى استمرت لنحو 15 يوماً، أفادتها كثيراً، سواء فى كيفية التواصل مع العملاء، والاستفادة من تجارب الآخرين فى مشروعاتهم الخاصة، وخلق فرص عمل، كما استفادت من ورش المشروعات الصغيرة فى كيفية إعداد دراسة جدوى، منذ بداية الفكرة حتى نقلها للواقع، وتحقيق هامش ربح من أى مشروع إنتاجى مهما كان صغيراً.
ابنة طنطا: «المشروع الخاص علمنى إزاى أوصل لعملاء جدد.. وهامش الربح ارتفع إلى 35%»
وأضافت أنها عندما التحقت بالبرنامج، كانت ضمن مجموعة ورشة عمل المشروعات الصغيرة، وكانت دراسة الجدوى المقدمة من المجموعة خاصة بمشروع لإنتاج المخللات والزيتون، لكنها بعد حصولها على الدورة، قررت تغيير نشاط المشروع للإنتاج الحيوانى وتربية الدواجن، وأرجعت ذلك إلى عدة أسباب، أهمها أنه موضوع دراستها فى كلية الزراعة، بالإضافة إلى توافر مكان لديها يمكنها استغلاله فى تربية الدواجن، كما أن هامش الربح فيه عادة ما يكون أكبر من مشروع المخللات، الذى يتطلب معمل إنتاج، ومحلاً للبيع، ما يعنى توفر رأس مال كبير لتحقيق النجاح لمثل هذا المشروع.
وتابعت أنها قررت مع شقيقتها استغلال منزل الأسرة القديم، وتحويله إلى مزرعة صغيرة لتربية الدواجن، برأس مال لم يتجاوز 5 آلاف جنيه فى البداية، حيث قامت بشراء 60 «كتكوت» عمر يوم، كما قامت بشراء الأعلاف والمستلزمات الأخرى، وقامت بتربية هذه الكتاكيت، بمشاركة شقيقتها، وخلال فترة 35 يوماً، كان وزن الدجاجة الواحدة يتراوح بين 2 و2.5 كيلوجرام، واستطاعت أن تحقق أرباحاً من بيعها بنسبة 10%، مشيرة إلى أن الفترة من فقس البيض ونمو الكتكوت حتى يصبح دجاجة كاملة، تُعرف فى عالم تربية الدواجن باسم «الدورة»، وأنها حالياً فى الدورة الثالثة، حيث بدأت مشروعها قبل أقل من 3 شهور.
وأضافت طالبة الزراعة أنها خاضت تجربة تربية الدواجن لأول مرة، ولم يسبق لأحد من أفراد أسرتها أن عمل بهذه المهنة، وأنها أقبلت على التجربة نظراً لأنها تتوافق مع دراستها، وحرصت على استشارة عدد من أساتذتها فى الكلية، وخبراء من أصحاب مزارع الدواجن، بالإضافة إلى بعض الأطباء البيطريين، سعياً إلى توافر أكبر عدد من عوامل نجاح المشروع، وعن تحقيق أرباح من مشروع تربية الدواجن من عدمه، قالت إن تربية الدواجن بطبيعتها تحقق ربحاً، ومع أول دورة دواجن تم بيعها، كان هامش الربح 10%، وبدأت نسبة الأرياح ترتفع تدريجياً حتى وصلت 35%، وأضافت أن الربح يرتبط دائماً بالمصروفات وبحجم المشروع، مشيرة إلى أنها تعمل حالياً على توسعة المشروع.
وتابعت أن كثيراً من زملائها فى الكلية لديهم مشروعاتهم الخاصة، يديرونها بأنفسهم بالتزامن مع الدراسة، ويحققون منها أرباحاً جيدة، كما أن عدداً من زملائها طلبوا منها مساعدتهم عقب معرفتهم بمشروعها، وأن توصلهم بالمسئولين على برنامج «مشوارى»، للحصول على الدورات التى يتيحها البرنامج، للبدء فى تنفيذ مشروعات لأنفسهم.
ووجهت «نورا» رسالة إلى أصدقائها وزملائها فى الكلية، والشباب بصفة عامة، قائلة: «عليكم البدء فى بناء أنفسكم بأيديكم، وعدم الاعتماد على الدولة فى توفير وظائف، فلا بد من التفكير خارج الصندوق، والبحث عن مشروعات تستطيعون من خلالها بناء مستقبلكم الخاص بكم، وتحقيق حلمكم، وأيضاً المساعدة فى تطوير ودفع عجلة الاقتصاد المصرى».