في عيد الاستقلال الجيش اللبناني.. جوزيف عون: "جددوا ثقتكم بنا"
العماد جوزيف عون
قال قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، إن اللبنانيين ثاروا بشجاعة طلبًا للعدل، رافعين اسم بلادهم عاليًا لتبقى قلعة للحرية والسلام، ومنارة إشعاع وتسامح إنساني.
وأضاف خلال كلمته بمناسبة احتفالات عيد الاستقلال بوزارة الدفاع اللبنانية: "وبقدر ما تبعث فينا هذه الذكرى مشاعر الفخر والاعتزاز بأمجادنا ومآثرنا، بقدر ما تستوقفنا لاستقراء التاريخ واستخلاص العبر، صحيح أن الاستقلال جاء تتويجًا لملاحم تاريخية امتدت عبر أجيال متعاقبة إلا أن الأهم يبقى واجبنا في استكمال السيادة في معارك قد يكون بعضها سلميًا وبعضها الآخر دمويًا، ليتجسد الاستقلال واقعًا".
وتابع: "سيادة الرئيس.. على عاتق عهدكم مسئوليات جسام ملقاة، ليس أقلها استكمال المهمات الوطنية، فمسيرة وطننا بكل تعقيداتها أثمرت دولة ومع كل الضغوط التي عرفتها، نجحت في بلورة نموذج اجتماعي متطور، لذلك وجب علينا أن نحمي المكاسب وأن نرتقي بها، وعلى رأسها الدولة بمؤسساتها باعتبارها الضامن الوحيد أمام لاستمرارية المجتمع وتماسكه، وأمنه الذي نجحت القوى العسكرية والأمنية في إرسائه أملًا في استثماره في المجالات الاقتصادية والسياسية، حفاظًا على ما تحقق من إنجازات ومكاسب".
وأردف: "إن الاستقلال الحقيقي يحقق معناه وغرضه في مواصلة الجهود، مؤمنين أن ما تحقق ليس سوى خطوات أولى، تزيدنا ثقة وتفاؤلا وإصرارًا على الاستمرار في مسيرة بناء المؤسسة وتحديثها، التي بدأت ولم تتوقف بفضل دعمكم، بخطوات خارج المألوف تصلح أن تكون مثالًا يحتذى به في كل المؤسسات".
وواصل: "إن الخطوات الإيجابية التي قطعناها وجدت انعكاسها وامتدادها فيما بُذل من جهود مكثفة وما تحقق من نجاحاات مشهود لها على المستوى الخارجي، فحصلنا على الثقة والتقدير والاعجاب ودعمًا في كافة المجالات".
وأوضح: "أيها العسكريون، في رحلة الـ75 عامًا، من عمر الوطن، ما خذلتموه يومًا، حريصون دومًا على تلبية النداء متى دعا الواجب، أوفياء لقسمكم ولرفاق حملوا قدرهم بحجم مساحة أرضنا واحلام شعبنا وكرامتنا، فاستحقوا الشهادة مسجلين أسماءهم في سجل الخلود.. شعبكم اليوم يتطلع إليكم بفخر وإباء بعدما دحرتم الإرهاب بوجهه العسكري ودمرتم البنية التحتية لخلاياه الأمنية في الوقت الذي بقيت قبلة أعينكم الحدود الجنوبية حيث العدو الأساسي، وهي انتصارات تفرض علينا المزيد من اليقظة في ظل تطورات الإقليمية بتداعياتها الداخلية في موازاة تحررنا من أعباء الماضي الثقيل في مسيرة النهوض بمؤسسات الدولة".
واختتم: "أيها اللبنانيون، لقد خذلتم عقيدة العنف والتطرف، يوم نبذتم الإرهابيين من بين صفوفكم، مؤكدين على قيم الحرية والديموقراطية والتسامح في مجتمعنا، إن إيماننا راسخ في إرادتكم التي ما أخلفت وعدًا، فشرفتمونا بثقتكم الغالية مزكين خطواتنا بقناعة ووفاء، لا يشوبه شك أو تردد، فكنتم شركاء أساسيين في الانتصارات، ولأن الأمن شرط أساسي لأي استقرار، أناشدكم وأدعوكم إلى تجديد ثقتكم بالجيش، الذي كان وسيبقى سندًا لكم للوصول إلى تحقيق الأماني الكاملة وترسيخ شروط الحياة الطبيعية المنتظمة بشكل دائم، فقوتنا في التفافكم حولنا، حافظوا عليها بعدما تعمدت بدماء أبنائكم واعملوا على تحصينها".