بروفايل| سمير صبرى.. «حلوة الدنيا»
سمير صبري
يقف الزمن ما بين تلك الصورة بالأبيض والأسود التى يعود تاريخها إلى 1976، يظهر فيها الشاب الموهوب يرتدى بدلة بيضاء يستعرض قدراته الفنية المتعددة ويخطف أنظار الحضور بأدائه المسرحى الشهير، وبين أخرى بالألوان يعود تاريخها إلى أيام قليلة مضت، يرتدى صاحبها، الذى جاوزت سنواته الـ80 عاماً، بدلة رسمية ويرحب بالحضور، نبرة الصوت المميزة والإلقاء الخفيف يؤكدان أن صاحبها لم يتغير على الإطلاق، حتى مع مرور 40 عاماً، تلك الروح التى يضفيها على المكان ما زالت حاضرة بقوة، ليكون الفنان سمير صبرى من أبرز وجوه مهرجان القاهرة السينمائى، ويستحق عن جدارة التكريم بعدما ارتبط اسمه بالمهرجان على مدى سنوات طويلة.
خطوات بطيئة يقطعها إلى منتصف المسرح، ليفكر فى الكلمات التى تليق بتلك المناسبة المفاجئة، لكنه يقرر أن يترك الكلمات تنساب من قلبه وليس عقله، بنفس الأداء الساخر للشاب العشرينى الذى عشقه الجمهور، يقول «الحمد لله أنى عشت وادونى جايزة.. كنت دايماً بتخيل إنهم فى المهرجانات هيقولوا ويتسلم جايزة المهرجان فقيد الفن حد من قرايبى»، ويهدى الجائزة إلى مؤسس مهرجان القاهرة الراحل كمال الملاخ.
يصعب الحصول على وصف دقيق للحالة الفنية التى يبدعها سمير صبرى، حيث أجاد جميع الفنون ما بين التمثيل والغناء، حتى تقديم البرامج والإنتاج السينمائى، ولكن الإذاعة كانت كلمة البداية فى مشوار ممتد يجاوز النصف قرن، العمل فى الإذاعة الإنجليزية لم يكن صعباً بالنسبة للشاب السكندرى المتخرج من «فيكتوريا كولدج»، لكنه لم يكن كافياً بالنسبة لشخص تكوّن وجدانه وشغفه الأول فى منزل يولى الفنون، خاصة الموسيقية منها، اهتماماً كبيراً، لتكون من أهم الركائز فى تكوين شخصيته، وفى الوقت الذى تأخذ فيه الحياة شيئاً تعطيه فى المقابل شيئاً آخر، فبعد انفصال والديه وانتقاله برفقة والده إلى القاهرة، يسكن فى نفس العقار مع الفنان عبدالحليم حافظ، فظهر معه فى مشهد بسيط فى فيلم «حكاية حب» عام 1959.
وجد «صبرى» فى التمثيل ضالته المنشودة خاصة مع كونه وجهاً محبباً صاحب ثقافة واسعة، مما ساعده على المشاركة فى مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية التى وصلت فى مجملها إلى 200 عمل، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام من بطولته منها «البيت الملعون»، «منزل العائلة المسمومة» و«جحيم تحت الماء»، وذلك بخلاف الشعبية الكبيرة التى حققها بعد برامجه الشهيرة فى التليفزيون المصرى منها «هذا المساء»، «كان زمان» و«النادى الدولى».