«معهد الاتحاد الموسيقى» بلا دعم مادى.. ومديره يتولى عملية ترميمه على نفقته الخاصة: صرفت كتير
أعمال تجديد المعهد
جدران متهالكة ذات أسقف عالية وأثاث كلاسيكى تكسوه الأتربة، صورة تكملها نغمات موسيقية بأنامل طلاب يتحسّسون بداية طريقهم عبر بوابة معهد الاتحاد الموسيقى، هى ذاتها التى مر من خلالها العديد من نجوم الموسيقى العربية، ورغم ما يتميز به المعهد من عراقة، أبى الزمن إلا أن يترك علاماته الغائرة بين جوانبه، بدءاً من بلاط أرضيته المزخرف التى طمست الأتربة معالمه، مروراً بالأسقف الخشبية المكشوفة، وحتى نوافذه التى تقدم مشهداً باهتاً لبنايات القاهرة الخديوية رغم إطلالتها الساحرة على حديقة قصر عابدين.
خرّج أجيالاً فى سماء الفن أبرزهم «عبدالوهاب والقصبجى وفريد الأطرش»
كل هذه العوامل دفعت الدكتور عادل مصطفى، مدير المعهد، للقيام بعمليات التجديد، بدءاً من الشهر الماضى، مشيراً إلى أنه رغم تبعية أرض المعهد لوزارة الأوقاف، إلا أننا لا نتلقى دعماً مادياً من أى جهة: «اضطريت أجدد المعهد على نفقتى الخاصة، كلفنى عشرات الآلاف»، يتابع الرجل الستينى مراحل العمل بين حصص آلة العود التى يدرّسها بنفسه للطلاب، وذلك فى محاولة منه لاستعادة رونق المكان.
الدكتور عادل مصطفى، أستاذ الموسيقى العربية بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة، يقول إن المعهد بدأ كجمعية لمحبى الموسيقى، إلى أن تم إشهاره فى وزارة الشئون الاجتماعية عام 1930، ليعتبر أول معهد للموسيقى على مستوى مصر والشرق الأوسط: «هنا خطا الشاب محمد عبدالوهاب أولى خطواته ليصبح فى ما بعد موسيقاراً للأجيال، بالإضافة إلى الملحن والموسيقار محمد القصبجى، والعملاق فريد الأطرش، كما ضم المعهد أصوات صغار المقرئين، جنباً إلى جنب مع طلاب الموسيقى، فكانت جدرانه شاهدة على بدايات الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ومن بعده نجله القارئ طارق عبدالباسط عبدالصمد».
وقال خلاد على، أحد طلاب المعهد، إنه التحق بقسم العود فى المعهد عام 2015، بعد أن شجّعه شقيقه الأكبر، الطالب بقسم المقامات الصوتية حينها: «فضلت معهد الاتحاد بسبب عراقة المكان وحبى الشديد لموسيقار الأجيال، بالإضافة إلى مصاريف الدراسة المناسبة للطلاب، مقارنة بالأماكن الأخرى». يضم المعهد قاعات تدريس آلات الكمان، والعود، والجيتار، والبيانو، بجانب تعليم المقامات الصوتية، ويستعين المعهد بأساتذة متخصّصين فى تدريس الموسيقى، وهو ما يخلق الثقة لدى رواد المكان، فضلاً عن استقباله عدداً من حالات ذوى الاحتياجات الخاصة بتوصيات الطبيب المعالج لمساهمة الموسيقى فى تحسين حالاتهم.
مدير المعهد يعزف على العود
بيانو قديم ضمن مقتنياته
عبدالوهاب
فريد