"أسرى فلسطين": الاحتلال يمارس التنكيل والتعذيب بحق الفلسطينيات
أسيرات فلسطينيات - صورة أرشيفية
أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات في تقرير له بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، أن سلطات الاحتلال تمارس كل أشكال التعذيب والعنف والتنكيل بحق الأسيرات الفلسطينيات في السجون دون رادع.
وأضاف المركز أن المؤسسات الدولية تسن القوانين وتضع التشريعات التي تحرم ممارسة العنف والتعذيب ضد النساء، ولكنها تغض الطرف عن تجاوزات الاحتلال وجرائمه بحق الأسيرات الفلسطينيات، ما يشجع الاحتلال على الاستمرار في تلك الممارسات غير الإنسانية.
وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث "رياض الأشقر" أن الاحتلال اعتقل منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية أكثر من 15 ألف امرأة، ومنذ انتفاضة الأقصى سبتمبر 2000 رصد 1950 حالة اعتقال لنساء وفتيات فلسطينيات، بينهن العشرات من القاصرات، والجريحات، والمريضات، والمسنات.
وخلال انتفاضة القدس، صعد الاحتلال من سياسة اعتقال النساء والفتيات الفلسطينيات، والزج بهن في ظروف صعبة قاسية، حيث بلغت حالات الاعتقال بين النساء حوالي 640 حالة بينهن قاصرات وجريحات، ولا يزال منهن 52 أسيرة في سجون الاحتلال.
وتذرع الاحتلال بالعديد من المبررات لاعتقال النساء والفتيات او اطلاق النار عليهم، من ابرزها تهمه التحريض عبر الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تهمه " وجود نية" لتنفيذ عملية طعن او حيازة سكين، أو المشاركة في الدفاع عن المسجد الاقصى والرباط بداخله.
وأضاف "الأشقر" أن الاحتلال نقل مؤخراً كافة الأسيرات الى القسم الجديد بسجن الدامون بظروف قاسية، حيث يرفض الاحتلال تسليمهن الأغراض الخاصة بهن من أغطية ودفاتر وغيرها، ولا زال القسم بحاجة لأكثر من المستلزمات التي تحتاجها الأسيرات، كما يتلقين معاملة مهينة لا إنسانية، وتفتيشات استفزازية من قبل السجانين والسجانات، ويحرمهن الاحتلال من العلاج اللازم لهن.
وتعاني الأسيرات من اجراءات النقل التعسفية من وإلى المحاكم او المستشفيات عبر سيارة البوسطة السيئة ، والتي تستغرق 12 ساعة متواصلة، الأمر الذي يسبب لها التعب الجسدي والنفسي والإرهاق ، كذلك اقتحام الغرف في اوقات متأخرة من الليل او ساعات الفجر الأولى، بشكل مفاجئ دون اشعار مسبق، بمشاركة عناصر شرطة رجال، والاعتداء عليهم بالضرب في بعض الأحيان، وتحطيم الاغراض الشخصية لهن، وتمزيق الأغطية والفرشات بحجة التفتيش على اغراض ممنوعة.
وحرمان العديد من الأسيرات من زيارة الاهل لشهور طويلة بعد الاعتقال، اضافة الى فرض غرامات مالية باهظة عليهن ترافق الاحكام المرتفعة بالسجن الفعلي، ووضع كاميرات مراقبة في ممرات السجن وساحة الفورة لمراقبة تحركاتهن، مما يعتبر انتهاك للخصوصية.
واعتبر "الأشقر" أن إصدار أحكام مرتفعة بحق الأسيرات يأتي في سياق تطبيق سياسة الردع والانتقام، بهدف تخويف النساء الفلسطينيات وردعهن عن المشاركة في أعمال المقاومة، حيث كانت أصدرت خلال العامين الماضيين العديد من الأحكام القاسية بحق أسيرات اتهمن بتنفيذ عمليات طعن.
وبين بأن محاكم الاحتلال ولأول مرة منذ ما يزيد عن 12 عام تصدر احكام انتقامية رادعة بحق الأسيرات الفلسطينيات، حيث أصدرت بحق 8 أسيرات أحكام تزيد عن 10 سنوات، والتهمه واحدة وهى تنفيذ عمليات طعن ضد جنود او مستوطنين، اعلاهن حكماً الأسيرتين الجريحة " شروق صلاح دويات" 21 عاما من القدس، و " شاتيلا سليمان أبو عيادة" (25 عامًا) من الداخل المحتل، وأصدرت بحقهما حكماً بالسجن الفعلي لمدة 16 عام .
فيما يستمر الاحتلال بفرض الاعتقال الإداري التعسفي بحق الأسيرات حيث أصدر ما يزيد عن 50 قرار إداريا بحق النساء والفتيات ما بين جديد وتجديد، ولا يزال يعتقل في سجونه أسيرتين تحت الاعتقال الإداري، وهن النائبة "خالده جرار" من رام الله، بعد إعادة اعتقالها، وجدد لها الإداري 3 مرات، والأسيرة المحرر المعاد اعتقالها "فداء اخليل" من الخليل.
وأشار "الأشقر" إلى أن الأسيرات يعانين من سياسة الإهمال الطبي المتعمد سواء للحالات المرضية أو الجريحات اللواتي أصبن بالرصاص، كما تشتكي الأسيرات منذ سنوات طويلة من عدم وجود طبيبة نسائية في عيادة السجون لرعاية الأسيرات، وعدم صرف أدوية مناسبة للحالات المرضية بين الأسيرات.
وتعتبر الأسيرة "إسراء الجعابيص" من أصعب الحالات بين الأسيرات، والتي تحتاج الى عمليات جراحية عاجلة بعد إصابتها بحروق شديدة حين الاعتقال وبترت 8 من أصابعها، ويماطل الاحتلال في إجراء العمليات اللازمة لها، كذلك تعاني الأسيرة نسرين عبد الله أبو كميل، 44 عاما، من سكان قطاع غزة من ظروف صحية صعبة، حيث تشتكى من دوخة مستمرة، ورعشة بالأطراف، وضعف في عضلة القلب، كما تحتاج لعملية عاجلة في عصب اليد، وهي محكومة بالسجن لمدة 6 سنوات ومعتقلة منذ 3 أعوام.
وناشد المركز المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية وخاصة التي تعنى بقضايا المرآة إلى عدم الكيل بمكيالين، وإنصاف الأسيرات الفلسطينيات والعمل على إطلاق سراحهن جميعا من السجون، والتدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهن المستمرة.