المهرجانات المنفذ الوحيد أمام صناع السينما التسجيلية وفرض مبالغ رمزية ينقذ المنتج
بوستر فيلم «أمل»
إبداعات متنوعة ورؤى مختلفة، يمتزج فيها الواقع بسحر السينما، محدثاً إيقاعاً شاعرياً متجانساً للحياة فى منتجات أكثر خصوصية من الأفلام الروائية المعتادة، لكن لا تجد منافذ كافية لعرضها؛ إذ يقتصر الأمر على مهرجانات محدودة مهتمة بعرض الأفلام الوثائقية.
وعلى مدار نصف قرن كان مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة المتنفس الأول والوحيد أمام صناع تلك الأفلام، حتى ظهر عدد من الفعاليات المتخصصة التى تهتم بتلك النوعية من الأفلام، منها مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة، وبدأت المهرجانات السينمائية تدرج الأفلام التسجيلية ضمن مسابقتها فى السنوات الأخيرة.
ويرى الناقد عصام زكريا، رئيس مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، أن المهرجان يؤدى دوره بشكل جيد، موضحاً: «كان يعرض تلك الأفلام فى وقت لم يكن هناك مهرجان واحد يهتم بها»، ويقول زكريا لـ«الوطن»: «كل المهرجانات الآن تعرض أفلاماً تسجيلية وروائية قصيرة، ويكملون بها برامجهم، وبغض النظر عن الأسباب فهى خطوة جيدة، لأنها فتحت أبواباً لعرض تلك الأفلام وأصبح الأمر غير مقتصر على مهرجان الإسماعيلية، الذى كان المنفذ الوحيد لفترة طويلة، وأرى أنه أدى دوراً كبيراً ومهماً فى دعم المخرجين الشباب».
رئيس «الإسماعيلية»: المهرجان المتنفس الأول لها ويدعم مخرجيها.. وإدراجها ضمن المسابقات خطوة جيدة
ويشير زكريا إلى أهمية تطوير السينما التسجيلية، قائلاً: «هى فى حاجة للتطوير وإيجاد أماكن لعرض أفلامها سواء من خلال المحطات الفضائية أو دور عرض متخصصة»، معتبراً أن «وجود مجال لعرض الأفلام يخلق نوعاً من المنافسة والتطور طوال الوقت، خاصة أن ذلك يضع معايير محكمة للأعمال المعروضة أو التى ستحقق نسب مشاهدة مرتفعة».
ويرى رئيس المهرجان أننا «فى حاجة إلى زيادة المهرجانات ودور العرض، فهناك محافظات بالكامل لا يوجد بها دار عرض واحدة، وإذا جرى تخصيص قاعة فى كل محافظة لعرض تلك النوعية من الأفلام مقابل مبالغ رمزية، سيسهم ذلك فى تغطية تكلفة الأفلام وخلق حالة من الوعى الفنى وإشباع للحرمان الثقافى فى تلك المناطق».
أما المخرج محمد سعدون، مدير مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة، فيرى أن الأفلام القصيرة بنوعيها التسجيلية والروائية تواجه مشكلات فى عرضها سواء بدور العرض أو القنوات، مشيراً إلى أن المهرجانات هى المنفذ الوحيد الذى يعوض مخرجى تلك الأعمال معنوياً أو أدبياً، ويوضح سعدون لـ«الوطن»: «نهتم طوال الوقت بالجمهور فهو عنصر أساسى فى معادلة الأفلام، وقبل افتتاح المهرجان نحرص على توزيع منشورات تعريفية بالمهرجان ونحاول تغيير ثقافة المشاهدين وتعريفهم بنوعية الأفلام التى نعرضها، حتى يرتبطوا بالمهرجان»، متابعاً: «فى فترة زمنية سابقة كانت تعرض أفلام قصيرة قبل بداية الفيلم الطويل، حتى يعتاد المشاهد على تلك النوعية، هذه فكرة جيدة إذا طبقت حالياً؛ لنبدأ فى خلق جمهور للأفلام التسجيلية والروائية»، ويكمل: «نحن فى حاجة إلى عدد أكبر من المهرجانات المتخصصة حتى تفتح الباب أمام صناع الأفلام فى عرض أعمالهم، ولا يمكن اعتبار مهرجانى الإسماعيلية والإسكندرية كافيين».