وزير الثقافة فى حواره لـ«الوطن»: منصب الوزير «لم يعد مُتعة» ويشبه «التجنيد الإجبارى»
قال محمد صابر عرب، وزير الثقافة، إن الفترة المقبلة تحتاج إلى شخصية قوية بحجم الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وصفات «التعقل السياسى» والاتزان الذى يمتاز به، حسب تعبيره، مشيراً إلى أنه لو ترشح «السيسى» فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فـ«سوف يدعمه بكل قوة».
وأوضح «عرب» فى حوار لـ«الوطن»، مؤكداً أنه لن يقبل منصب الوزير فى الحكومة القادمة لو عُرض عليه، لأن «هذا المنصب لم يعد مُتعة، فهو شخص مُراقب من الحكومة والبرلمان.. ويشبه التجنيد الإجبارى».. وإلى نص الحوار:
* أين ترى الثقافة فى أجندة حكومة الدكتور «الببلاوى»؟
- الثقافة مسألة ضرورية جداً، وأعتقد أن الأزمة الأكبر فى حياة المصريين حالياً هى «أزمة ثقافة» بالدرجة الأولى، وهذه مسألة مرتبطة بالتعليم بوجه خاص ومتشابكة مع العملية التعليمية ومع دور المدارس والجامعات فى المجتمع، والحكومات نفسها لها دور رئيسى فى تنمية ثقافة البلد؛ وهذا ما أثر سلباً وبشكل تراكمى على الثقافة، ولكن هناك الآن نوعاً أشبه بـ«استعادة الوعى العام»، فى محاولة للنهوض مرة أخرى بالمستوى الثقافى للمصريين.
* هناك اتهامات لوزارة الثقافة وللمثقفين بأنهم منعزلون عن الشارع العادى؟
- الواقع أنه عبر الـ40 عاماً الماضية حدث نوع من الخلل فى المنظومة الثقافية، نتيجة لخطاب المسجد والمدرسة الذى ركز على الإرهاب والتخويف والعنف، ونتج عن ذلك أننا ارتضينا أن يتعايش «الإخوان» معنا بأفكارهم ومعتقداتهم، وهو ما أدى بالضرورة إلى تنحى المثقفين جانباً، وهذا ما أدى -بدوره- إلى ما نحن فيه الآن، غير أننا نرى حالياً صعوداً للدور الذى يقوم به المثقفون عبر المشاركة فى الأحداث العامة، وخير دليل على ذلك هو اعتصام المثقفين فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى لرفض «أخونة الدولة» وسيطرة حكومة الإخوان على الثقافة فى مصر.
* فى كل مرة تتولى فيها حقيبة الثقافة تقول إنك ستعمل على «إعادة هيكلة الوزارة».. فما الذى يمنعك من ذلك؟
- «الهيكلة» بالمعنى الكامل لن تحدث فى جلسة أو جلستين، فهذا أمر يحتاج إلى سنوات طويلة، ونحن وقّعنا برتوكول تعاون مع وزارة التنمية الإدارية، يقضى بأن يقوم كل قطاع بالوزارة بعمل تصوّر للهيكلة كلٌّ فى مجاله، ثم نناقش هذه التصورات بأكملها وندفع بها إلى «التنمية الإدارية» لتقوم بدورها المنتظر، وتتم الهيكلة على هذا الأساس، وإلا أصبح الأمر برمته مجرد «كلام على ورق».
* ما الذى دفعك إلى تقديم استقالتك فى عهد الإخوان؟
- كانت هناك ضغوط شديدة علينا، وكانت بداية هذه الضغوط هى الطلبات المُلحة بتدريب الشبيبة المسلمة «شباب الإخوان» داخل الهيئات التابعة لنا، وطبع الكتب الخاصة بمؤسسى الجماعة، وبالتالى سادت حالة من الارتباك والتخبط فى تلك الفترة، فضلاً عن وقوع أحداث مؤسفة كان أهمها استشهاد محمد الجندى وسحل المواطن «حمادة»؛ وهو الأمر الذى جعل العمل ضمن هذه الحكومة ضرباً من المستحيل، وهذا ما لم أستطع تحمله، فأسرعت بتقديم استقالتى من حكومة الإخوان.
* طُلب منك فى السابق طباعة دستور 2012، وكانت لك بعض التحفظات فما هى؟ وما موقفك من الدستور الجديد؟
- كان لدىّ الكثير من التحفظات على الدستور السابق، وقبلت طباعته حتى يستطيع كل مواطن الاطلاع عليه دون تحريف أو تعديل، كما طلبت طباعة الدستور الجديد فى مطابع الوزارة ويتم توزيعه الآن بسعر رمزى، لأننى أعتبره أفضل الدساتير التى جاءت بها مصر، وأدعو المواطنين إلى التصويت عليه ودعمه بـ«نعم»، وأوجه الشكر لأعضاء «لجنة الخمسين» ورئيسها السيد عمرو موسى على الجهد المبذول فى هذا الدستور لمصلحة المواطن العادى.
* ما موقفك من الدعوات التى تطالب الفريق أول عبدالفتاح السيسى بالترشّح للرئاسة؟
- لو ترشح «السيسى» فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فسوف أدعمه وبكل قوة، لأن الفترة المقبلة تحتاج إلى شخصية قوية بحجم «السيسى» وصفات التعقل السياسى والاتزان الذى يمتاز به، وأعتقد أنه لا داعٍ للقلق الذى يروّج له المحرضون ضد الجيش وقادته، خصوصاً أنه حينما يترشح الرجل ويختاره الناس سيكون ذلك بصفة مدنية، وسيتخلى بذلك تماماً عن صفته العسكرية.
* أخيراً.. هل ستقبل الوزارة مرة أخرى إذا تم ترشيحك فى الحكومة المقبلة؟
- لا.. ليست لدىّ نية لتولى الوزارة مرة أخرى وسأرفضها إذا تم اختيارى أو ترشيحى لها، لأن العمل الوزارى فى هذه المرحلة صعب للغاية، ومنصب الوزير لم يعد مُتعة، فهو شخص مُراقب من الحكومة والبرلمان، وأنا أشبهه بـ«التجنيد الإجبارى» فى الجيش.