كلاب بوليسية وبوابات إلكترونية وشرطة سرية لتأمين خطوط المترو والسكة الحديد
حالة من الخوف والقلق انتابت عددا كبيرا من المواطنين بعد تفجير مديرية أمن الدقهلية ومبنى المخابرات بأنشاص، وأوتوبيس نقل عام بالقاهرة، لذلك كثفت شرطة النقل والمواصلات، بالتعاون مع هيئة الكشف عن المفرقعات، من حملاتها لمزيد من التأمين خوفا من عمليات إرهابية جديدة قد تقع فى الأيام المقبلة.
داخل محطة مترو الشهداء قامت إدارة شرطة النقل والمواصلات بوزارة الداخلية بعمل حملة أمنية مفاجئة، تحت إشراف مساعد وزير الداخلية لشئون النقل والمواصلات، اللواء منير السيد، الذى قاد الحملة بنفسه. الحملة التى أجريت تحت عنوان «ضرب المحطات» شملت تفتيش حقائب المواطنين بالأجهزة اليدوية، والبحث عن متفجرات عن طريق الكلاب البوليسية، ورغم ازدحام محطة مترو الشهداء بالجمهور، لأنها المحطة التبادلية الوحيدة بين الخطين الأول والثانى، فإن عدداً كبيراً من الركاب التف حول القيادات الأمنية الموجودة بالمحطة لمتابعة عملهم.[FirstQuote]
على أن ظهور عمداء الشرطة النسائية بين أفراد الحملة لاقى إعجاب الكثيرين من الركاب، خاصة السيدات اللاتى تعاملن معهن عند تفتيش حقائبهن، حيث توجهت ماجدة الكومى، سيدة خمسينية، للواء منير السيد، مساعد الوزير، وقالت: «أشعر بالاطمئنان كل ما بأشوفكم، وبقول لشعب مصر ما تخافوش، الإرهابيين خلاص جابوا آخرهم، بفتح الشنطة بتاعتى للتفتيش، وبكون متطمنة ساعتها، ونفسى تكونوا موجودين على طول». أضافت السيدة فى حماس شديد: «لو انتم خسعتم إحنا هنقف مكانكم، لأن الإخوان خلاص خنقونا وهننزل الاستفتاء على الدستور ومش هنخاف».
من جانبه، قال اللواء أسامة عبدالسميع، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات بالمترو، إن جهاز الشرطة موجود فى المترو منذ سنوات، لكن تم تكثيف الوجود عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، خوفاً من تنفيذ أى أعمال تخريبية، خاصة أن محطات المترو تنقل ملايين المصريين يومياً بالقاهرة الكبرى، مضيفاً أنهم يستخدمون الأجهزة المتنقلة فى الكشف عن المفرقعات حين يتعذر نقل الشىء المبلغ عنه خوفاً من تفجيره، مع البوابات الإلكترونية والكلاب البوليسية والأجهزة اليدوية، بالإضافة إلى العنصر البشرى، أو مفتش المفرقعات.
وأوضح «عبدالسميع» أن خوف الأجهزة الأمنية زاد فى الفترة الأخيرة عقب استهداف أوتوبيسات النقل العام والمنشآت الحيوية بالدولة، وهو ما يجبر الجميع على توخى الحذر قبل بداية تشغيل المترو فى الخامسة صباحاً، وحتى انتهاء فترة التشغيل بعد منتصف الليل، وعلى مدار اليوم يقوم الجمهور بمساعدة الجهات الأمنية على أداء مهمتنا، ويتعاون معهم ويرحب بتفتيش الحقائب لأن وجودهم يطمئنهم ويحميهم، حسب وصفه.
أما فى محطة مصر للسكك الحديدية فكانت الإجراءات الأمنية أشد من مثيلاتها فى المترو، حيث تم وضع بوابات إلكترونية ضخمة لتفتيش حقائب المسافرين والسماح بالدخول منها بشكل انسيابى رغم زحام المسافرين، وفى بهو المحطة وجد عدد كبير من أفراد الشرطة ورجال الكشف عن المفرقعات الذين وجدوا أيضاً على الأرصفة مستخدمين الكلاب البوليسية للكشف عن المتفجرات والقنابل، وقد خصصت هيئة السكة الحديد بوابتين للدخول وبوابتين للخروج بجوار مدخل محطة المترو.
أحمد الفوال، سائق قطار، يقول: «تأمين القطارات مسئولية الشرطة، لكننا نقوم بالإبلاغ عن أى أجسام غريبة بطول الخط، وهذا من صميم عملنا وليس له علاقة بالتوتر الأمنى الذى زاد عقب تفجيرات الدقهلية وأنشاص».
وعن عمليات تأمين المحطات وقطارات السكة الحديد، يقول العميد عمرو العطار، مدير إدارة شرطة السكك الحديدية بوزارة الداخلية، إن إجراءات التأمين بمحطة مصر والمحطات الأخرى موحدة، وهى عبارة عن عدة محاور تبدأ بساحات المحطات من الخارج وأماكن انتظار السيارات التى يتم فحصها بمعرفة الكلاب البوليسية المدربة للاشتباه المبكر فى الإرهابيين والكشف عن المفرقعات من خلال أفراد الشرطة السرية، أما المحور الثانى فى عملية التأمين فهو تفتيش الراكب قبل الدخول من خلال البوابات الإلكترونية، والتى تعمل بأشعة إكس، وهذه الأجهزة جارٍ تعميمها بالمحطات الكبرى وهى محطات عواصم المحافظات بجانب محطات المراكز الكبيرة، حيث يتم تأمين المحطة أيضاً بكاميرات المراقبة لإحكام السيطرة الأمنية، وجارٍ تعميمها بالمحطات الكبيرة، بعد مرور الحقائب من البوابات، بأن يتم لصق «استيكر» خاص بالسكك الحديدية لعدم تفتيشها مرة أخرى داخل المحطة..
يضيف «العطار»: «القطارات تخضع للتفتيش فى الأحواش من قبل ضباط الحماية المدنية قبل دخولها المحطة، وركوب المسافرين ثم تتسلم الخدمة الشرطية القطار، وتنزل به إلى الرصيف، عدد أفراد الشرطة الموجودين بكل قطار كافٍ لتأمينه، ولديهم تعليمات صريحة بسرعة التعامل مع الخارجين عن القانون وبحسن التعامل مع المواطنين، هؤلاء الأفراد مسلحون بأسلحة نارية شخصية للتعامل مع التطورات».