«الأزهر» يرد على فتوى داعش بوجوب «الهجرة لدار الإسلام»: «فهم خاطئ»
صورة أرشيفية
فنّد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، فتوى تنظيم داعش بوجوب ما يسميه التنظيم الإرهابي بـ«الهجرة إلى دار الإسلام» ويقصد بها المناطق التي يسيطر عليها، مؤكدًا أنها تدل على تخبط وفهم خاطئ، واستشهاد بشيء في غير محله، وإسقاط للنصوص الشرعية على وقائع لا تمت بصلة إلى الأسباب الحقيقية التي نزلت من أجلها تلك النصوص.
وأشار إلى أن التنظيم الإرهابي يستند في فتواه قول رسول الله "لاَ تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْكُفَّارُ" وقول رسول الله عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ "لاَ تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ وَلاَ تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ،" وقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا"، وقوله تعالى: (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ، وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" وهو ما يعد فهم خاطيء للنصوص.
وذكر المرصد، في تعليقه «لقد أحل الله تعالى الهجرة لمن ضاق به المكان وأصبح خائفًا على دينه وعرضه وماله، ولم يُمكن من أداء العبادة لله تعالى، فهذا له أن يهجر هذا المكان إلى مكان آخر يأمن فيه! وبالتالي ليس المعنى أن يترك المسلمون كل بلاد الإسلام وهم آمنون فيها، ثم يذهبون إلى تنظيم داعش وهي غير آمنة!!».
وأضاف «يمكن الرد على استدلالاتهم كما يلي: قوله تعالى: "وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ، وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" فإنه ورد في سبب نزول هذه الآية ما ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره أن الله تعالى لما أمر المسلمين بالهجرة إلى المدينة المنورة ظل بعض المسلمين في مكة ولم يهاجر فكثَّر سواد المشركين، فأمرهم الله تعالى بالهجرة مثل إخوانهم، فخرج أحدهم مهاجرًا لكنه مات قبل أن يصل إلى المدينة فأنزل الله تلك الآية.