«الحرب خدعة».. قرارات مرسى ساعة الإفطار وعلى ضوء الشموع
«صيام وحر وقرارات مفاجئة.. ماتبسطهاش أكتر من كده»، ربما تعبر هذه الكلمات عن حال المصريين فى الفترة الأخيرة، فالصيام هذا العام له طبيعة خاصة، لا يُحرم الصائم فيه من الطعام والشراب فحسب، إنما أيضاً يحرم من الكهرباء والماء، والاستماع لقرارات رئيس الجمهورية المفاجئة.
المتتبع لما يحدث فى الفترة الأخيرة يجد أكثر من قرار مفاجئ أخذه الرئيس محمد مرسى فى نهار رمضان، وأحياناً قرب أذان المغرب، والشعب بمعزل عنها، إما بسبب انشغاله بالإعداد لطعام الإفطار، أو لعدم وصول المعلومة إليه من الأساس، بسبب انقطاع التيار الكهربى، وعدم متابعة وسائل الإعلام المختلفة.
الأمر الذى أثار حفيظة البعض وجعله يتساءل: ما سر القرارات المفاجئة للرئيس والأحداث الهامة التى تحدث قبل ساعة الإفطار؟ تعجب الكاتب الصحفى، صلاح عيسى من هذا الأمر قائلاً: «لا نعلم سر أحداث ساعة الإفطار الأخيرة فى مصر!»
16 جنديا مصريا على الحدود مع غزة.. إقالة مدير المخابرات العامة اللواء مراد موافى من منصبه وإحالته إلى المعاش.. إحالة المشير طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والفريق سامى عنان رئيس الأركان إلى التقاعد ومنحهما قلادة النيل ووسام الجمهورية.. تعيين المشير طنطاوى وسامى عنان مستشارين لرئيس الجمهورية.. تعيين وزير جديد للدفاع، ورئيس جديد للأركان، وآخر لهيئة قناة السويس، وثالث للهيئة العربية للتصنيع.. إلغاء الإعلان الدستورى المكمل، جميعها قرارات تزامنت مع حر الصيف الشديد وانقطاع التيار الكهربى المتكرر، ومشقة الصيام.
يستبعد صلاح عيسى أن تكون الصدفة التفسير الوحيد لوقوع تلك الأحداث وإصدار تلك القرارات فى ذلك الوقت الحرج، قبل الإفطار بقليل أو فى ظل انقطاع التيار الكهربى، وقال لـ«الوطن»: «أعتقد التوقيت مقصود، خاصة أن معظم القرارات التى أخذها الرئيس مهمة ومحورية، وبالتأكيد احتمالات رد الفعل بشأنها كانت واردة، لذا قرر أن يصدرها فى توقيت يباغت فيه الجميع فى الوقت الذى ينشغل فيه الشعب بأموره الحياتية دون النظر للأمور السياسية».
ويستطرد عيسى: «هذه الطريقة ليست جديدة، وعادة تتبع فى القرارات المصيرية مثل قرار الحرب، حتى الإرهابيون نجدهم كثيراً يفكرون فى ارتكاب الأعمال الإجرامية فى الأوقات غير المتوقعة، وأثناء العطلات الرسمية والأعياد والمناسبات».