بينما نحن المصريين نتابع آخر أصداء إعلان أبلة فاهيتا الرهيب بتحليل الخبير الاستراتيجى أحمد سبايدر وإرهاصات الحرب العالمية الثالثة التى يشير إليها من خلال شفراته السرية، وصلنى صدفة فى وسط هذه الهستيريا إعلان أمريكى أغرب من الخيال أعادنى إلى أرض الواقع المر ثانية لأعرف الفرق الشاسع بين تفكيرهم وتفكيرنا وأحلامهم وأحلامنا وعلمهم وعلمنا، والفجوة الرهيبة بين هرتلة إعلاناتنا وهزليتها وطموح إعلاناتهم وابتكاريتها، الإعلان هو موقع على الإنترنت لا يبيع محمولاً أو لاب توب ولا يروج لغسالة أو سيارة أو كومباوند إنما يبيع لك كتالوجك الوراثى وكتالوج طفلك المنتظر تفصيله عند ترزى الجينات وشجرة عائلتك المبجلة وأصلها وفصلها حتى ولو كانت من مجاهل أفريقيا!! كل ذلك بـ99 دولارا فقط (يا بلاش)، ومن خلال عينة لعاب، يعنى من خلال بصقة أو تفه حتعرف جدك وتفصّل ابنك!!، الموقع هو
https: //www.23andme.com/
التفاصيل تقول إن شركة أمريكية تدعى andme23 تقدمت بطلب للحصول على براءة اختراع لتقنية تتيح للآباء اختيار صفات أبنائهم، أو هندسة صفات الأطفال، حيث يمكنك اختيار لون العين، المناعة ضد عدد من الأمراض الشائعة، القابلية على الرياضات البدنية، قابلية التعرض لسرطان الثدى.. وغيرها من الصفات.
الشركة المذكورة متخصصة فى الأبحاث الجينية، وحاليا لديها طريقة لعمل فحص DNA عن بُعد، إذ تشترى عدة الفحص بـ99 دولارا، وترسل عينة اللعاب إليهم، ليخبروك بالنتيجة، بأقاربك الذين لا تعرف بوجودهم، أو قابلية إصابتك بمرض السكرى، ومعلومات أخرى من خلال تحليل جيناتك.
حكاية طفل الكتالوج ليست مقتصرة على أمريكا، فالصين كما هو المعتاد لن تترك أمريكا فى حالها ولا بد من تقليدها بل التفوق عليها خاصة فى مجال تصنيع الطفل السوبرمان وتنمية الذكاء عن طريق البيوتكنولوجى، فالعلماء فى مركز BGI Shenzhen، وهو أكبر مركز للبحوث الجينية فى الصين، يجمعون عينات من الحمض النووى (DNA) من ألفى شخص يتم اختيارهم من بين أكثر الأشخاص ذكاءً فى العالم، وهم يدرسون حالياً العوامل الوراثية الخاصة بهم فى محاولة لتحديد الصبغيات الوراثية التى تحدّد الذكاء البشرى، وبحسب التقارير، يبدو أنهم على طريق اكتشاف المعلومات التى يحتاجونها، وعندما يحصل ذلك، وتحديداً من خلال تصوير الجنين، وهو فى مراحله الأولى، يمكن للوالدين اختيار أذكى خلاياهما الملقحة، وبالتالى سترتفع معدلات ذكاء أطفالهما بمقدار 15 نقطة فى اختبار معدل الذكاء (IQ TEST) فى كل جيل. وفى غضون بضعة أجيال، سيصبح التنافس مع الصينيين على المستوى الفكرى أمراً مستحيلاً، اختيار الأشخاص الذين تؤخذ منهم الجينات تم وفق مواصفات محددة، ويهتم العلماء الصينيون بجينات الأذكياء من الصين وأوروبا بشكل خاص، فيذهب المتخصصون فى علم الجينات من الصين إلى المؤتمرات العلمية فى أوروبا، ويحددون مدى ذكاء هذا العالم أو ذاك من خلال الكلمة التى يلقيها، ثم يطالبونه بإرسال سيرته الذاتية وجميع أعماله وما أنتجه خلال مسيرته إلى المركز الصينى، وبعد ذلك عليه اجتياز اختبار يحدد مدى أهمية استحقاق جيناته لأن تدخل فى برنامج تطوير الذكاء.
العالم يبحث عن طفل أذكى وأقوى وأسعد وأكثر صحة ونحن ما زلنا نبحث عن سر أبلة فاهيتا.