لو استبدل الإخوان أم أيمن بساندرا نشأت لكان من الممكن أن يظلوا فى الحكم سنتين كمان! يظل الفن هو مستحيل الإخوان الذى يغيظهم ولا يجيدون صناعته أو الإحساس به، يظل الإبداع هو سراب الإخوان الذى يراوغهم فى صحرائهم الروحية وجدبهم الأخلاقى، تظل السينما والمسرح والشعر هى عنقاء الإخوان وغولها وخلّها الوفى الذى لن يصلوا إليه ولذلك يكرهونه، فالإخوان قوم مصابون بالشلل الفنى والكساح الإبداعى والأنيميا الابتكارية، والمحروم من إحساس الفن يظل فقير الروح فقير التواصل مفلساً مع الناس، من الممكن أن يصل فقط إلى معدتهم بالزيت والسكر ولكن لا يمكن أبداً أن يصل إلى نواة وجوهر المصرى، شكراً ساندرا على فيلمك القصير العبقرى عن استفتاء الدستور، عجينة مصرية منقوعة فى تراب المحروسة، لذلك لمست كهرباء فيلمك السحرية قلب المصريين، وصلتِ للمصرى الفهلوى الحكّاء الصبور كالجمل الهادر كالبركان، الباحث عن لحظة بهجة فى كوم الضنا والغُلب والكآبة اليومية، الرافض للكتالوج الوهابى الكئيب، المصرى الذى اكتشف الدين قبل الأديان وتمسك بالتوحيد قبل الأنبياء، إيقاع سريع لاهث يمسك بتلابيب المشاهد، ومونتاج ذكى مصراوى قوى وبجد يلمس بعصاه وأزراره السحرية القلب والعقل وينفذ بشعاع ليزره السحرى إلى المشاعر والوجدان، عين ساندرا غير مغطاة بعدسة لاصقة مستوردة، وقلبها لا ينبض بدم ملكى أزرق، لسانها يخاصم لكنة الفرنجة برغم تعليمها الفرنسى، وصورتها السينمائية ترفض الشقلباظات والاستعراضات وحفلات التنكر على الشاشة. اللحظة عندها عصير زمن شهى، واللقطة لديها نفحة مكان ثرى. من المؤكد أنك رأيت نفسك فى الفيلم برغم اختلاف الاسم واللهجة، شاهدت خالك وعمتك وابنك وجارك، شاهدت مصر باختصار بدون قناع وبدون ماكياج، بدون جلباب باكستانى أو شادور إيرانى، شفنا مصر اللى وحشتنا.
شكراً ساندرا.