«عيد» قتيل الخبز فى الإسكندرية: تدخل لإنهاء المشاجرة.. ورصاصة قتلته
هنا فى منطقة نجع العرب العشوائية بالإسكندرية.. بيوت فقيرة.. هموم تبدو واحدة.. أحلام بسيطة.. ناس يكملون «عشاءهم» نوماً.. .. المنطقة التى شهدت الأربعاء الماضى مقتل أحد شبابها فى مشاجرة تطورت إلى معركة بالأسلحة النارية، بسبب أولوية الحصول على الخبز.
عيد سيد ربيع طه «22 عاماً».. واحد من أبناء المنطقة.. دفعته ظروف أسرته الصعبة.. ذات الجذور الصعيدية إلى ترك تعليمه رغم وصوله للصف السادس الابتدائى.. ليقف بجوار والده المسن، ويساعده على إعالة والدته وأشقائه الثلاثة (ولد وبنتين).
توقفت المساعدة «اضطراريا» الأربعاء الماضى عندما توقفت دقات قلب عيد وتوقفت معه حياته، عيد انتهت حياته فى مشاجرة على «رغيف عيش».. لم يكن طرفا فى المشاجرة.. لكنه تدخل بشهامة ليمنع المشاجرة وتلقى رصاصة قتلته فى الحال.
ماهر السيد، 22 سنة من سكان المنطقة، وأحد شهود العيان، يروى لـ«الوطن» تفاصيل الواقعة، قال: «صباح الأربعاء الماضى وأثناء مرورى أمام المخبز ا بشارع 9 فوجئت بمشادة كلامية بين عدد من أقارب الضحية وآخرين من عائلة أخرى.. الفقيد تدخل لفض المشادة التى سرعان ما تطورت إلى معركة بالأسلحة البيضاء والنارية واستعان كل منهما بالأصدقاء والأقارب.
يضيف «ماهر»: احتدمت المعركة ووجدنا النيران تنطلق فوق رؤوسنا بكثافة.. الجميع كان يهرول بعيداً للبحث عن ساتر هرباً من الرصاص، وفجأة سمعنا صرخة مكتومة للضحية عقب تلقيه رصاصة أنهت حياته.
الجميع تردد فى التدخل لفض المشاجرة التى هدأت واقتصرت على مناوشات.. الأمر الذى لم يجعلها تنطفئ إلا عقب إبلاغ الشرطة وقدومها للمكان وتوليها تهدئة الموقف.
لم تتوقف الصرخات والاستغاثات، وقرورا الاتصال بـوالد الضحية: «الحقنا عيد اتخانق وضُرب بالنار».
سيد ربيع طه «62 عاماً» والد القتيل، قال من داخل خيمة صغيرة أقامتها عائلته بالقرب من مدخل شارع الألومنيوم حيث توجد أسرته لتلقى العزاء: عندما أخبرونى بأن «عيد مات» كدت أفقد صوابى من الصدمة والحسرة، فهو سندى وذراعى اليمنى فى هذه الحياة.. لكنى فوضت أمرى إلى الله وقبلت بقضائه وقمت بدفن ابنى.. ولا كلام آخر سأقوله».
يحاولون مواساته، دون فائدة.. فلم يتبق له سوى بعض الصور وشهادات الوفاة وتحقيقات فى النيابة لمحاولة الوصول إلى قاتله.. بوجه شاحب وعيون مليئة بحزن دفين روى الوالد تفاصيل الأيام الأخيرة فى حياة نجله «عيد» قائلاً: «المرحوم فاتحنى فى رغبته إكمال نصف دينه بالزواج من فتاة بالمنطقة.. وافقته لكنى طلبت منه التمهل لحين تدبير حالنا، خاصة أن ظروفنا لم تكن تسمح ولم أستطع مساعدته».
أما الشيخ بدر ربيع، عم القتيل، فيقول: «كان يقضى معظم وقته إما فى العمل أو جالساً على المقهى منتظراً الرزق بصحبة أقرانه وأبناء عمومته.. لم يكن يتأخر عن مساعدة أحد من جيرانه فهو محبوب من الجميع.. حريص على صلة رحم أقاربه.. لأنه تطبع بمبادئنا وتقاليدنا الصعيدية.. الله يرحمه.. أنا فوضت أمرى لربنا.. عايز حق ابنى.. القانون أو بدراعى».