بريد الوطن| المسجد والكنيسة.. هلال يعانق صليباً
جانب من الافتتاح
فى سابقة هى الأولى من نوعها تبنى كنيسة ومسجد فى مكان واحد، ويشيدان فى وقت واحد، فى عهد زعيم مصرى وطنى، وعد فأوفى، ولمَ لا ومصر، ومنذ فجر التاريخ والمصريون، مسلمين وأقباطاً، نسيج واحد، فحينما أصاب القحط الجزيرة العربية فى عهد عمر بن الخطاب فى عام الرمادة، أرسل عمر لعمرو بن العاص، والى مصر، خطاباً يقول فيه «واغوثاه» ثلاثاً، فجمع عمرو نسيج مصر وقرأ عليهم الخطاب فبادر الأقباط قبل المسلمين بالتبرع بالأموال والطعام، وذهبت القافلة تزحف كالسيل محملة بالخير الوفير، وأرسل معها عمرو خطاباً لعمر: «لبيك لبيك، أتتك عير أولها عندك وآخرها عندى»، فلما وصلت القافلة تعجب عمر من هذا الخير الوفير، فأرسل خطاباً لعمرو قائلاً له: «صف لى مصر»، فرد عليه عمرو بخطاب قائلاً: «إن أرض مصر إذا رويت بماء النيل تصير كالفضة البيضاء، وإذا انكشف ماء النيل عن أرضها صارت كالعنبرة السوداء، فإذا زرعت أرضها صارت كالزمردة الخضراء، فإذا حصدت صارت كالذهبية الصفراء، يتوسطها نهر مبارك ميمون الغدوات والروحات، لا يجف إذا جفت الأنهار، فسبحان الله العظيم الذى فضل إقليم مصر على سائر الأقاليم»، ومن يسترجع حوادث التاريخ يجد الأقباط شركاء للمسلمين جنوداً أوفياء ضحوا بأرواحهم فداءً لغيرهم من المصريين، فعاش الهلال مع الصليب وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.
د. حاتم مصطفى أبوعالية
مركز البحوث الزراعية - كفر الشيخ
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com