بريد الوطن| دماء تحت أقدام الآلهة
حفل توزيع جوائز فيفا لكرة القدم"صورة أرشيفية"
تراق تحت أقدامهم دماء أنصارهم الذين يقدمونها بكل فخر، تنصب من أجلهم المعارك، يحفظ أنصارهم أسماءهم وقصص حياتهم، ولا يحفظون تاريخ بلدهم ولا أسماء علمائها، ينفقون من أجلهم الأموال، يبكون إذا بكوا، ويضحكون إذا ضحكوا، يتفاخرون بإنجازاتهم كأنها إنجازات شخصية لهم، يهدرون وقتهم ويهملون أعمالهم لمتابعة أخبارهم، تحتلهم الهموم إذا أصيب أحدهم ولا يحزنون إذا أصاب مكروه عزيزاً لديهم، لا أحد يختلف على موهبتهم، لكن أن يصل الأمر حد التقديس فهذه مصيبة. عن آلهة العالم الجدد أتحدث، عن لاعبى كرة القدم خاصة «الدون» كريستيانو و«البرغوث» ميسى، والذى لو حكى لى أحدهم عما رأيته بعينى ما صدقت أن يتشاجر رجلان احتل الشعر الأبيض من رأسيهما الكثير بسبب «البرغوث»، و«الدون».. ما جعلنى أتدخل قائلاً إن كرة القدم وسيلة ترفيه لا أكثر، مثل السينما والسيرك، يجتهد فيها المتنافسون بشرف لإمتاع الجمهور فى الملعب أو أمام الشاشة، والذى ينصرف لشئون حياته بعد تحية فريقه فائزاً أو مهزوماً، هذا كل ما فى الأمر، فيجب وضع اللاعبين فى حجمهم الطبيعى، فهم ليسوا علماء ولا أطباء، ولا حتى فلاحين وعمال، هؤلاء حقاً لا غنى عنهم فى حياتنا، أما اللاعبون فليسوا من ضروريات الحياة، فيجب ألا نضع حالتنا النفسية والمزاجية تحت رحمة أقدامهم.. ينتصرون فتسكرنا الفرحة، ينهزمون فتعمينا الهزيمة، وهم يمارسون هوايتهم ويكنزون ملايينهم.. فكفى تقديساً لهم فهم بشر صنع منهم هوانا وجنوننا آلهة، وآن الأوان أن نبرأ من الهوى والجنون.
مصطفى سيد عبدالسلام
الدلاتون - منوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com