مراكز تدريب تروج لدوراتها باعتماد شهاداتها من «الخارجية».. والوزارة: وهم
شهادات تمنحها مراكز تدريب بعد اجتياز الدورة التدريبية
تدعى مراكز تدريبية مختلفة أن الشهادات التى تمنحها معتمدة من وزارة الخارجية، فى محاولة لجذب عدد أكبر من المتدربين الحالمين بالعمل خارج مصر، الأمر الذى حذرت منه الوزارة على موقعها الإلكترونى مؤخراً، وأهابت بالمواطنين عدم تصديق تلك الادعاءات أو الوقوع فى فخ الإعلانات الكاذبة.
«الوطن» تواصلت مع بعض مراكز التدريب، وسألت مسئوليها عن الشهادة الموثقة من وزارة الخارجية، ومنها مركز لتعليم المساج، يروج لدورات تدريبية بفرعيه الموجودين فى مدينة نصر والمهندسين، لمدة شهرين مقابل مبلغ مالى قدره 3000 جنيه، على أن تكون الشهادة فى نهاية الـ«كورس» موثقة من وزارة الخارجية.
بالاتصال بالمركز للتحقق من الشهادة الموثقة، رد كابتن «صفوت»: «إحنا بندّى شهادتين من المركز عربى وإنجليزى، وكارنيهين بصفة إخصائى مساج، وشهادة من الأكاديمية العربية للعلوم التطبيقية، وشهادة خبرة 6 شهور موثقة من وزارة الخارجية والشهر العقارى ووزارة العدل، ويمكن التصديق عليها من أى سفارة بره مصر».
فى محافظة الإسكندرية، أعلن مركز لتعليم اللغة الإنجليزية إمكانية اعتماد شهادة الـ«كورس» من وزارة الخارجية، مقابل 500 جنيه، وبالتواصل مع «جيلان»، المسئولة بالمركز، قالت: «فيه عرض بمناسبة إجازة نصف العام بـ200 جنيه للكورس، ويتضمن 24 محاضرة على مدار 3 أيام أسبوعياً، مدة المحاضرة ساعتان»، وعن توثيق الشهادة من «الخارجية»، كان ردها: «مفيش أى مشكلة، لكن بتكلفة تانية، وبتستغرق من أسبوعين لثلاثة لتوثيقها».
أعلنت إحدى الصحف الخاصة الموجودة فى مدينة دمنهور، تنظيم دورة تدريبية فى الصحافة مقابل 350 جنيهاً، ترتفع إلى 650 لتوثيقها من وزارة الخارجية، بعد خوض 5 محاضرات حول فنون العمل الصحفى، وبسؤال «على»، أحد مسئولى الدورة التدريبية، عن ما ورد الإعلان، أكد صحة المعلومات والشهادات المعتمدة، ووعد بالتواصل معنا حال تنظيم دورة تدريبية جديدة فى أقرب وقت ممكن.
السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، نفى إمكانية اعتماد وزارة الخارجية لأى شهادات مجهولة المصدر، وأن التوثيق يجرى فقط بالتواصل مع الوزارات المختصة: «أى شهادات دراسية، صحية، طلاق، ميلاد، وفاة، ميراث، يتم اعتمادها بالتنسيق مع الوزارات المختصة، ووزارة الخارجية بتصدق فقط على صحة ختمها، ولا تعتمد شهادات من تلقاء نفسها».
ويُعلق على فوضى الإعلانات والزج باسم «الخارجية»، قائلاً: «جمل دعائية وهمية، فلا يتبع الوزارة سوى معهد الدراسات الدبلوماسية، ويتدرب به الدبلوماسيون لمدة عام كامل بعد اجتياز امتحانات عديدة وصعبة، وسوى ذلك لا تعتمد وزارة الخارجية أى شهادات أخرى».