وكيل البرلمان المنحل لـ«الوطن»: عدم نقل سلطة التشريع إلى «الشورى» يخلق فرعوناً جديداً
قال النائب محمد عبدالعليم داود، وكيل مجلس الشعب المنحل، وعضو الجمعية التأسيسية للدستور، إن مليونية 24 أغسطس ستفشل؛ لأن القوى السياسية لم تلتف حولها، وأضاف: «السماء منحت الإخوان هدية بقرار حل المجلس؛ حتى لا يبدأ الحساب لحكومة الإخوان وسط الأزمات التى تعيشها البلاد»، وطالب حزب الوفد بتطهير قائمته الانتخابية من فلول «الوطنى المنحل» لخوض المعركة المقبلة أمام التيار الإسلامى.
* تردد أنك ما زلت تقوم بأعمالك كوكيل لمجلس الشعب عن العمال، على الرغم من قرار حله؟
- مجلس الشعب مجمد وليس منحلاً؛ والدليل أن قرار رئيس الجمهورية بعودة البرلمان لم يُسحب بعد؛ ومع هذا، فإن الحديث عن مزاولة عملى داخل مجلس الشعب غير دقيق؛ ولم تطأ قدماى داخل البرلمان سوى لحضور اجتماعات الجمعية التأسيسية بمجلس الشورى.
* فى رأيك، من كان المستفيد من قرار حل مجلس الشعب؟
- قبل انتخاب الرئيس محمد مرسى، كانت هناك قوى مستفيدة من قرار حل المجلس، وتعطيل سلطة التشريع، أما الآن فالمستفيد الحقيقى جماعة الإخوان؛ وكانت هدية السماء لهم؛ لأنه فى وجود المجلس، كان سيبدأ كشف حساب لحكومة الدكتور هشام قنديل، فضلاً عن أن الناخبين كانوا سيفقدون الثقة فى نواب الشعب، خصوصاً فى ظل الأزمات الحالية.
* هل تتفق مع الدعوات التى تطالب بنقل سلطة التشريع إلى مجلس الشورى؟
- أرفض صناعة فرعون جديد؛ وجعل سلطة التشريع فى يد الرئيس مرسى، نذير شؤم؛ لذلك أقترح أن ينقل التشريع إلى الشورى؛ بعد صدور قرار بتعيين بقية أعضائه، على أن يُلحق به صدور إعلان دستورى مكمل يكفل له جميع صلاحيات التشريع؛ وأتوقع أن الدكتور مرسى سيلجأ إلى ذلك فى الأيام المقبلة.
* باعتبارك عضواً فى الجمعية التأسيسية؛ هل تؤيد وضع مادة انتقالية لإكمال الرئيس مدة الرئاسية؟
- سبحان الله؛ الرئيس «مرسى» جاء بإرادة شعبية؛ ولا بد أن يستكمل مدته الرئاسية تحت أية ظروف؛ وللأسف يبدو أن حالة التغيير اللامنطقى أصبحت السائدة فى مجتمعنا؛ فلو أتى ملاك من السماء يحكمنا سنعترض عليه.
* لكن القوى السياسية ترى أنه بعد كتابة الدستور؛ لا بد من إجراء انتخابات رئاسية جديدة؟
- من هى تلك القوى؟ وما وجودها الحقيقى فى الشارع المصرى؟ الدعوات التى تُطلق من هذا النوع، لايجب الانتباه إليها، والناس فى مصر ملّت من الانتخابات، و«قرفت» من طوابير اللجان؛ ويكفى الأموال التى صُرفت منذ ثورة يناير؛ بدءًا من استفتاء مارس والانتخابات التشريعية، وانتهاءً بالرئاسية.
* ماذا عن نقاط الخلاف التى لم تحسم بعد داخل لجنة نظام الحكم فى التأسيسية؟
- ما زالت لدينا معوقات لحسم بعض الأمور، من أهمها نقل القضاء العسكرى إلى منظومة القضاء العادى، والإبقاء على نسبة العمال والفلاحين، مع وضع نظام قانونى يحدد شروط الحصول على صفة العامل والفلاح للحد من الكوارث التى نتجت عن هذا النص طوال السنوات الماضية، بالإضافة إلى أننا نتباحث فى اختصاصات مجلس الشورى؛ وأعتقد أن الخلافات ستترك لجلسة التصويت النهائى.
* ما توقعك لتظاهرات «24 أغسطس» المقبل؟
- مع كل التقدير لأصحابها، لكنها ستفشل؛ لأن الرئيس مرسى لم يُختبر بعد؛ وبالتالى فإن محاسبته لن تكون عادلة، ومن يتحدث بأن المليونية لن تستهدف رئيس الدولة «يبقى بيضحك على نفسه»؛ لأن الهدف منها خلع رئيس منتخب جاء بإرادة شعبية، فضلاً عن رفض القوى السياسية المشاركة فيها، ومن ثم، فإن من يقف وراء هذه الدعاوى أغلبهم من رجال الحزب الوطنى السابقين؛ وقلة ترى ضرورة التصدى لوجود التيار الإسلامى.
* ألا يقلقك ما يثار عن انتمائك الداخلى لجماعة الإخوان؟
- لست إخوانياً؛ وأعطيت صوتى فى المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية لحمدين صباحى؛ وأقسم بالله لو خاض أى شخص لا ينتمى للنظام السابق جولة الإعادة لأعطيته صوتى؛ لكن المشكلة أن البعض تصور أننى حين أعطيت صوتى لمرسى؛ كان لحسابات سياسية وهذا غير حقيقى؛ والجميع يعلم تاريخى، فأنا احتفظت بعضوية مجلس الشعب 3 دورات متتالية بتوفيق من الله وحب الجماهير.
* وما ردك على فتوى إهدار دماء متظاهرى 24 أغسطس؟
- استفزتنى؛ ونحن فى حاجة إلى ثورة تصحيح على فتاوى الـ«تيك أواى»؛ ويتعين على الأزهر التصدى لها وبقوة.
* ما تقييمك لأداء حزب الوفد سياسياً؛ خصوصاً وأنت عضو فى هيئته العليا؟
- بصراحة شديدة؛ حزب الوفد يحتاج لثورة تصحيح، وإذا لم يتخذ الدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب، قرارات حاسمة بالنسبة للمندسين على الحزب، وقوائمه، فلن يبقى من «الوفد» سوى اسمه، وسينضم للأحزاب الكرتونية.
* ماذا عن استعدادات الحزب للانتخابات التشريعية المقبلة؟
- يستطيع الوفد المنافسة بقوة أمام حزبى الحرية والعدالة والنور؛ شرط أن يتعلم من أخطائه؛ وألا يضع رجال الوطنى المنحل والنظام السابق على قوائمه الانتخابية؛ وأقول إن الوفديين الحقيقيين لن يسكتوا، وسيتصدون له بكل قوة؛ خصوصاً أن جيل الشباب الوفدى لديه القدرة على خوض المعركة الانتخابية والنجاح فيها.
* البعض يرى أن الفترة المقبلة ستشهد تراجعاً للتيار الإسلامى؟
- تصور خاطئ؛ وقرارات مرسى تصب فى مصلحة هذا التيار؛ «يعنى من الآخر: تيار الإخوان هيعلى فى الشارع».