«الأسد» يؤدى صلاة العيد بمسجد صغير بدمشق
سيطرت مشاعر الخوف والترقب على الرئيس السورى، بشار الأسد، وهو يؤدى صلاة عيد الفطر المبارك صباح أمس، حيث تخلى عن عادته فى الصلاة بالمسجد الأموى بالعاصمة دمشق واختار مسجداً آخر صغيراً بأحد الأحياء، فيما بدت الساحات بالمدن والقرى خالية من أجواء البهجة والفرح التى يبعثها العيد فى نفوس الأطفال بسبب القصف المتواصل على منازلهم.
وفى لقطات بثها التليفزيون السورى، ظهر الرئيس وهو يؤدى الصلاة فى جامع الحمد بحى المهاجرين بدمشق، محاطاً بعدد من المسئولين.
ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، لم يمض الأسد أكثر من 11 دقيقة فى خطبة وصلاة العيد، حيث أظهرت صورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى تسرع بشار وهو يدير وجهه للتسليم «كخطوة أخيرة للصلاة» قبل أن ينتهى الإمام من الصلاة.
وفى اتصال مع الوطن عبر «سكايب»، قال عضو المكتب الإعلامى فى تنسيقية مدينة سبقا، مضر السقبانى: «من المفترض أن تكتظ ساحات العيد بالمدن والقرى بالألعاب والأطفال لكنها خالية هذا العام بسبب القصف الهمجى الذى تتعرض له على يد قوات النظام». وأضاف: «خرج الناس لأداء صلاة العيد فى هدوء حذر وتم تأجيل المظاهرة المقررة بعد صلاة العيد لوقت لاحق من هذا اليوم وذلك لأسباب أمنية وتنظيمية ولفتح المجال للناس كى تزور بعضها بعضاً». وحول تفسيره لتجنب الأسد المسجد الأموى، قال السبقانى: «أعتقد لأسباب أمنية». وشكك فى الأمر قائلاً: «باعتقادى أن ما عرض ليس بثاً مباشراً وإنما مسجلاً، لكن الأهم أن الجيش الحر موجود بأغلب مناطق دمشق وريفها، وبالتالى فإن اختيار المسجد تم تحديده بمدى قدرة الأمن على حمايته». وأوضح: «الأسد بدأ يفقد الثقة بكبار المسئولين المحيطين به لذا اختار مسجداً صغيراً كى لا يضطر إلى دعوة عدد كبير من الناس للحضور».
ولم تمنع المناسبة الدينية استمرار القصف والمواجهات بين القوات السورية والمعارضة المسلحة مما أسفر عن مقتل العشرات فى عدد من المناطق.
وعلى الصعيد السياسى، طالب المجلس الوطنى السورى المبعوث الدولى المشترك، الأخضر الإبراهيمى، بـ«الاعتذار» للشعب السورى على تصريحاته التى قال فيها «إنه من السابق لأوانه أن ندعو الأسد للتنحى»، معتبراً أنها «استهتار بحق الشعب فى تقرير مصيره». وقال المجلس: «بمزيج من مشاعر الصدمة والاستهجان تلقى السوريون تصريحات السيد الإبراهيمى».
من جانبها، كشفت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية عن مساعدة الاستخبارات البريطانية لمقاتلى المعارضة السورية فى شن هجمات على قوات الأسد. وفى المرة الأولى التى يكشف فيها الدور الخفى للمخابرات البريطانية فى الثورة، نقلت المجلة عن مسئول فى المعارضة السورية قوله: «إن السلطات البريطانية على علم بالأمر وهى موافقة مائة فى المائة على نقل المعلومات السرية من قواعدها العسكرية فى قبرص عبر تركيا إلى المتمردين فى الجيش السورى الحر». وأوضح المسئول: «البريطانيون يراقبون تحركات الجيش الحكومى ويمدوننا بمعلومات بشأن التعزيزات المرسلة إلى حلب».
وفى مقاله بصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، اعتبر الكاتب البريطانى روبرت فيسك أن انسحاب الأمم المتحدة من سوريا يفسح المجال لنشر أسلحة ثقيلة ويترك البلاد لمصيرها الدامى. وقال فيسك إن قائد قوات الأمم المتحدة فى دمشق ودع مهمته البائسة، زاعماً بصورة غير مقنعة أن الأمم المتحدة لن تتخلى عن سوريا.