الجدة «فوزية»: «جيت النهاردة عشان أقول نعم تانى.. مصر ما تستاهلش نعم واحدة»
عباءة سوداء تلفحت بها، وهم أثقل ظهرها وأحناه، وخطوات متثاقلة خطتها صوب لجنتها الانتخابية، فى محاولة للتصويت مرة ثانية، رغم انتهاء الاستفتاء. وقفت المرأة العجوز أمام مدرسة القناة بالمعادى: «عايزة أصوت تانى، أم الدنيا ما تستهلش نعم واحدة»، أتاها رد الموظف: «التصويت خلص يا حاجة، وما ينفعش تصوتى مرتين إنتى كده تتحبسى»، لكنها واجهت إحباطها قائلة: «طب أقعد معاكم فى الفرز»، لتأتيها خيبة الأمل من جديد «وده كمان خلص يا حاجة، فى انتخابات الرئاسة وعليكى خير». تلفتت فوزية حسنين، وهى تلوح بعلامة النصر وأصبع الحبر الفسفورى، مناشدة ابنتها «يالا يا رقية اتحايلى عليهم يدخلونى تانى والنبى»، اصطحبتها الابنة بعد إلحاح إلى موظفى المدرسة، وقالت ضاحكة: «أول مرة تحس إن صوتها هيفرق، عندها حماس مش موجود عند أحفادها، وكان نفسها تشوف السيسى عشان تقوله إنه هو اللى نور عينيها». قررت «فوزية» ألا تبرح مكانها، تنظر إلى ابنتها «امشى إنتى يا رقية عشان تروحى شغلك، وأنا هفضل فى مكانى لحد ما أعرف نتيجة الدستور». حال «فوزية» كان نفس حال سيد سبكى، مع فروق بسيطة، خرج الرجل من بيته مسرعاً بعد أذان الفجر، متجهاً إلى مدرسة «كفرة نصار» الابتدائية فى الهرم، وقف بأعلام مصر التى كان يبيعها فى يومى الاستفتاء، لكنه لم يجد من يشترى، ظل يتفقد المارة من حوله فى صمت، ينظر يميناً ويساراً «فين الناس والطوابير، عايزين ناكل عيش، مش قالوا هيمدوا الاستفتاء كمان يوم، أنا بعت أعلام كتير جدا إمبارح، وكانت بشرة خير علينا».