م الآخر| جمهورية بمبوزيا ونظرية العوالم الأخرى
هناك في العوالم الأخرى هذا البعد السادس عشر تجد بمبوزيا، جمهورية تفتقر إلى كل شيء ماعدا "الفتي"، نعم صديقي العزيز، ليس غريبًا أن تري عينك شيئًا وينطق لسانك أشياء أخرى، فإذا كان حاصل ضرب 5×20 يساوي 100 في بمبوزيا طبيعي جدًا أن يكون الناتج 3، حقًا وصدقًا، وإن كانت نعم تعني نعم فالبتأكيد في قاموس بمبوزيا تعني "لا يا من كنت عفيفي"، كل شيء في بمبوزيا يختلف حتى الوجوه والأصوات، حتى فصول السنة، فتجدهم يلبسون الحرير وأنت متجمد من البرودة، يبكون وأنت تشاهد على الشاشة ألطف مشاهد إسماعيل يس في فيلم الأنسة حنفي.. لحظة.. هم بالفعل الآنسة حنفي بذات نفسها.
من أجمل المشاهد التي تستطيع ملاحظتها في جمهورية بمبوزيا مذيع نشرة الأخبار، فهو رائع فيما يتلوه عن الدول المجاورة، تلك المخيلة التي تأتيني بالمعجزات، كيف استغل الصحراء الشاسعة التي يطل عليها من كاميرا خاصة تراها عينة فقط ليتحدث مبدعًا عن أحداث في العوالم الأخرى، وكأنك تسمع إحدى نوادر جحا وحماره، فعلاً المهنية البمبوزية التي ينطقون بها هناك لم أرَ لها مثيلاً عللا مدار حياتي.
بالقطع الإعلام البمبوزي بثقافته الفائقة النظير تجده يسرد عناوين تخص الاستفتاء في مصر وكأنك تشاهده من مقعد خاص في مستشفى المجانين، على سبيل المثال أن المقاطعة وصلت لنسبة تخطت الـ90%، بينما تناولت فروع وكالات الأنباء في بمبوزيا المشهد المصري بشكل مختلف فتجد العناوين الرئيسية "شبح الموت يخيم على الاستفتاء المصري" والكبرى منهم كتبت "تضارب أنباء الإقبال على الاستفتاء وشكوك بالتلاعب"، أما وكالة بمبوزيا الخاصة وهي الأكثر إبداعًا "رصدت" أعظم عنوان في وصف فرحة المصريين بالاستفتاء "مصر تحت القصف" حتى الإذاعة لم تستطع أن تتجاهل اللون الأسود التي تراه في كاميرات بامبوزيا الصحراوية التي تبث أجواء الاستفتاء المصري.
كل مدارس الصحافة والإعلام العالمية التي تخرّج منها الفطاحل أثبتت أنها تحمل الجنسية البمبوزية دون الإفصاح، فتلك الجموع على أبواب اللجان لم تستطع "رصدها" سوى العين المصرية وأعلامها، فلم تشاهد أعين المراسل البمبوزي كان أو القنصل الخاص به في مصر تلك الحشود، برغم أنها رأت السيدات يرقصن في الشوارع وصنفتهن كما يراهن شيوخ بمبوزيا الكرام بالراقصات.
في بمبوزيا كل شيء مختلف حتى التاريخ كتبه أبوالتاريخ على إحدى ورقات البفرة، كم أنت عظيم أيها البمبوزي تخطيت كل أقواس قزح لتعيش في إحدى تلك المجرات التي تشاهد منها تلك العوالم الأخرى خارج عالمك من هذا الشرخ الصغير في أوزون كاميراتك! عزيزي المواطن البمبوزي دمت لبمبوزيا ودام لك إعلامها ولو دامت لك ما راحت لغيرك... خد فيشار.
للتواصل مع الكاتبة عبر تويتر
https://twitter.com/just_me_didi