«لطيفة»: ثورات الربيع العربى «فاشلة».. وشردت الملايين
قالت المطربة لطيفة إن غيابها عن جمهورها لمدة أربع سنوات لن يؤثر على نجاح ألبومها الأخير «أحلى حاجة فيا»، وأضافت لطيفة فى الندوة التى عقدت فى «الوطن» بمناسبة طرح ألبومها، أن الطبعة الأولى للألبوم نفدت فى 3 أيام، وأن طرحه على قناتها الرسمية على اليوتيوب لم يؤثر على نجاحه.
وتطرقت لطيفة فى حديثها إلى ثورات الربيع العربى التى رأت أنها «فاشلة»، وأن طوق النجاة أمام الشعوب العربية هو تطوير التعليم.
■ ما سبب ابتعادك عن الساحة الفنية لأكثر من 4 سنوات، وهل تأثرت جماهيريتك فى تلك الفترة؟
- فى فترة ابتعادى لم يستطع الجمهور الاستماع إلى أى ألبومات، والدليل على ذلك عدم تحقيق أى ألبوم طرح الفترة الماضية أى نجاحات قوية، ومقياسى فى ذلك هو مصر لأنها هى قلب الأمة العربية، لذلك عندما بدأ المصريون يتفاءلون وباتت لديهم عزيمة، شعرت بأنهم سيبعثون الأمل لباقى البلدان العربية فقررت نزول الألبوم، أما عن تأثر جماهيريتى بالابتعاد، فهذا لم يحدث فى ظنى، لأنى قدمت عدة أغان وطنية خلال الفترة الماضية فقدمت «يا خالة قمر» وذكرت فيها مصر وتونس، و«ماتقولش بلدنا مافيهاش خير»، و«تحيا مصر».[FirstQuote]
■ هل ترين أن توقيت طرح ألبومك «أحلى حاجة فيا» مناسب؟
- بكل تأكيد، فقد كان من المفترض طرح الألبوم فى عيد الحب فى 2011، لكن كان مستحيلا طرحه وقتها بسبب الأحداث السياسية، وكذلك العام الماضى، لكن بعد 30 يونيو تغير الأمر وولد بداخلى الأمل والتفاؤل، وكان من واجبى أن أبعث هذا التفاؤل للجمهور، وذلك بعد معاناة وخوف استمرا لأكثر من عام بسبب ما يسمى بالربيع العربى، لذلك قررت فور انتهائى من الألبوم أن يصدر فى هذا التوقيت، خاصة بعد أن أعدت تسجيل خمس أغنيات من جديد، بسبب حزنى أثناء تسجيلها فى المرة الأولى مثل «بنتقابل، وبالعربى»، واتفقت مع شركة «مزيكا» الموزعة للألبوم أن يكون عائد بيعه كله فى مصر لصالح صندوق دعم مصر 306306، وفى تونس لجمعية «ناس الخير».
■ البعض رأى فى عنوان الألبوم «أحلى حاجة فيا» نوعا من النرجسية، فما تعليقك؟
- ليس به نرجسية على الإطلاق، فأنا لا أتحدث عن نفسى، ولكن عن الشخص الذى أحبه فى الأغنية، والأغنية تقترب منى لأنى اقتربت من لغة الشارع، وذلك من خلال كاتب الأغنية ملاك عادل، وملحنها محمد عبدالمنعم، فالاثنان نجحا فى اللون الشعبى وأخذا شهرتهما منه، لاقترابهما من اللغة المتداولة فى الشارع المصرى لذلك جاءت الأغنية مثلما تمنيت.
■ ماذا عن ردود الفعل التى وصلتك عقب طرح الألبوم؟
- لأول مرة يحدث لى أن تنفد الطبعة الأولى من الأسواق بعد نزول الألبوم بثلاثة أيام فقط، وكان هذا مقياسا بالنسبة لى لردود الفعل الإيجابية.
■ ألم تترددى فى طرح ألبومك على قناة «اليوتيوب» حتى لا يؤثر على المبيعات؟
- على الإطلاق، فمواقع التواصل الاجتماعى أصبحت تحقق انتشاراً فى صالح الألبوم، وقناتى الخاصة على «اليوتيوب» محكومة وحقوق الأغانى محفوظة ولها مردود مادى، وهو السبب الذى جعلنى أنتج منذ فترة طويلة، والدليل على أن هذا الفكر صحيح ولا يضر بالمبيعات هو نفاد الطبعة الأولى.
■ لماذا اخترت أغنية «أحلى حاجة فيا» لتصويرها؟
- قمت بتصوير ثلاث أغنيات، لكنى قررت طرح كليب «أحلى حاجة فيا» فى البداية، بسبب حداثة الفكرة واقترابها من المستمع، وذلك بالتوافق مع مخرج الكليب وباقى أصدقائى.
■ هل تأثر تركيزك فى الجانب الفنى من الألبوم بانشغالك بإنتاجه؟
- إنتاجى لألبوماتى منحنى ثقة بنفسى بشكل أكبر، ومنحنى حبا أكثر لعملى، وأنا أنتج لنفسى منذ أن كنت طالبة فى معهد الموسيقى العربية، وبدأت من ألبوم «أكتر من روحى بحبك» وحقق نجاحا، وبالتأكيد هناك مسئولية مادية لكنى أمسك بزمام الأمور بشكل جيد، ولا أحب أن أعتمد على أحد فى أى شىء، وخاصة فى اختياراتى للأغانى، وهذا الألبوم توزيع فقط لشركة «مزيكا» لمالكها محسن جابر، لذلك أتوجه وأقول لكل الإذاعات المتخوفة من إذاعة أغانى الألبوم إنه ملكى كمنتجة له ومن حقى أن يذاع فى أى إذاعة، وقررت أن يذاع الكليب لمدة أسبوعين فقط بشكل حصرى على «مزيكا» ثم بعد ذلك توزيعه على باقى القنوات.
■ ما تقييمك لتجربتك كمنتجة؟ وهل حققت مكاسب أم خسارة؟
- أعوض خسارتى بشكل مستمر عن طريق المبيعات لأن لى نسبة فيها، وهذا العام ستذهب هذه النسبة لصالح مصر وتونس كما قلت من قبل، وفى المواقع لدى نسبة، والحفلات والمهرجانات كل ذلك يعوضنى مادياً، وفى النهاية أنا لا أريد أن أكوّن ثروات طائلة من الإنتاج لكنى أريد أن أعوض ما دفعته وأربح بشكل معقول وهذا يكفينى.
■ لماذا تبتعدين دائما عن فكرة المرأة المقهورة أو المغلوبة على أمرها وتقتربين من المرأة المسيطرة؟
- أرفض تماماً أن تكون المرأة ضعيفة، فهى نصف المجتمع وتربى أجيالا، فيجب أن تكون قوية ومتمكنة من نفسها، ورفضت كثيرا أغانى تظهر المرأة ككائن ضعيف.
■ هل تعتبرين تقديمك لأشكال موسيقية جديدة فى الألبوم مغامرة محسوبة؟
- قدمت مع الموزع هانى يعقوب أكثر من أغنية بشكل مختلف فى هذا الألبوم مثل «بنتقابل» و«بحة بحة»، و«مأفورها» و«سيبها على الله» فهانى مبدع، ومن ناحية أخرى فأنا مغامرة للغاية؛ فدراستى للموسيقى على مدار عشر سنين منذ أن كنت فى إعدادى فى تونس، جعلتنى متمكنة من الأدوات الفنية من الإيقاعات والمقامات والأصوات فكل ذلك جعلنى أعلم جيداً ما أريد أن أقوم به وأكسبنى جرأة فى تقديم أغان مختلفة لا يقدمها أحد، وأيضا أغنية «بحة بحة»، و«ابعد عنى» فبهما شكل موسيقى لم يقدم من قبل.
■ هل حدثت خلافات مع الموزع هانى يعقوب بسبب الخطأ الذى حدث بعدم نزول اسمه على أحد الأغانى؟
- على الإطلاق، لم تحدث أى مشكلة فما حدث أن نزل اسمه فى كل الأغانى لكن حدثت غلطة مطبعية فى أغنية واحدة، واعتذرت له على الفور وسنصحح ذلك فى الطبعة الثانية، ولم تحدث أى مشاكل على الإطلاق والدليل على ذلك أننا بدأنا التحضير فى الألبوم الجديد.
■ حدثينا عن تقديمك لأغنية «بحة بحة» باللهجة التونسية وتعاونك مع المطرب محمد الجبالى؟
- فى البداية استمعت لأكثر من أغنية من محمد الجبالى وقمت باختيار أغنيتين، ووقع اختيارى على «بحة بحة» لأن بها رسالة مهمة وهى لكل من اعتلى كرسى الحكم وتجبر، أقول له إذا لم تهتم بأمور البسطاء ستكون أنت والكرسى «بحة بحة»، فالأغنية مقصودة وبها معنى سياسى، فكل متجبر ومتسلط يجب أن يرى أن الكرسى لا يدوم، كما أننى أقوم حالياً بعمل أغنية وطنية لتونس من تلحين الكبير لطفى بوشناق اسمها «تونسية من فضل ربى عليا».
■ استخدمتِ بعض الألفاظ الجريئة أو التى يستخدمها الشباب فى حديثهم مثل أغنية «بحة بحة» و«مأفورها» فكيف اقتنعت أن تقدمى هذا الشكل الجديد؟
- «بحة بحة» هى أجرأ أغنية ممكن أن أقدمها فى تونس، وكذلك أغنية «مأفورها» لنادر عبدالله، فمؤلفو الأغانى يعلمون أنى جريئة، ومن ناحية أخرى فلم نعش أى شىء آخر طوال الثلاث سنوات الماضية سوى «الأفورة» فى كل شىء فى التحاليل السياسية والبرامج، فأغنية «مأفورها» أقولها لكل من لا يعيشون الواقع ويبتعدون عن الشارع.[SecondQuote]
■ لماذا ابتعدتِ عن الحفلات فى الفترة الماضية؟
- أحييت أكثر من حفلة وآخر حفلاتى كانت يوم 31 أكتوبر الماضى بنادى الجلاء، وكان لى الشرف بحضور الفريق عبدالفتاح السيسى فكانت من أروع الحفلات فى حياتى لإحساسى بأن الروح ردت بداخلى خاصة وأنا أغنى «هى أم الدنيا مصر وهتبقى قد الدنيا مصر»، وشعرنا كلنا كفنانين بفرحة عارمة، وفى البحرين قمت بحفلة هناك بمناسبة العيد الوطنى فى البحرين، لكن لا ننكر أن الثورات أثرت بشكل سلبى على الحفلات فأصبحنا لا نرى سوى الدمار فى البلدان العربية، والملايين أصبحوا فى المخيمات وعلى الحدود الأردنية والتركية وفى لبنان، فالشعوب تشردوا وخربت بيوتهم.
■ هل أنت مع فكرة تسييس الفنان ووضعه فى قوائم بيضاء أو سوداء؟
- هذه كانت موضة وبطلت مع عام 2012، فكيف لنا على سبيل المثال وضع عادل إمام فى القائمة السوداء، فهو هرم فى مصر وبالخارج، وما حدث ليس به ظُلم للفنان لكنه جهل ممن قاموا بذلك، والفنان ملك الشارع يقول رأيه ومن يؤمن بالحرية والديمقراطية لا يمكنه الوقوف أمام آراء الفنانين.
■ ما تعليقك على برامج اكتشاف المواهب، وهل عرض عليك المشاركة فى أى منها؟
- المشتركون فى هذه البرامج هم المستفيدون منها، وهناك فنانون استفادوا وزادت شعبيتهم بصورة كبيرة، وهناك فنانون أثرت عليهم بالسلب، فهى سلاح ذو حدين، وأهم البرامج التى نفذت بشكل صحيح هى «أراب أيدول»، و«أحلى صوت» لأن بهما قيمة عالية جداً سواء على المستوى الفنى أو التقنى، وعرض علىّ فى البداية إما المشاركة فى هذه البرامج أو تقديم برنامج بمفردى فوافقت على الاقتراح الأخير وقدمت «يلا نغنى».
■ ما تعليقك على تصريحات الملحن حلمى بكر بأنك لا تمتلكين صوتا جميلا؟
- ليس لدى أى مشاكل على الإطلاق مع حلمى بكر، وهو له مطلق الحرية فيما يقوله، وعندما قال إن قدمى حلوة فهذا عيب وأنا مثل ابنته، فأنا أحترمه وأحترم تاريخه، لكنه لا يصح أن يقول ذلك.
■ هل انتهت خلافاتك مع المطربة هيفاء وهبى؟
- لا توجد أى خلافات معها، وهى فنانة استعراضية جميلة ومميزة، وممثلة جيدة، وعندما سئلت هل ستكون ضيفة على برنامجى، قلت إنها ليست من مصلحتها أن تظهر فى البرنامج لأنه برنامج طربى.
■ ما موقفك من أغانى «الديو»؟ وأى الأصوات النسائية يعجبك؟
- من المفترض أن يجمعنى دويتو غنائى مع محمد منير لكننا ما زلنا فى مرحلة اختيار الأغانى، وما زلت مقتنعة أن الدويتو لكى يخرج بشكل جيد يجب أن توجد مناسبة له، وأعتبر أن صوت أنغام من أقرب الأصوات النسائية إلى قلبى.
■ هل يوجد أى عمل درامى ستخوضينه خلال الفترة القادمة؟
- أجهز لعمل درامى لا يمكننى الإفصاح عن تفاصيله فى الوقت الحالى، وسأحدد هذا الأسبوع إمكانية خوض التجربة أو تأجيلها.
■ لماذا اتجه عدد كبير من المطربين إلى الدراما هذا العام؟
- الموضوع ليس بجديد على المطربين فى التمثيل بوجه عام؛ فليلى مراد قدمت أعمالا ناجحة وكذلك شادية وأسمهان، فجميعهن اتجهوا للتمثيل دون أن يؤثر ذلك على الغناء، وأيضاً ليس بجديد على تامر حسنى فله تجربة درامية ناجحة، وكذلك عمرو دياب فى السينما، وهذا أمر طبيعى ووارد أن تؤثر بشكل إيجابى على المطرب.
■ ما موقفك من الثورة التونسية وما وصلت له الآن؟
- الثورة التونسية فى أصعب مراحلها، لأن حزب النهضة الذى يحكم تونس فى الوقت الحالى كان من المفترض أن يسلم السلطة منذ العام الماضى لكن هذا لم يحدث فأدى إلى حالة من التوتر فى الشارع التونسى، وفى الأحزاب، لكن هناك حالياً حوار وطنى يسير فى الطريق الصحيح، وأتمنى أن يسفر عن دستور يناسب عشرة ملايين تونسى.
■ ما رأيك فى الربيع العربى وما وصلت له البلدان العربية حتى الآن؟
- ربيع فاشل، وكيف يمكننا أن نقول عليه «ربيع» وهناك ملايين مشردة، فيمكننا قول ربيع إذا حدث تطور أو نهضة لكننا لم نر ذلك.
■ من وجهة نظرك كيف يمكن الخروج من الأزمات المتتالية التى يعانى منها الوطن العربى؟
- الحل فى التعليم، لأنى أؤمن أن الأمل فى الأجيال الجديدة، وكذلك يجب أن نعطى السلطة للوطنيين وليس المدعومين من الخارج.