فن «الأويما» مات و«أنور» لسه بيعافر
مصطفى أنور
يمكث بالساعات داخل ورشته، يعمل منهمكاً من أجل إنجار مهمته فى الحفر على الخشب يدوياً، ويستنكر كل ما يتردد بشأن مهنة «الأويما»، وأنها ستموت بمرور الوقت بسبب التطور التكنولوجى، الذى أفرز ماكينات حفر دقيقة وسريعة ذات منتج أقل تكلفة.
«الإيد بتكمل الآلة، واليدوى عمره ما هيختفى»، كلمات يرددها بحسم مصطفى أنور، الذى ينحاز دائماً للصناعة اليدوية، ويتفنن فى الأشغال الخشبية من «براويز» وترابيزات: «بحاول أكون متميز، وطول ما أنا وغيرى إيدينا فى الصنعة هتكمل وتستمر».
تعلم «أنور» مهنته فى سن صغيرة، على الرغم من التحاقه بالمدرسة، فأحب الحرفة، وتتلمذ على يد كبار صناعها فى ورش منطقة عابدين: «كانوا صنايعية على حق ومدرسة لكل حد حابب يشرب الصنعة ويتعلم أسرارها»، ولا يرى أن الرسم له سن معينة، فتخطيه الـ72 عاماً، لم يثنِه عن هوايته: بحب الرسم أكتر من أى حاجة، ومهارتى خلتنى متميز فى الحفر، وعندى أفكار مختلفة».
سافر «أنور» إلى أكثر من دولة عربية السعودية، لبنان، سوريا، ليبيا والأردن والعراق، واكتسب خبرة كبيرة: «كل بلد اشتغلت فيها اتعلمت منها حاجة، سواء فى الشغل أو الحياة»، وعلى الرغم من إيمانه بأن مهنته ستظل وتبقى لسنوات طويلة، فإنه يرى أن حق العاملين بها مهدور: «إحنا ضايعين ومش لاقيين حقنا، الحرفيين فى القاع، والغلاء أثر على شغلنا وقلل زباينا».
العراق من أكثر البلدان التى يعشقها «أنور»، وعاش بها وقت حكم صدام حسين: «كنت عايش فى بابل أحسن بلد هناك، حبيتها من كل قلبى، كنت فاتح ورشة، وبلاقى تقدير كبير لحرفتى».