عزة كامل: مش عاوزة أسمع تانى كلمة «إيه اللى وداها هناك؟»
أكدت الكاتبة والناشطة عزة كامل، أنها لم تفاجأ بخروج النساء المهيب للاستفتاء على الدستور، مشيرة إلى أن الجيل الموجود حاليا امتداد لجيل كامل من سيدات عاصرن كافة أشكال الاحتلال ولو بـ«الحلل»، وقالت فى حوار لـ«الوطن» إن المرأة أصبحت واعية بالقدر الكافى الآن بما لا يسمح باستغلالها من أى قوة، مستبشرة بمستقبلها، وإن قالت: «لسه المشوار طويل عشان تاخد حقها فى البرلمان».
■ كيف تفسرين المشاركة الفعالة للمرأة فى 30 يونيو والاستفتاء على الدستور؟
- لم أفاجأ بمشاركة المرأة، لأن الجيل الحالى، حفيد جيل قديم كان يخرج فى مقاومة الاحتلال الفرنسى أو الإنجليزى أو حتى الصهيونى.[FirstQuote]
■ لكن دور المرأة كان محصورا فى البيت والعمل وليس السياسة؟
- المرأة المصرية شعرت فجأة بأن البلد سيضيع إذا ما استمر حكم الإخوان، وخالجها يقين بأن مطالب ثورة يناير المتمثلة فى «عيش حرية عدالة اجتماعية» لن يكون لها وجود فى ظل استمرار حكم الرئيس المعزول.
■ هل تكوّن لدى المرأة فى مصر وعى سياسى مفاجئ؟
- الوعى السياسى لدى المرأة موجود، لكنه غير فعال، لكن تحليلى لما حدث من مشاركة تاريخية للمرأة أنها تتحمل مسئولية منزلها، وتربية أولادها، علاوة على هذا كله مسئولية الحياة اليومية الشاقة، من شراء الاحتياجات الأساسية للمنزل، أضف إلى ذلك كله «حرقة الدم» التى تتحملها الأم على ابنها الذى استشهد سواء خلال الثورة أو بعدها.
■ أنت تقرين بأن المرأة خرجت بسبب هذه «الحرقة» وليس الوعى السياسى أو أهمية الدستور لديها؟
- المفاجأة أن أكثر من 75% من النساء لم يقرأن الدستور، لكنهن شاركن أملا منهن فى صنع السلام لبلدهن «طلعوا يقولوا عاوزين نستعيد بلادنا من تانى».
■ وما تحليلك لفرحة السيدات خلال وقوفهن فى طابور الاستفتاء؟
- لأن المرأة تتحمل كل تفاصيل الحياة المعيشية، فوجدت فى الاستفتاء الوقت المناسب لكى تُخرج مللاً كان محبوسا بداخلها، تعبيرا عن فرحتها، واستعادتها للوطن «رقصت وغنت وهتفت» عاوزة تقول للناس كلها «أنا موجودة وليّا صوت».
■ وهل تعتقدين أن عاما واحدا كاف ليتشكل داخل المرأة وعى تستطيع من خلاله المشاركة السياسية بهذه القوة؟
- العام الذى حكم فيه مرسى «كبيس»، عرف فيه الجميع وخاصة السيدات، كم أن هذه الجماعة مخادعة، أخرجت ما بداخلها من موروث شعبى، ولأنها رأت أن هذا هو الوقت المناسب.
■ هل تتوقعين أن يظل مستقبل المرأة بهذا الحجم من المشاركة؟
- أستبشر خيرا لمستقبل المرأة، نحن نكافح من أجل إعادة حقها لها بالكامل، للأسف المرأة جوهرة، لكن وجودها فى مجتمع ذكورى يهمشها ويتجاهل دورها، يظل دورها مُقننا ولا يظهر بقوة.
■ هل تبشرين بقرب حضور النساء بقوة تحت قبة البرلمان وفى مواقع الحكم؟
- الحقوق لن يتم الحصول عليها بسهولة، نحتاج إلى عمل دؤوب، ولا تنس أن 40% من النساء معيلات وربات أسر، وفكرة وصولها للبرلمان -للأسف- ما زالت صعبة، لكنها ليست مستحيلة، وكما كسرت حاجز خوفها فى 30 يونيو، والاستفتاء، ستكسر حاجز خوفها وستنتصر فى النهاية.
■ كيف ترين نظرة المجتمع للمرأة بعد هذه المشاركة السياسية الفعالة؟
- لن نسمع مرة أخرى عبارة «إيه اللى وداها هناك»، لأنها ستكون على يقين أين ستذهب، وستعلم جيدا من يستغلها أو يستخدمها حتى يصل لغايته.