«جدع من يومه».. بطولات وليد مرضي «منقذ رصيف نمرة 6» على لسان أسرته
الوطن في منزل " بطل محطة مصر " وأسرته "فخورين بابننا وهنعمله حفلة
ساعات عصيبة مرت على أسرة وليد مرضي الفقي، العامل بالسكة الحديد، المعروف إعلاميا ببطل حادث محطة مصر، بعد أن اعتقدوا في البداية أنه من بين ضحايا الانفجار، لكن انتابهم الفخر بعدما علموا ببطولاته في إنقاذ عشرات المواطنين على الرصيف نمرة 6.
«الوطن» انتقلت إلى قرية الحامول التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، لتحاور أسرته عن ساعات الرعب، التي تحولت فيما بعد إلى سعادة وفخر بعد مساهمته في إنقاذ عدد من ضحايا الانفجار قبل أن تتمكن منهم النيران المشتعلة، إثر إصطدام جرار قطار برصيف رقم 6 مخلفا عددا من الضحايا.
يقول سامي مرضي الفقي، شقيق البطل، إن وليد متزوج من ابنة عمتة ولديه من الأبناء اثنين ولد وبنت، وهما زياد وشهد، ويبلغ من العمر37 عاما، وكان مقيما في شبرا الخيمة لفترة طويلة، ولكنه عاد للبلد هنا منذ حوالي 10 سنين.
ويضيف، «عمره ما كان بيتأخر على حد، وهو أصغر إخواته ولكن لديه من الشهامة ما في العائلة بأكملها وهو يقف مع الكبير والصغير في القرية ولم يبخل على أحد بأي خدمة طوال حياته، وكثيرا ما كان يلقي بنفسه في الصعاب من أجل أرواح الآخرين».
ويوضح أن الأسرة عاشت ساعات من القلق والرعب على حياة نجلهم عقب الانفجار وأنهم لم يستطعوا الوصول إليه والاطمئنان عليه إلا بعد ساعة ونصف من الانفجار، وأن الأسرة تعتبر ما قدمه وليد للمواطنين فخر واعتزاز بنجلها.
وتضيف هدى محمد «حماته» أن وليد منذ صغره وهو يقف مع الجميع، وأنه أنقذ نسيبه من الموت في حادث انفجار أسطوانة غاز في شبرا الخيمة منذ عدة سنوات قبل زفافه بيوم، وأنه لا يتأخر عن أحد من أقاربه أو المواطنين في أي خدمة يقوم بها، موضحة أن وليد لم يعد إلى قريته بعد الحادث، وبات ليلته عندها في شبرا الخيمة، أمس، ولم يستطع النوم وكان متأثرا نفسيا بما حدث، وأخبرها بمشهد وفاة مواطن وطفله الذي كان يحتضنه في مشهد لم يغب عن باله ومازال عالقا في ذهنه.
وتتابع أن «الموقف كان صعب جدا جدا علينا وعلى وليد نفسه، إحنا خوفنا إن وليد يكون حصله حاجة وحاولنا نتواصل معها بس ما كناش عارفين نوصلة وما كنش بيرد على التليفون وبعدين أرسلت له واحد من أخوات مراته واطمأن عليه هناك، وعرفنا بعدها العصر أن كل الناس بتقدم الشكر لوليد على اللي هو عملوا واللي قدمه عشان خاطر ينقذ بعض الأشخاص من الحريق.. أنا فخورة جدا بوليد وشرف لي إنه جوز بنتي وهو في مقام ابني وأكثر كمان».
وتشير زوجة وليد إلى «أن وليد يعمل في السكة الحديد منذ 17 سنة وبيطلع كل يوم الصبح من الساعة الثالثة ونصف فجرا عشان خاطر يوصل إلى محطة سرس الليان وبيمشي تقريبا 4 كيلو يوميا على قدمة عشان خاطر يلحق يركب منها القطار اللي هيوصلوا إلى محطه القاهرة، وأنها بتطمن على وليد يوميا الساعة 8 صباحا وبتتأكد إن هو واصل المحطه اللي فيها شغله»، مؤكدة أنها لطالما انتقدت تهور وليد وإقدامه على إنقاذ الناس في الكوارث والأزمات.
وعن يوم الحادث تقول، «اتصلت بي والدتي وطلبت مني الاتصال تليفونيا بوليد، عشان بيقولوا فيه انفجار في محطة شبرا، قفلت التليفون في وشها وما كنتش عارفة أعمل إيه، قعدت اتصل عليها في التليفون لكنه مكنش بيرد، وبعدها نزل أخويا راحلة واطمن عليه والحمد لله إنه بخير وإن ما قام به كان تلقائيا هو يحب يساعد كل الناس».
ويشير محمد الفقي، ابن عمه، إلى أن وليد عضو في لجنة تعمل على مساعدة الأهالي في القرية، «يعني لو فيه طريق عايز يترصف بننزل ونتحرك نروح للمسؤولين، ولو فيه مشكله عند حد بينزل ويتحرك ويقف معاه لحد ما المشكلة تخلص، كلنا فلاحين وبنحاول نساعد بعض هو معروف عنه بأنه خير».
ونشب حريق هائل داخل محطة مصر، إثر اصطدام أحد جرارات القطارات بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بعد خروجه عن القضبان، ما أدى إلى انفجار "تنك البنزين"، وأسفر عن اشتعال النيران في الجرار والعربة الأولى والثانية بالقطار.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بمحاسبة المتسببين بحادث محطة مصر ورعاية المصابين، متوجهًا بخالص التعازي لأسر الضحايا والمصابين، فيما خصصت وزارة التضامن الاجتماعي 80 ألف جنيه لأسر الضحايا وحالات العجز الكلي، و25 ألف جنيه للمصابين، مكلفة مديرية القاهرة ولجان الإغاثة المركزية بالوزارة؛ بالانتهاء من إجراء الأبحاث الاجتماعية للمصابين وأسر ضحايا الحادث.
وأعلنت وزارة الصحة، عن وفاة 20 مواطنًا وإصابة 43 آخرين في حريق محطة مصر، ونُقل المصابون إلى مستشفيي دار الشفاء، ومعهد ناصر كونهما "مستشفيات إخلاء"، إضافة إلى مستشفيات "الهلال، وشبرا، السكة الحديد" كمستشفيات إخلاء، موضحة أنَّ حالات المصابين تراوحت ما بين بسيطة إلى متوسطة، إضافة إلى بعض الحالات الدقيقة أغلبها كسور وحروق.وانتظمت حركة القطارات بمحطة مصر ما عدا رصيف رقم 6، بعدما نجحت قوات الحماية المدينة في إخماد الحريق، وتوجه فريق التدخل خلال الطوارئ بالهلال الأحمر المصري إلى موقع الحادث، لتقديم الإسعافات والدعم النفسي للمصابين وأسر الضحايا.