لم يحدث أبداً أن كتبت مقالاً أدافع فيه عن وزير داخلية أو عن قيادات شرطية، ولكنى هنا، والآن، أقف بكل ما أملك من قوة، ومن ضمير، فى صف وزير الداخلية الحالى اللواء محمد إبراهيم، ومع كل قيادات وضباط وجنود وزارة الداخلية، ولا أقبل أبداً، بل لا أطيق، أن أتورط فى نقاش غير واع حول ما ينبغى أن تفعله «الداخلية» الآن من بحث فى أسباب وصول التفجيرات إلى قلب القاهرة، ومن محاسبة المقصرين، ليس فقط لأن هذه الدعاوى تمارس أفظع درجات الظلم ضد جهاز الشرطة، عندما تتصور أنه بإمكان أى أجهزة أمنية فى العالم كله أن تقضى على موجة إرهابية عاتية خلال أيام أو أسابيع أو شهور قليلة، ولكن أيضاً لأن هذه الدعاوى تنطوى على نوع من الغدر برجال يقفون الآن على خط النار، وهم يعرفون أنهم الهدف الأول لرصاص الإرهاب الغادر وقنابله وسياراته المفخخة، ويخرج كل منهم من بيته محتسباً نفسه لله، سبحانه وتعالى، لأنه يعرف أن خروجه كل صباح من بيته قد يكون الخروج الأخير.
إن ضابط الشرطة الذى يتصدى الآن بروحه قبل سلاحه لهذه الموجة الخسيسة من إرهاب جماعة ماسونية كافرة لا ينتظر من هذا الشعب غير أن يحيطه بالدعاء له بالتوفيق فى مهمته، أما أن تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى التعليقات الساخرة من أجهزة الشرطة، وأن يتساءل البعض فى جهل فاضح عن سبب تغيير وردية الحراسة قبل دقائق من وقوع تفجير مديرية أمن القاهرة، وأن تتلبس آخرين حالات ادعاء الخبرة الأمنية وهم جالسون فى بيوتهم، فهذا كله -حتى لو توافر حسن النية- سيصب فى صالح جماعة الإخوان الإرهابية؛ لأنه سيصيب رجال الشرطة فى مقتل، عندما يجدون أن الشعب الذى يقفون من أجل حمايته على خطوط النار فى مواجهة القتلة والمأجورين يتعامل مع الأمر كله وكأنه يتابع مباراة كرة قدم بين فريقين لا علاقة له بأى منهما، وينسى أن أهم سلاح فى أيدى الشرطة -مثل الجيش تماماً- هو سلاح الدعم الشعبى والتقدير الشعبى والالتفاف الشعبى حول هؤلاء الأبطال البواسل الذين ننام ملء العين فى بيوتنا وهم ساهرون فى الشوارع وداخل أماكن عملهم يراقبون ويطاردون عدواً شديد الخطورة استخدم الدين مطية لتحقيق أحط المآرب وأشدها قذارة، ولا يتورع أبداً عن استخدام المجرمين الجنائيين والشواذ والمرضى نفسياً والانتحاريين للانتقام من الشعب كله وتخريب الوطن وتدمير حياة المواطنين.
ولا توجد وسيلة ناجحة تمكن هذا العدو الكافر من هذا الوطن أكثر من إدمان توجيه اللوم والنقد إلى جهاز الشرطة، وإدمان ادعاء الخبرة والمطالبة الجهولة بتغيير وزير الداخلية فى هذه المرحلة الحرجة، وقد لاحظت مثل غيرى أن صفحات الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعى تحتفى كثيراً بمثل هذه الأمور وتنشرها على أوسع نطاق، حتى يتسرب الإحساس بالغدر إلى قلوب رجال الشرطة ويكفروا بالجميع ويخرجوا من المعركة.. وتلك نتيجة مروعة يتمناها التنظيم الماسونى الكافر وينتظرها على أحر من الجمر، فهل نفيق قبل فوات الأوان؟ وهل ننتبه إلى هذا الفخ الذى حفره الإخوان لنا جميعاً قبل أن نذهب إليه بحسن نية لا يقل غباء عن أسوأ النوايا؟
إننى هنا، وفى هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ هذا البلد الذى لا نملك بلداً غيره، أنحنى احتراماً لكل رجال الشرطة، ضباطاً وجنوداً، وأشد على يدى اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، وأدعو كل المواطنين إلى الخروج اليوم للتعبير عن هذا الاحترام وهذا الامتنان للشرطة المصرية فى عيدها الذى شاءت الأقدار أن يصبح عيداً لثورة شعب ضد الفساد والظلم.