رئيس «درشال»: القاهرة الأولى شرق أوسطياً والرابعة عالمياً فى إنتاج بطاريات «الليثيوم»
حسن دسوقى يتحدث لـ«الوطن»
قال رجل الأعمال حسن دسوقى، رئيس مجلس إدارة شركة «درشال للصناعات»، إن شركته تسعى لتحويل جميع ميكروباصات وأوتوبيسات النقل العام من البنزين إلى الكهرباء، وسوف نصنع أول سيارة إسعاف تعمل بالطاقة الكهربائية، مضيفاً «شركتنا ستوفر الصيانة وبطاريات السيارات الكهربائية والشواحن للمركبات التى تعمل بالطاقة الكهربائية، فضلاً عن بعض قطع الغيار»، وتحدث «دسوقى» فى حواره لـ«الوطن» عن تفاصيل الشراكة بين «درشال» والشركة الهندسية الحكومية، التى تأسست فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لإنتاج سيارات تعمل بالطاقة الكهربائية، مؤكداً أنه بعد تطبيق زيرو جمارك ستستطيع الشركة توفير مركبة تعمل بالطاقة الكهربائية بأسعار مخفضة.
حسن دسوقى: نستهدف تحويل أوتوبيسات النقل العام للعمل بالكهرباء بدلاً من البنزين
وأشار إلى أنه يستعين حالياً بباحثين فى جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وأن الشراكة لا تعنى الاستغناء عن العمالة المصرية، بل سيتم تدريبهم على تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة، موضحاً أن مصر ستصبح الدولة الأولى فى الشرق الأوسط التى تنتج بطاريات «الليثيوم» والرابعة على مستوى العالم. والى نص الحوار.
ما الذى دفعك إلى الاستثمار فى هذا المجال بمصر؟
- هناك أسباب كثيرة دفعتنى للاستثمار فى تكنولوجيا تحويل السيارات التى تعمل بالبنزين إلى الطاقة الكهربائية وصناعة البطاريات والشواحن فى مصر، وأولها أننى لدىّ رغبة قوية للمشاركة فى تحول هذا البلد إلى الاقتصاد الأخضر غير الملوث للبيئة، وأن تكون مصر بوابة لتصنيع البطاريات «الليثيوم» فى الشرق الأوسط، فهو هدف وطنى بالأساس، وبذلك نستغنى عن الموتور القديم و«الشكمان» والعوادم والبنزين، ونحن نعمل على توفير بطاريات وشواحن السيارات الكهربائية، وأغلب مكونات جسم المركبة، سواء أوتوبيسات أو عربات نصف نقل، من خلال مصنعنا، حتى يستطيع قائدو هذه المركبات شحن البطارية فى مدة 10 دقائق إذا كانت حديثة وغير مستعملة، ولو كانت قديمة يستطيعون شحنها فى 20 دقيقة، وهذا الشحن يكفى لأن تسير لنحو 300 كيلو.
كيف بدأت الفكرة؟
- عملت لمدة 12 عاماً فى مجال السيارات بالصين، ولما وجدت اهتماماً كبيراً من الرئيس عبدالفتاح السيسى بالعمل فى مجال السيارات الكهربائية صديقة البيئة، عرضت على إدارة الشركة الهندسية الحكومية فكرتى، فوافقت على أن تكون «درشال» شريكة لها فى مجال تصنيع المركبات الكهربائية، وبالتالى نقلنا هذه التجربة من الصينيين وهم بارعون فى هذا المجال.
ما خطتكم فى السنوات المقبلة؟
- نسعى لتحويل جميع ميكروباصات وأوتوبيسات النقل العام، التى تعمل بالبنزين للعمل بالكهرباء، وسوف نصنع أول سيارة إسعاف تعمل بالطاقة الكهربائية، وشركتنا ستوفر الصيانة والبطاريات والشواحن للأوتوبيسات والميكروباصات التى تعمل بالطاقة الكهربائية، إلى جانب أغلب مكونات المركبات.
وأرى أن صناعة البطارية من خلال شركتنا تمثل 60% من نسبة المكون المحلى للمركبة، وبعد تطبيق اتفاقية زيرو جمارك سنستطيع توفير مركبة تعمل بالطاقة الكهربائية بأسعار مخفضة، فنحن سنوفر من ثمن الأوتوبيس مليوناً ونصف المليون جنيه، لأننا نستورد الأوتوبيس الذى يعمل بالبنزين بخمسة ملايين و300 ألف، بينما لو عملنا على تصنيعه فى مصر لن تتخطى التكلفة 4 ملايين جنيه، وسيكون آمناً وصديقاً للبيئة وتكاليف الإنفاق على صيانته أقل.
سنوفر من كل أوتوبيس مليوناً ونصف المليون جنيه.. والبطارية تشحن فى 10 دقائق والطاقة تكفيها 300 كيلومتر.. وتكاليف الصيانة أقل من البنزين
هل ستوفرون بقية قطع غيار السيارة مع الشاحن والبطارية؟
- خطتنا فى «درشال» تشمل توفير كراسى وزجاج المركبات، ومن الصعب تصنيع الموتور فى مصر فى الوقت الحالى، لأن تكنولوجياته معقدة للغاية، لكن فى المستقبل من الممكن أن نعمل على تصنيعه، وأعتقد أن اللحاق بالثورة الصناعية الرابعة وتكنولوجيا الصناعة الحديثة يتطلب أن تلتزم الدولة والقطاع الخاص بدورهما فى مجالات البحث العلمى، لأن هذه الثورة تشهد جديداً كل يوم، والمنافسة الحقيقية فى عصرنا الحالى يجب أن تكون على مستوى التكنولوجيا والثورة العلمية.
ما الفوائد التى ستجنيها الدولة المصرية من وراء هذه الصناعة؟
- أولاً سنوفر الدعم المخصص من قبل الدولة للبنزين والسولار، ما يساهم فى توجيه الميزانية بشكل أكبر إلى التعليم والصحة والخدمات، كما سيساهم انتشار السيارات التى تعمل بالطاقة الكهربائية فى الحفاظ على البيئة، فضلاً عن أن المركبة الكهربائية آمنة للغاية، لأنها لا تتعرض للاحتراق مثل السيارات التى تعمل بالبنزين، وقد وضعنا نظاماً لتحديد السرعة فى السيارات نصف النقل والأوتوبيسات، على أن تكون السرعة الأقصى لها 120 كيلومتراً فى الساعة، وذلك حرصاً على سلامة السائق والركاب، كما أن نفقات السيارات التى تعمل بالطاقة الكهربائية أقل من السيارات التى تعمل بالبنزين.
اشرح لنا صيغة الشراكة بين «درشال» والشركة الهندسية؟
- أنا شريك بالماكينات وصناعة البطارية ومكونات السيارة والشاحن، وهو الأمر الذى سيعيد الشركة الهندسية، التى تأسست فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، إلى مجال الإنتاج الحديث مرة أخرى، حيث لأول مرة تدخل هذه الشركة فى مجال تصنيع بطاريات الكهرباء، التى تعتمد عليها المركبات.
وفى الحقيقة نحن نشرف بالشراكة مع هذه المؤسسة العريقة التى تمتلك خبرات مهمة يمكن الاعتماد عليها، والصناعة الجديدة ستعود بالخير على هذا الصرح العملاق، كما أننا سنسعى إلى تحويل المصنع لمصنع ذكى يعمل جزء كبير منه بالروبوت، وتسلمنا الروبوت من الصين وسيكون له دور فى جميع خطوط الإنتاج، والآن يمكننا أن نقول إن مصر هى الدولة الأولى فى الشرق الأوسط، التى تصنع حالياً بطاريات الكهرباء «الليثيوم»، التى تشغل الأوتوبيسات والمركبات نصف النقل، والرابعة على العالم، كما التزمت الصين باستيراد 70% من منتجاتنا، وسيكون لدينا خط إنتاج صينى لتصدير هذه المركبات إلى أفريقيا وأوروبا.
هل لديكم نية لإنشاء مركز أبحاث لتطوير صناعة السيارات الذكية فى مصر؟
- عقدنا بروتوكول تعاون مع جامعة زويل، وباحثوها يساعدوننا الآن ونعتمد عليهم بشكل كبير، كما أننا نستعد لإنشاء مركز أبحاث لتطوير صناعة السيارات صديقة البيئة والذكية فى مصر، وسوف أدعم مراكز الأبحاث فى الجامعات المصرية، وبالمناسبة كل الشركات العالمية الكبرى تؤسس مراكز أبحاث عالمية لتطوير منتجاتها، فاللحاق بالثورة الصناعية الرابعة يعتمد على البحث العلمى.
وصحيح أن تكنولوجيا ومنتجات الثورة الصناعية الرابعة مكلفة جداً من حيث فاتورة الإنتاج، لكنها تحقق أرباحاً أعلى بكثير من الأرباح التى تحققها منتجات الثورات السابقة، فمن الممكن أن تنفق شركة مليار دولار على أبحاث متعلقة بمنتج واحد، لكنه يحقق أرباحاً تصل إلى 4 أو 5 مليارات دولار.
ولماذا لا يعمل رجال الأعمال بمصر بذات المنهجية، هل هناك ما يمنعهم؟
- كل رجال الأعمال فى مصر يتمنون اللحاق بالثورة الصناعية الرابعة، والموضوع متعلق بقرارات وقوانين تعيق الصناعة الحديثة، فنحن فى حاجة لتشجيع الدولة للمساعدة على الصناعة، ولو استمر الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الحكم سنرى فى وقت قريب منتجات مصرية ذكية، وعلينا أن نعمل بسرعة على ذلك، لأن كل هذه المنتجات تتطور بسرعة الصوت.