عسكريون: رصاص الأمن أبعد «انتحارى القاهرة» عن المبنى قبل التفجير.. والموجات الحرارية سبب الآثار التدميرية
أكد عدد من الخبراء العسكريين أن تعامل قوات الأمن المكلفة بحماية مقر مديرية أمن القاهرة قلل من الآثار الناتجة عن الانفجار الذى حدث صباح أمس، مشيرين إلى أن الانتحارى كان مندفعاً للوصول إلى داخل مقر المديرية، إلا أنه فشل بعد إطلاق قوات التأمين الرصاص عليه ليتوجه بالقرب من الحواجز الخرسانية أمام المديرية ليفجر القنبلة التى لم تحقق أهدافها بالانفجار داخل المديرية، مشددين على أن الموجات الحرارية والضاغطة التالية للانفجار هى السبب فى الخسائر التى حدثت.
من جانبه، قال اللواء طلعت موسى، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن ما يحدث فى مصر ينبع من مخطط إخوانى يحمل شعار «إما أن نحكم مصر أو نحرقها»، مشدداً على أن التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية قد شكل مركز قيادة فى لندن من 84 دولة بها عناصر للتنظيم من أجل التخطيط للعمليات الإرهابية الخسيسة التى تتم فى مصر حالياً، مؤكداً أن المركز ينسق مع مصادر تمويل الجماعة على المستوى الدولى، ويحضر العناصر الإرهابية المدربة من حركة المقاومة الإسلامية «حماس» لإمداد جماعة «أنصار بيت المقدس» بها، بالإضافة للأموال والذخائر والتكنولوجيا العسكرية الدولية للقيام بإرهاب الشعب المصرى.
وأضاف اللواء موسى، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان يستضيف فى تركيا مكاتب للإدارة والتنظيم لبقايا تنظيم الإخوان فى مصر وللتنسيق والاتصال مع «مقر القيادة» بالعاصمة البريطانية، مشدداً أن الغرض من تلك العمليات الإرهابية هو تشويه صورة المجتمع المصرى، وتصدير صورة للغرب تؤكد أن الوضع فى مصر لا يزال غير مستقر.
وشدد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا على أن الجماعة الإرهابية تعاقدت مؤخراً مع عدد من شركات الدعاية والعلاقات العامة فى عدة دول مؤثرة على القرار العالمى من أجل مواصلة التحركات الدولية ضد السلطة الحاكمة فى مصر وتصوير ما جرى فى 30 يونيو بأنه انقلاب عسكرى وليس انحياز القوات المسلحة لإرادة الشعب المصرى، ولفت إلى أن إحدى مهام شركات العلاقات العامة إرسال عدة تقارير وفيديوهات ملفقة ومشوشة لجمعيات حقوق الإنسان الدولية والعالمية من أجل دعم مخططات الجماعة.
وعن تفجيرات مديرية أمن القاهرة أمس، أكد «موسى» أن تلك العمليات كانت متوقعة، وأن عناصر قوات الأمن تعاملت معها بأعلى درجات الاحترافية الممكنة.
وأشار المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا إلى أن قوات الأمن المكلفة بتأمين مديرية أمن القاهرة تعاملت مع الإرهابى قبل أن يصل إلى هدفه المنشود وأطلقت عليه الرصاص قبل أن يصل إلى مدخل المديرية، ما دفعه للتوجه إلى حاجز أسمنتى قريب من المدخل وحدث تفجير لم يؤثر على شىء، إلا أن الموجة الحرارية وموجة الضغط والشظايا الناتجة عنه هى ما دفعت للتأثير على المبانى والمنشآت، «لكنى أشدد على أن العملية لم تتم كما كان مخططاً لها ولم تنجح بنسبة 100%».
ويرى «موسى» أن الهدف من تلك التفجيرات هو تخويف المواطنين من المشاركة فى الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، مشدداً على أن ما يحدث يزيد رجال القوات المسلحة والشرطة والشعب المصرى رغبة فى محاربة الإرهاب، «فنحن لن نرضخ لنشركم الذعر بين المواطنين ولن نخاف ولن نهاب تحركاتكم المفضوحة»، على حدث قوله.
من جهته، أكد العميد خالد عكاشة، الخبير الأمنى، فى تصريح لـ«الوطن» أن حرب الإرهاب هى حرب النفس الطويل، حيث سيتم استهداف مناسبات بعينها من أجل إرسال رسائل سلبية لدول العالم عن الدولة، إلا أن القوات المسلحة وقوات الأمن التى استطاعت أن تؤمن عملية الاستفتاء فى 30 ألف لجنة دون أن تخرج عملية إرهابية واحدة حينها، ستساند خلال المرحلة المقبلة فى تأمين المنشآت الحيوية والهامة فى البلاد حتى تتفرغ قوات الداخلية لمواجهة العناصر الإرهابية المتطرفة.