فى اليوم الثانى لمعرض الكتاب: استقبال حافل لـ«جمعة».. والأمن يضبط أسلحة بيضاء فى حقائب السيدات
شهد اليوم الثانى من معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ45، إقبالاً كثيفاً من الجمهور، وسط إجراءات أمنية مشددة، واستقبل المعرض جمهوره بـ«تسلم الأيادى» وأغانٍ مؤيدة للجيش المصرى، إلى جانب صور الفريق أول «عبدالفتاح السيسى»، التى توسطت المبنى الرئيسى للمعرض.
فيما يشارك بالمعرض 24 دولة منها 17 دولة عربية و7 دول أجنبية و755 ناشراً، ويستمر المعرض حتى السادس من فبراير المقبل، وشهد المعرض تخصيص أكبر الأجنحة بأروقته لدولة الإمارات العربية المتحدة، تلتها دولة الكويت.
وشهد المعرض فى دورته الـ45 إجراءات أمنية شديدة على عكس السنوات السابقة، إذ يقوم أفراد الأمن على جميع البوابات بالتفتيش الدقيق جداً لجميع الزائرين، حيث منع الأمن دخول المرآة وأى أشياء حادة مع الجمهور، كما أنه يتأكد من سلامة زجاجات العطر «البرفان» مع النساء، أو مزيل العرق، بحيث يطلبون من الزائرين استخدامها أمامهم ليتأكدوا من أنها بالفعل ليست ضارة؛ الأمر الذى أدى إلى إزعاج عدد ليس قليلاً من الجمهور، اعتراضاً على الطريقة غير المسبقة فى التفتيش.
ومن جهة أخرى، تمكن أمن المعرض من ضبط عدد من الأسلحة البيضاء والمقصات وماكينات وشفرات حلاقة أثناء تفتيش شنط بعض السيدات الوافدات إلى المعرض، وسمح للسيدات بالدخول بعد مصادرة المضبوطات.
ورصدت «الوطن» خلال وجودها بالمعرض وجود منتقبات يتسللن إلى أروقة المعرض بمطبوعات تحمل شعار «أنصار جماعة الحق»، التى تنتشر بشكل كبير على صفحات «الفيس بوك»، والتى قمن بتوزيعها محاربة منهن لما وصفوه بـ«تنصير مصر ونشر المذهب الشيعى».
وفى سياق آخر انقطع التيار الكهربائى عن المقهى الثقافى بالمعرض، أثناء انعقاد الندوة الأدبية لمناقشة رواية «أوقات للفرح والحزن» للكاتبة ابتهال سالم، بحضور الدكتور شريف الجيار، والدكتورة منى طلبة، وعمر القصير، مما أدى إلى إزعاج وغضب الحضور، خصوصاً الأدباء المشاركين بالندوة.
كما شهد المعرض عدة ندوات فى يومه الثانى بحضور الكثير من الكتاب والرموز السياسية ورجال الدين، والتى لاقت حرصاً شديداً من الجمهور على حضورها، وكان على رأسها ندوة الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، الذى استقبله الحضور بحفاوة بالغة، تعبيراً عن احترامهم له ورداً على ما لاقاه المفتى السابق فى جامعة القاهرة. وأقيمت على هامش المعرض ندوة للدكتور محمد حافظ دياب بعنوان «الخطاب الدينى والهوية»، بحضور عبدالله النجار، ومصطفى لبيب، وذلك بالقاعة الرئيسية لمعرض الكتاب فى اليوم الثانى من افتتاحه.
وقال الناقد محمد حافظ دياب خلال الندوة، إن الخطاب الدينى فضاء يتسع لمختلف التيارات والفرق والجماعات، وتختلف فى تطبيقات الشريعة، وفى تحقيق أهدافها، بدءاً من التعامل مع النص المقدس، والإيمان الشكلى، إلى التعددية السياسية، مشيراً إلى أن الهوية صيغة إنسانية شاملة تجمع فى محتواها تناقضات من الرموز والقيم، لأن الهوية ليست واحدة، وهناك تصور خاطئ بأن مشروع الهوية تم إنجازه فى الماضى، بل هو مشروع متجدد فى الحاضر.
وأضاف «دياب» أنه من الخطأ الاعتقاد أن الدولة الدينية المقيّدة ديمقراطياً مثل إيران، تعمل بالديمقراطية، أما الدولة السلطانية فهى التى تحاول أن تأخذ بعض مستلزمات الحداثة، كما حاولت جماعة الإخوان خلال سنة حكمها.
فيما قال الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الجماعات التى ظهرت لم يكن دافعها الدين بل المصالح الشخصية، مشيراً إلى أن الأفكار الدينية التى تظهر على الساحة مؤخراً، بعدت تماماً عن الحقيقة المقصودة منها، بل تعبر عن فكر وأجندات أصحاب تلك الأفكار، وتعد غطاءً ناعم الملمس لأصحاب تلك الأفكار.
وأكد أن الخطاب الدينى نزل بوحى من السماء يريد أن ينظم العلاقات بين الناس على أساس من العدل المجرد، يهتم بقيمة الإنسان، ويخاطب الناس جميعاً، أما الهوية فهى الملامح الأساسية المعبرة عن الإنسان، والعلاقة فيما بين الناس.
ومن جهة أخرى، قالت الكاتبة والمترجمة سهير المصادفة، إن معرض الكتاب هذا العام يشهد إقبالاً وتنوعاً واستيعاباً لروافد الثقافة المتنوعة، وذلك على عكس ما شهده العام الماضى من محاولات إقصاء واضحة من أنصار جماعة الإخوان المسلمين.
وأضافت «المصادفة» خلال إدارتها ندوة ملتقى الشباب بمعرض الكتاب، أمس الأول، إن أنصار الإخوان المسلمين قد أنزلوها العام الماضى عن المنصة وطردوها لأنها قالت خلال الندوة إن مصر أكبر من محاولة حصرها واختصارها فى هوية دينية أو جماعة حاكمة.
وأشارت إلى أن وجودها هذا العام على نفس المنصة بملتقى الشباب تتحدث بحرية يؤكد نجاح المعرض وتمثيله فعلياً للثورة المصرية التى ترفض إقصاء الآخر.
وأكدت أن التحول الكبير الذى حدث خلال عام فى حال المجتمع المصرى سياسياً وثقافياً من خلع رئيس الإخوان الذى حاول تحجيم الهوية المصرية فى هوية دينية، يؤكد أن هذا الشعب لا يقبل التحجيم أو الإقصاء أو الكبت.