في ذكري رحيل محمد سيد طنطاوي.. 3 أزمات سياسية لـ"إمام المفسرين"
الإمام الراحل محمد سيد طنطاوي
شهدت فترة تولي الإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي، 3 أزمات سياسية لـ"إمام المفسرين" و"شيخ المجددين" بالأزهر الشريف، وكان أبرزها مصافحته للرئيس الإسرائيلي آنذاك بيريز، أثناء فعاليات مؤتمر "حوار الأديان" في 2008، حين شهدت تلك الواقعة هجومًا حادًا على الإمام الأكبر ومطالب بعزله من منصبه، فيما رد شيخ الأزهر بأنه لا يعرف شكل بيريز.
ودافع الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الاوقاف آنذاك، عن شيخ الأزهر، في تصريحات صحفية، مؤكدًا أن ظهور الدكتور محمد سيد طنطاوي بجوار "بيريز" في المؤتمر لأنهما كانا على مائدة مستديرة جمعت كل المشاركين، ومن بينهم الوفد الايراني.
وروى الإعلامي أحمد المسلماني، مساعد رئيس الجمهورية الأسبق، تفاصيل الواقعة خلال مؤتمر لأسرة الإمام الراحل، حيث قال "كان لي انتقاد سابق للإمام الراحل حينما صافح الإسرائيلي شيمون بيريز، وحينها اتصل بي المستشار محمود مرعي وزير العدل آنذاك وكان صديقا شخصيا للإمام الأكبر وحكى لي أن بيريز تسلل لمصافحة الإمام في ظل مصافحاته لكل الموجودين في المؤتمر".
وكانت الواقعة الثانية في 2003 حينما أيد الإمام الراحل حق فرنسا في إصدار قرار بحظر ارتداء الحجاب في مدارسها، وذلك خلال لقاء مع وزير الداخلية الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي، إلا أن جماعات الإسلام السياسي رفضت هذا الأمر بشده وعلي رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية.
وكانت الواقعة الثالثة، فتواه بجلد الصحفيين خلال عام 2007، وهم الذين ينشرون حول مرض الرئيس الأسبق حسن مبارك، مما أثار حفيظة الجماعة الصحفية علي شيخ الأزهر.
يذكر أنه في العاشر من مارس 2010، استيقظ المصريون على فاجعة وفاة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، إثر نوبة قلبية تعرض لها في مطار الملك خالد الدولي عند عودته من مؤتمر دولي عقده الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز لمنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للفائزين بها، حيث صلى المسلمون عليه صلاة العشاء في المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة ووري الثرى في مقبرة البقيع.
وولد الإمام الراحل في 28 أكتوبر 1928 بقرية سليم الشرقية في محافظة سوهاج، وشهد مسيرة طويلة بدأها الشيخ في سوهاج الصعيد، حافظًا لكتاب الله، متدرجًا في تعليمه بمعهد الإسكندرية الديني سنة 1944، وبعد انتهاء دراسته الثانوية التحق بكلية أصول الدين.
وفي عام 1958 تخرج الإمام الأكبر من كلية أصول الدين، ثم عامل إمام بوزارة الأوقاف، حتي حصل بعد 8 أعوام من تخرجه علي درجة الدكتوراة في الحديث والتفسير، ثم التحق بجامعة الأزهر وعمل أستاذًا بأقسام التفسير وتدرج في المناصب حتى أصبح عميدًا لكلية أصول الدين في أسيوط عام 1976.
وقضي الإمام الأكبر 14 عاماً علي مقعد شيخ الأزهر، كما قضي 10 سنوات قبلها في منصب مفتي الديار المصرية.