الحكومة: «حق الشهيد لا يسقط بالتقادم»
«الوطن» ترصد أعمال تطوير المجلس القومى لأسر الشهداء والمصابين
«مصر لا تنسى أبناءها المخلصين»، جملة طالما تكررت فى عدد من المناسبات القومية للبلاد، لكنها لم تظهر جلياً إلا بعد ثورتى «25 يناير»، و«30 يونيو»، حين اهتمت الدولة بـ«ضحايا الثورتين» و«الأحداث القومية» بداية من الفترة التى حكم فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بقيادة المشير محمد حسين طنطاوى البلاد، ثم الفترات التى أعقبتها، حتى بلغ التقدم فى هذا الملف مداه فى الفترة الأخيرة بتوجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، والدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، إلى الجهات المختصة فى البلاد.
تعهدات بتقديم الخدمات العلاجية والتعويضية والترفيهية لعائلات «ضحايا الأحداث القومية»
ولم تركز الدولة اهتماماتها بملف أسر الشهداء والمصابين على مصابى القوات المسلحة والشرطة المدنية الذى تديره وزارتا الدفاع والداخلية باقتدار، إلا أن هناك اهتماماً كبيراً من القيادة السياسية للبلاد بتقديم أفضل الخدمات العلاجية والتعويضية والترفيهية الممكنة لأسر الشهداء والمصابين من المدنيين أيضاً، وهى المهمة المكلف بها اللواء أركان حرب محمد عبدالمنعم، أمين عام المجلس القومى لرعاية أسر الشهداء والمصابين بمجلس الوزراء، بالتعاون مع 7 وزراء يشغلون عضوية مجلس إدارة «المجلس»، برئاسة «مدبولى»، حيث تقدم أوجه الرعاية للأسر فى مختلف المجالات.
افتتاح أول مركز متكامل لرعاية أسر «شهداء ومصابى المدنيين» خلال شهر
أعلن المجلس القومى لرعاية أسر الشهداء والمصابين، التابع لمجلس الوزراء، عن اعتزام الحكومة افتتاح أول مركز متكامل لرعاية أسر الشهداء والمصابين من «المدنيين» لإحداث طفرة فى الخدمات المُقدمة لهم، وذلك خلال شهر، على أن يتبع المجلس أيضاً.
يأتى ذلك فى إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى وخطة الدولة فى الاهتمام بهم، وبرعاية الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وبالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، والهيئة العربية للتصنيع بقيادة الفريق عبدالمنعم التراس، ويرأس «مدبولى» «القومى لرعاية أسر الشهداء والمصابين»، فيما يتولى الأعمال التنفيذية للمجلس لرعاية شهداء الأحداث القومية فى البلاد اللواء أركان حرب محمد عبدالمنعم، الأمين العام، الذى رافق «الوطن» فى جولة تفقدية لموقع المشروع قبيل قرابة شهر على افتتاحه فى 25 أبريل المقبل، بالتزامن مع احتفالات مصر بعيد تحرير سيناء.
ويبلغ عدد أسر الشهداء المسجلين لدى المجلس القومى لرعاية أسر الشهداء والمصابين، ألفاً و116 شهيداً، و6 آلاف و25 مصاباً، وذلك فى أحداث ثورتى «25 يناير»، و«30 يونيو»، وعدد من الأحداث الإرهابية والقومية التى عاشتها البلاد عقب عام 2011، من المدنيين، مع وجود جهات متخصصة فى وزارتى الدفاع والداخلية تقدم الرعاية لأسر شهداء ومصابى العمليات الأمنية من رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية.
لواء محمد عبدالمنعم: استقدام أحدث أجهزة لعلاجهم.. وغرفة لـ«الدعم النفسى».. وصالة «جيم» لتأهيلهم.. ومحو أمية أسرهم
ويرتكز «المشروع»، بحسب أمين عام «المجلس القومى»، على تحويل مقر تابع لـ«المجلس»، من مجرد «مخزن»، وكان مغلقاً فى معظم الفترات القديمة، إلى مقر خدمى متكامل يقدم خدمات علاجية، ونفسية، وتأهيلية لأسر الشهداء والمصابين.
وأوضح «عبدالمنعم» لـ«الوطن»، أن «المركز يتم تجهيزه على أعلى المستويات العالمية، وعلى أحدث مستوى، بالاستعانة بالمؤسسات الوطنية العملاقة فى القوات المسلحة، والعربية للتصنيع، بداية من توفير أجهزة تكييف فى كافة غرف المقر، وتوفير وسائل تيسر على مصابى الإعاقة الحركية التنقل فى أروقة المقر، مع اعتماد نظام تسجيل دخول وانتظار أشبه بأنظمة البنوك، حيث سيأخذ المستفيد من أسر الشهداء والمصابين رقماً لدى دخوله لتلقى الخدمة التى يريدها، ثم تنظيم الدخول عبر هذا النظام»، ولفت أمين «المجلس القومى» إلى أن كافة الخدمات المقدمة فى «المقر الخدمى» ستكون مميكنة بالكامل، وذلك فى إطار توجيهات الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، والدكتور مصطفى مدبولى، رئيس «المجلس القومى»، رئيس مجلس الوزراء، بالاتجاه للميكنة، بهدف تقديم أفضل خدمة بأقل هامش خطأ ممكن، وتسهيل متابعة كافة جوانب الخدمات المقدمة، وإعداد إحصائيات، وتقارير مميكنة عنها، بهدف تقييمها، والعمل المستمر على تحسين جودة الخدمة المقدمة للمستفيدين بخدمات «المجلس»، وأوضح أنه «المشروع» يشمل إنشاء 3 عيادات طبية، مع توفير الخصوصية لأسر الشهداء والمصابين، وأنه سيتم استقدام أفضل الأطباء للعمل فى تلك العيادات، فضلاً عن الاتفاق مع «العربية للتصنيع»، على استقدام أفضل أجهزة فى العالم بأسره متعلقة بالخدمات التى يحتاجها المصابون فى مصر، وأنه سيتم استيراد تلك الأجهزة من الخارج.
وخلال جولتنا بـ«المقر» الذى يجرى تطويره حالياً، قال «عبدالمنعم» إنه تمت مراعاة توصيل الكهرباء بأعداد كبيرة فى غرف «المقر»، لتوفيرها للعدد الكبير من الأجهزة التى ستكون موجودة بالغرف والعيادات، حيث سيضم المقر أيضاً قاعة للتأهيل النفسى والحوار، التى سيوجد بها طبيب وإخصائى نفسى متخصص، يعمل على تحسين الحالة النفسية لأسر الشهداء والمصابين، ومساعدتهم على المضى قدماً فى حياتهم، مع تأكيد أن نجلهم أو ابنتهم «شهداء»، ويقبعون تحت عرش الرحمن، وأوضح أمين «المجلس القومى» أن «المبنى» سيضم قاعة لتعليم الكبار ومحو الأمية، لتأهيلهم لسوق العمل، حيث ستقدم الخدمات للعشرات من البسطاء من أهالى الشهداء والمصابين، الذين يكون عدد منهم من مناطق ريفية، ونائية، وبعضهم غير متعلمين، حيث يعمل «المجلس» على الارتقاء بالخصائص السكانية للأسر والمصابين فى كافة المجالات، ومن بينها الجوانب التعليمية.
الغرف مكيفة وتعمل إلكترونياً لتقديم أفضل خدمة.. واعتماد «نظام البنوك» فى تنظيم الدخول.. وافتتاح أول فرع بسيناء 25 أبريل
وأشار «عبدالمنعم»، إلى اتفاقه مع الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، على توفير صالة جيمانيزيوم، تكون داخل «المقر الخدمى»، بهدف تأهيل مصابى «العجز الكلى»، فضلاً عن إنشاء قاعة استقبال حديثة مجهزة إلكترونياً لتستضيف المؤتمرات العلمية الخاصة بأسر الشهداء والمصابين، واللقاءات الدورية التى ستعقد معهم، فضلاً عن المؤتمرات واللقاءات الصحفية حال تنظيمها، أوضح أن «المقر» سيتضمن وجود مظلة كبيرة، وأماكن انتظار آدمية لأسر الشهداء والمصابين، مع تقديم أى احتياجات أساسية لهم، وذلك حال وجود أعداد كبيرة منهم، موضحاً أنهم يتوقعون قدوم الكثيرين من أهالى الشهداء والمصابين يومياً، ومن ثم سيعملون على تقديم الخدمات بشكل علمى سليم، يضمن عدم انتظارهم لأكثر من دقائق معدودة حال الحاجة لذلك، ولفت «عبدالمنعم» إلى أن «المجلس» سيدشن متحفاً داخل «المقر»، حيث سيوثق بالصوت والصورة عبر أفلام تسجيلية تحت إشراف إدارة الإعلام بالمجلس، لتسجل مع أسر الشهداء والمصابين أسباب استشهاد أبنائهم، أو إصاباتهم، لتكون مرجعاً تاريخياً لتلك الأحداث.
وعن سر التعاقد مع «الخدمة الوطنية»، و«العربية للتصنيع» للقيام بأعمال «التطوير»، شدد أمين «المجلس القومى» على أنهما يتميزان بتقديم أفضل خدمة ممكنة، مع أقل تكلفة مادية، وفى أسرع وقت ممكن، ما جعلهما الخيار الأفضل أمام الحكومة للقيام بأعمال التطوير، التى من المنتظر أن تشكل طفرة فى الخدمات المقدمة للمستفيدين بخدمات «المجلس»، وأوضح «عبدالمنعم» إلى أنهم ينتظرون حدثاً هاماً فى تاريخ الوطن أيضاً خلال يوم 25 أبريل المقبل، حيث من المنتظر أن يتم افتتاح فرع لخدمة أسر شهداء ومصابى شمال سيناء من المدنيين، بعدما كانت أسرهم تحتاج للقدوم إلى الإسماعيلية لتلقى «الخدمة».