مساعد وزير الداخلية الأسبق للأمن المركزى: الخرطوش المستخدم فى «محمد محمود» هو نفسه الذى أطلقه الإخوان فى «رابعة والنهضة»
اللواء ماجد نوح
تحمل شهادة اللواء ماجد نوح جانباً كبيراً من الأهمية؛ باعتباره أحد الشهود الرئيسيين لواقعة محمد محمود فى 2011، مُطلعاً على أدق التفاصيل، حيث كان يشغل آنذاك منصب مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزى، وكان موجوداً بشخصه على رأس قوات الأمن أثناء فترة الاشتباكات فى منطقة وسط البلد. ينفى اللواء «نوح» بشكل قاطع تسليح قوات الأمن بأسلحة نارية، ويؤكد أنها اقتصرت فقط على بنادق إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع ودروع وعصى، مشدداً، فى حواره لـ«الوطن»، على عدم صدور أى تعليمات بإطلاق الرصاص على المتجمعين.. وإلى نص الحوار:
كيف انطلقت شرارة الأحداث فى «محمد محمود»؟
- تحديداً، بعد اعتداء المتظاهرين على مسرح البالون، وأعقبه فى 9 سبتمبر اقتحام السفارة الإسرائيلية ثم السفارة السعودية، وأحداث ماسبيرو، وكانت هناك تعليمات بفتح ميدان التحرير لمرور السيارات وعمل سيولة مرورية، وعند مرور سيارة ترحيلات تابعة للشرطة، اعتدى عليها المتظاهرون وأحرقوها، بالتزامن مع بداية الهجوم على القوات التى كانت تتولى حماية وزارة الداخلية.
اللواء ماجد نوح: اعتداء المخربين على عربة أمن مركزى فى «التحرير» أطلق شرارة الاشتباكات بوسط البلد
ما سبب استهداف تلك العناصر لمقر وزارة الداخلية؟
- الهدف هو سيطرة الإخوان على مقر الوزارة مثلما حدث عند اقتحام مقار أمن الدولة عقب ثورة 25 يناير، فبدأ المتظاهرون فى إطلاق الخرطوش على قوات الأمن التى تحمى مقر الوزارة من ناحية شارع محمد محمود، وتمكن الإخوان من حشد الشباب الغاضب فى الشارع، وإقناعهم باقتحام الوزارة، وشن حملة ضخمة ضد الدولة عبر وسائلهم الإعلامية، إضافة إلى ترويج الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعى لتشويه الحكومة، وتكذيب كل ما يقال، وبالتالى تأليب الرأى العام ضد المجلس العسكرى.
وماذا كانت مطالبهم؟
- كانت الأحداث بداية المخطط الذى وضعه تنظيم الإخوان سعياً للسيطرة على الدولة، وإحداث حالة فوضى، وكانت وثيقة المبادئ الأساسية للدستور التى طرحها الدكتور على السلمى، وشغل منصب نائب رئيس الوزراء فى حكومة عصام شرف، وعرفت بـ«وثيقة السلمى»، تتعلق بوضع مواد فوق دستورية لخدمة مصالح الجماعة، ما أحدث حالة غضب بين الأحزاب، ودعت الإخوان عناصرها من الشباب والألتراس إلى التظاهر بميدان التحرير لرفض الوثيقة، كما طالب عدد من أسر شهداء 25 يناير بنصب خيام اعتصام بالميدان لحين الحصول على حقوقهم.
تسليح الأمن اقتصر على قنابل الغاز ودروع وعصى ولم تصدر أى تعليمات بإطلاق النار على المتظاهرين
هل تم القبض على عناصر خارجية ممن شاركوا فى «محمد محمود»؟
- لم تكن هناك عمليات ضبط للمشاركين فى أحداث الشغب، ولكن شاركت عناصر من ألتراس الأهلى بجانب ظهور شخصيات إعلامية فى الأحداث، ويقف وراء هؤلاء جماعة الإخوان بُغية تنفيذ مخططها بإسقاط مؤسسات الدولة وإضعافها حتى تتمكن من الاستيلاء على السلطة بسهولة، والمتظاهرون فى «محمد محمود» كانوا تحت تأثير مُخدر «الترامادول»، وأغلبيتهم لديهم سوابق جنائية، ومعهم كتل من النيران يلقونها على قوات الأمن.
وماذا عن تسليح القوات حينها؟
- اقتصر تسليحها على بنادق إطلاق قنابل الغاز ودروع وعصى فقط، ولم يحمل أى فرد من أفراد الشرطة أى أسلحة نارية.
ما دور القوات المسلحة فى وقف الأحداث؟
- أقامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة جداراً عازلاً من الكتل الخرسانية بشارع محمد محمود المؤدى لوزارة الداخلية، لمنع المناوشات بين المتظاهرين وقوات الشرطة المكلفة بتأمين المقرات الحيوية، وكانت هناك رغبة أكيدة لدى العناصر المخربة فى الدخول لمقر الوزارة وإحراقها، وبعدها سعوا لهدم الكتل الخرسانية ولكنهم فشلوا، وساهم ذلك فى هدوء الأوضاع بالشارع.
هل تلقيت أوامر من وزارة الداخلية بإطلاق النيران على تلك العناصر؟
- لم تصدر أى تعليمات من أى جهة بإطلاق الرصاص على المجتمعين، بل تعرضنا نحن لإطلاق النار، وأُصبت أنا و17 ضابطاً، ً وبعدها كشف تقرير الطب الشرعى بوزارة العدل أن الطلقات التى وُجهت لقوات الأمن هى أعيرة خرطوش من خارج مصر، ولا تستخدمها أى جهة أمنية، بمعنى أن مُطلق الرصاص كان إما أجنبياً أو مصرياً حصل على هذه الذخيرة من جهات أجنبية، وكانت تأتى من أسطح العقارات بميدان التحرير، وأؤكد أن قوات الشرطة والجيش لم تقتل المتظاهرين سواء فى محمد محمود أو ماسبيرو أو مذبحة بورسعيد أو أحداث ثورة يناير، فالخرطوش المستخدم فى أحداث محمد محمود، بحسب الطب الشرعى، من عيار 8.5 ملل، هو نفس النوع الذى استخدمه الإخوان فى اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، ويؤكد أن الطرف الخفى الذى كان يقتل الشباب فى أحداث محمد محمود هم عناصر الجماعة.
ماذا كانت تعليمات وزارة الداخلية إلى الأجهزة الأمنية آنذاك؟
- التعليمات شددت على عدم التعرض لأى تجمعات أو مظاهرات سلمية، وعدم التدخل أو حتى محاولة فضها، بل الاكتفاء بتأمينها وحماية المنشآت العامة والخاصة، ومهمة قوات الأمن المركزى بمنطقة وسط البلد والتحرير وقصر العينى اقتصرت على حماية المقرات والمنشآت والمدارس والمصالح الحكومية ومبنى وزارة الداخلية، لكننا فوجئنا باعتداءات وأسلحة لم نعهدها فى هذه المواجهات، مثل الخرطوش وكرات اللهب ومسدسات «البلى»، وهى فى الأصل مسدسات صوت تركية الصنع يتم تعديلها لإطلاق كرات البلى.