نادية الأنصارى: ملثمون اختطفونى.. وتركونى بعد دفع الفدية
عشرة أيام كاملة قضتها الدكتورة نادية الأنصارى، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بكلية الطب جامعة عين شمس، فى قبضة عصابة مسلحة قامت باختطافها فى مساء يوم الثانى عشر من يناير الجارى، أثناء عودتها إلى منزلها بمدينة العبور، حيث استوقفتها سيارة أخرى بها أشخاص مسلحون قاموا باختطافها تحت تهديد السلاح، الدكتورة نادية تحكى وقائع عشرة أيام فى غرفة غير آدمية.[FirstQuote]
تتحدث «الأنصارى» فى أول حوار لها بعد الإفراج عنها عن «تخاذل الداخلية» فى الوصول إليها، واكتفائها بمحادثات هاتفية غير مجدية مع نجلها الدكتور محمود الأنصارى، وإلى نص الحوار:
■ فى البداية كيف وقع حادث الاختطاف؟
- كنت فى طريق عودتى إلى المنزل فى مدينة العبور، وبالتحديد أمام مدارس النيل وفوجئت بسيارة أخرى تستوقفنا بواسطة مسلحين قاموا بضرب السائق على رأسه بواسطة «سنجة»، وآخر حاول اصطحابى إلى سيارتهم، وحين قاومته ضربنى على رأسى بـ«سنجة» كان يحملها هو الآخر.
■ ماذا حدث بعد ذلك؟
- قاموا بربط عينى بعصابة سوداء حتى لا أرى الطريق ولكنهم كانوا يسيرون على مدقات، ولم أستطِع تحديد مكانى الذى نقلونى إليه، لكنهم نقلونى إلى غرفة غير آدمية، ويبدو أنها كانت تستخدم كحظيرة للمواشى فى أحد المبانى بمنطقة رملية وقاموا بتعيين حارس من بينهم يحمل سلاحاً آلياً فى يديه، وآخر على وسطه، وثالث فى جيبه الخلفى.
■ وما مواصفاتهم؟[SecondImage]
- كانوا ملثمين ولهجتهم بدوية، وفى بعض الأحيان كانوا يستعينون بآيات قرآنية فى كلامهم.
■ هل كان الاختطاف غرضه دفع مبالغ مالية فقط أم شىء آخر؟
- فى البداية طلبوا فدية قيمتها عشرة ملايين جنيه، ولكننى أخبرتهم أننا لا نملك هذا المبلغ، وفوجئت بهم يعرفون أرقام حساباتى فى البنوك، ويعرفون قيمة المبالغ الموجودة فيها، ويعرفون تحركاتى وتحركات أبنائى وأسماء بناتى وأولادهم، وكذلك حساباتهم البنكية، ثم تطور الحوار إلى فكرة الأبحاث التى أقوم بها، وفكرة الحديث عن عقاقير جديدة لعلاج مرضى الكبد، إذ قال لى: «ما تفتحيش خشمك فى الكلام عن أى أدوية جديدة هتنزل لعلاج مرضى الكبد».
■ ما قصة هذا الدواء الجديد وهل هو سبب اختطافك؟
- ربما يقصد بالدواء الجديد ذلك الذى تم اكتشافه مؤخراً، إذ كنت فى زيارة إلى بريطانيا من أجل عقد مفاوضات للحصول على الدواء الجديد الذى يشفى من فيروس «سى» نهائياً، وربما كان ذلك قصده، ولكن لا أعرف إن كان ذلك هو السبب فى اختطافى من عدمه.
■ كيف تم التعامل معك طيلة العشرة أيام؟
- كانوا يقدمون لى «أرز بلبن» مدوناً عليها اسم محلات «العابد» وكيس «باتيه» وقطعة «كيك»، لكننى لم أتناولها نظراً لأننى مريضة بالسكر، وخشيت أن يرتفع ولا أجد من يسعفنى، وحين وجدونى لا أتناول الطعام قاموا بتبديله برغيف خبز وكوبين من الماء، واستمر الوضع هكذا حتى آخر ثلاثة أيام لى لم يقدموا لى الطعام نهائياً، ولا المياه إذ أمرهم كبيرهم بأن يقطعوا عنى المياه والغذاء حتى يعجل أبنائى بدفع الفدية، وكنت أذهب لقضاء حاجتى فى مكان يبتعد قليلاً عن الغرفة التى كنت أجلس فيها، وذلك فى حراسة أحدهم، رافعاً سلاحاً آلياً فى ظهرى ذهاباً وإياباً.[SecondQuote]
■ وماذا عن كبيرهم وكيف تعامل معك؟
- كانوا جميعاً ملثمين إلا كبيرهم، فى أول مرة حين دخل يتحدث معى عن حساباتى البنكية وعن توفير المبالغ المالية لهم، وحين قلت له إننى لا أملك هذا المبلغ ولا يستطيع أولادى أن يوفروه له، قام بضربى على وجهى، وقال لى: لا بد أن تدفعوا الفدية قبل يوم 24 يناير «أنا جايلك من سينا مخصوص، ولازم آخد الفلوس عشان فى حاجات لازم نعملها أيام 24 و25 و26 يناير».
■ ولماذا هذا التاريخ تحديداً؟
- لا أعرف لماذا، لكنه قال لى: «ما لازم يبقى فيه أمل لمصر» وكانوا دائماً يغيرون معالم المكان الذى نجلس فيه إذا استشعروا مراقبة المنطقة عبر طائرة أو سيارات تدوى فى المكان، إما ببناء حائط فوق الباب الموجود أو غلق البلكونة بالطوب وبصورة تبدو وكأن المكان مهجور ولا أحد يسكن فيه.[ThirdImage]
■ وكيف تم الإفراج عنك من تلك المنطقة؟
- لم أكن أعلم المحادثات التى دارت بينه وبين ولدى الدكتور محمود الأنصارى، لكننى كنت أعرف أنهم توصلوا إلى دفع الفدية، وقيمتها 3 ملايين جنيه، وفى يوم تسلمهم للفدية، وجدتهم يغنون أغانى بدوية، وشعرت بأنهم فرحون بما حدث، فأدركت أنهم تسلموا المبلغ، وقمت وقتها بإيهامهم بأننى مريضة، وظللت أصرخ من الألم حتى يتركونى أذهب، وبالفعل جاء كبيرهم وقال لهم: اتركوها تموت بعيداً عنا.
■ وماذا عن «الداخلية» ألم تحاول الوصول إليك؟
- ما عرفته من ابنى أنهم لم يحاولوا الوصول إلىّ، وأنهم اكتفوا فقط بمحادثات بينهم وبين ابنى قالوا فيها إنهم يحاولون تحديد مكان اختطافى، وهم فى طريقهم للوصول إلى، ولكنهم لم يكونوا صادقين، لأن أحد قيادات «الداخلية» قال لابنى إنه توصل للمكان، ولكن الجناة غيروا مكانهم، وفى ذلك التوقيت كنت أنا فى البيت، وكان لواء «الداخلية» يحاول إيهام ابنى بأنهم يحاولون التوصل إلىّ.[ThirdQuote]