القصة الكاملة للحرب الباردة على "الصفقة الروسية" بين أمريكا وتركيا
تركيا وأمريكا
تستعد الولايات المتحدة لوقف تسليم طائرات "إف 35" المقاتلة إلى تركيا، وفقا لمسؤولين أمريكيين حسب ما ذكرت وكالة "رويترز"، لتعد أقوى رد من جانب واشنطن على أنقرة، بسبب شراؤها المنظومة الروسية المضادة للصواريخ إس-400.
يأتي فرض تلك العقوبة الأمريكية، مع شريكتها في حلف شمال الأطلسي، بعدما فشلت حتى الآن في إقناع الرئيس رجب طيب أردوغان، بأن شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية سيقوض أمن طائرات "إف 35".
من جانبها، قالت كاتي ويلبارغر، القائمة بأعمال مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي: " نظام إس-400 وإف 35 كمبيوتر، لا يمكنك توصيل جهاز الكمبيوتر الخاص بذلك التابع لخصمك، وهذا بالأساس ما سنفعله"، وعلى الرغم من عدم اتخاذ قرار في هذا الصدد حتى الآن، فقد أكد مسؤولون أميركيون أن واشنطن تدرس وقف الخطوات الجارية حاليا لإعداد تركيا للحصول على طائرات إف 35 التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن".
كانت آخر أزمة دبلوماسية بين البلدين أسهمت في هبوط قياسي في قيمة الليرة التركية، أغسطس، وما زالت الخلافات بشأن الاستراتيجية في سوريا والعقوبات على إيران واعتقال موظفين بالقنصلية الأمريكية دون حل، وتهدد قضية الدفاع الصاروخي بتوسيع هوة الخلاف.
وتجاوزت حكومة أردوغان "مهلة مرنة"، كانت واشنطن حددتها لتركيا لاتخاذ القرار بشأن ما إذا كانت ستشتري نظام "باتريوت" الصاروخي الأمريكي الذي تنتجه شركة "رايثيون" في صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار، وذلك حسبما ذكرته "سكاي نيوز".
ولم يرفض أردوغان العرض الأمريكي علنا، لكنه كرر القول إنه لن يتراجع عن عقد لشراء نظام "إس-400" الدفاعي الروسي الذي من المقرر تركيبه في أكتوبر.
وتقول واشنطن إن تركيا لا يمكنها حيازة النظامين معا، وإذا مضت في إتمام الصفقة الروسية فإنها تخاطر أيضا بألا تتسلم طائرات إف-35 الشبح المقاتلة التي تنتجها شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، ويمكن أن تواجه عقوبات بمقتضى قانون أمريكي يعرف بقانون التصدي لخصوم أمريكا من خلال العقوبات.
لكن أردوغان استبعد إلغاء الصفقة مع روسيا التي تبني محطة للطاقة النووي في تركيا، وخط أنابيب لتصدير الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، وردا على سؤال، هذا الأسبوع، بشأن العقد الخاص بنظام إس-400، قال أردوغان: "إنه محسوم.. لا يمكن التراجع أبدا عنه.. لن يكون هذا أخلاقيا".
وفي نهاية عام 2017، وقّعت تركيا اتفاقية مع روسيا في أنقرة لشراء منظومة الدفاع الصاروخي إس-400، ليلقى رفض وهجوم من قبل الولايات المتحدة.
ويشير رفض واشنطن للصفقة إلى وجود تخوف أمريكي كبير من امتلاك تركيا لمنظومة الدفاع الروسية، ما يكشف عن قدرات مقاتلات الجيل الخامس طراز "إف-35" متعددة المهام للجيش الروسي.