بعد الهجوم على 5 مساجد في بريطانيا.. العنف ضد المسلمين إلى أين؟
جنازة ضحايا حادث نيوزيلندا
تزامنًا مع مرور أسبوع على الحادث الإرهابي المروع الذي شهدته مدينة كريست تشيرش النيوزيلندية، الجمعة الماضي، والذي ارتكبه أحد المتطرفين بعدما فتح النار على المصلين في مسجد "النور" بالمدينة ومسجد آخر، مخلفًا 52 قتيلًا وأكثر من 40 مصابًا، تفتح بريطانيا التحقيق في هجوم على 5 مساجد في مدينة بيرمنجهام الإنجليزية ليلا وصباحا.
وقالت الشرطة إنها تلقت بلاغات تفيد بأن رجلا هشم نوافذ مسجد بمطرقة في منطقة "بريشفيلد رود" في الساعة الثانية والنصف صباحا بتوقيت جرينتش، كما أُبلغت بحدوث اعتداء مماثل في منطقة "إردنجتون" بعد الاعتداء الأول بنحو 45 دقيقة، وبلاغات أخرى عن اعتداءات استهدفت مسجدين في منطقتي "أستون" و "بيري بار"، واعتداء على مسجد في منطقة "ألبرت رود" الساعة العاشرة صباحا.
ووصفت وزارة الداخلية الاعتداء بأنه "عمل تخريبي" و"مقلق للغاية ومحزن"، وقالت شرطة "ويست ميدلاندز" إنها لم تحدد بعد دوافع ارتكاب مثل هذه الاعتداءات، بينما بدأ مسؤولون من وحدة مكافحة الإرهاب تحقيقا في هذه الحوادث.
حوادث الاعتداء على المسلمين أو الأماكن الإسلامية تظهر من فترة للأخرى ثم تهدأ مرة أخرى، حسب أحمد كامل البحيري، الباحث المتخصص في شئون الحركات الإرهابية بمركز الأهرام لدراسات الاستراتيجية والسياسية، لافتًا إلى أن تلك الهجمات يمكن اعتبارها موجة تستمر لفترة معينة وتختفي.
وأضاف البحيري في تصريحات لـ"الوطن" أن الهجوم الذي حدث في بريطانيا، بعد مرور أسبوع على حادث نيوزيلندا، مجرد هجمات بدائية لا يمكن الجزم أنها منظمة، إلا أنه ينم عن حالة من العداء تجاه المسلمين في أوروبا، أو ما يمكن تسميتها "الإسلاموفوبيا".
الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول الأوروبية بخصوص هجرة العرب والمسلمين إليها، زادت من حالة الاحتقان، خاصةً مع تصاعد اليمين المتطرف، وفقًا للباحث المتخصص في الحركات الإرهابية، والذي يملك تحفظات وأفكار خاصة حول تغيير هوية تلك البلدان.
لا يمكن الجزم إذا ما كانت هذه الهجمات ستزداد أو تقل خلال الفترة المقبلة، وفقًا لرؤية البحيري، موضحًا أنه ربما يتسبب رد فعل العالم ونيوزيلندا على وجه الخصوص تجاه حادث مسجد النور، في انحسار تلك الهجمات، خاصةً مع الحشد العالمي ضدها والرفض الشعبي لها.
ويرى ماهر فرغلي، باحث شؤون الحركات الإرهابية، أنه لا توجد قاعدة ثابتة يمكن من خلالها تحديد إذا ما كانت تلك الهجمات منظمة أم مجرد غضب عشوائي، موضحًا أن ما يثير الخوف والقلق هو ما أثارته بلجيكا حول عزم اليمين المتطرف في أوروبا تسليح أعضاءه.
فرغلي أضاف لـ"الوطن" أن نية اليمين في أوروبا التسليح، من الممكن ان يؤدي لخلق جماعات إرهابية أوروبية على غرار "داعش"، وهو ما سيمثل خطرًا بالغًا على المسلمين هناك، مؤكدًا أن اليمين المتطرف في أوروبا يرى أن المسلمين يغيرون من هوية المجتمع، وأن انتشار المساجد والحجاب مظاهر لابد من محاربتها، إلا أنه يرجح عدم استمرار تلك الهجمات كثيرًا.